العدوان بدأ منذ عقد من الزمن
خالد العراسي
لم يكذب العسيري عندما صرّح في الأيّام الأولى للعدوان على اليمن بأنهم دمّـروا 90٪ من الدفاعات الجوية والقوة الصاروخية اليمنية، لكنه كذب في كيفية وفترة التدمير، ففي 2004م عقدت أمريكا صفقةً مع رأس الخيانة لتدمير صواريخ وبطاريات وقبضات الدفاع الجوي، وتعطيل كُـلّ منصات إطلاق الصواريخ وفكفكة الرادارات، كُـلّ ذلك وأكثر تم تحت مبرّر «الحرص على عدم وصول تلك الأسلحة إلى القاعدة».
وبالتأكيد لدى أمريكا والكيان الصهيوني مخاوفُ من استحواذ جماعة مناوئة لهم على بعض الأسلحة، لكن القاعدة لم تشكل أيَّ خطر عليهم، فالجماعة التي يخشونها هي التي تحملُ فكراً وتتبنى مشروعاً يعملُ على استنهاض الأُمَّــة في شتى المجالات.
جماعة ترفُضُ العبودية وتأبى التبعية والخنوع والخضوع لغير الله عز وجل.
جماعة تدعو إلى التحرّر والاستقلال، وتحث على العمل المخلص والمثابرة وتطوير الذات لتحقيق التنمية المستدامة والتطور والبناء.
جماعة لا يمكن شراؤها بالمال ولا إغراؤها بالسلطة، جماعة تجاوزت المستحيلات، وصنعت المعجزات في أصعب الظروف؛ ولذلك في نفس فترة إتلاف منظومتنا الدفاعية الجوية وجهت أمريكا عبيدَها في الداخل بشن الحرب على أنصار الله (حرب صعدة الأولى).
أما الجماعات الإرهابية فهي تخدمُهم وتعملُ لصالحهم، ولكم في مآلات وتبعات حادثة البرجين عبرة.