الصمود اليماني.. إرهابٌ بالشريعة الأمريكية
دينا الرميمة
مع بداية العام ٢٠٢١ والذي افتتحته السعودية بإعلانها عن انتكاسة اقتصادية؛ بسَببِ العدوان غير المبرّر على اليمن أنفقت عليه المليارات، وبذات الوقت جعل عصب اقتصادها من النفط عرضةً لضربات الجيش اليمني ما جعلها تخسر المليارات من عائداته،
بتسعين مليار ريال دخلت الخزينة السعودية العام الجديد كعجزٍ في ميزانيتها، داعيةً شعبَها إلى العيش بتقشف كأحد الحلول لمعالجة هذه الأزمة.
هكذا بدا الوضع مُربكاً على محمد بن سلمان الذي لا يزال مُصراً على الاستمرار في حربه عله يحقّق نصراً يدواي به جرحَ مملكته ويبتز به شعبَه الذي كان هو من دفع ثمن هذه الحرب.
لم يستوعب الأمير المغرور وعلى مدى ست سنوات من الحرب أن فريستَه التي يحاول الانقضاضَ عليها ليست بالفريسة السهلة إنما هي اليمن التي لم تكن يوماً سهلةَ المنال لأي غازٍ وخرج منها يجر أذيال خيبته وهزيمته!!
اليمن اليوم وبعد ست سنوات من الحرب العسكرية التي دمّـرت كُـلَّ ما له علاقة بالحياة واغتالت الآلاف من الأرواح بغاراتها الإجرامية، أضف إلى الجرائم التي ترتكبها دول العدوان باغتيال الآلاف من اليمنيين عن طريق الحرب الاقتصادية والحصار المفروض بحراً وبراً وجواً.
سياسَةُ التجويع والحصار الممنهج واختلاق الأزمات هي وسائلُ أُخرى اتخذتها دول العدوان لقتل عدد أكبر من اليمنيين أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
وبالرغم من الخذلان العالمي، وعلى عكس السعودية، افتتحت اليمن العام ٢٠٢١ بإعلان القوات المسلحة إنجازاتٍ عظيمةً ما بين عسكرية وأمنية، أهمها استعادة الجوف وُصُـولاً إلى أبواب مدينة مأرب والقضاء على وكر الدواعش في قيفة، ومنها عمليات رادعة إلى العمق السعودي بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة يمنية الصنع منها ما لم يكشف عنه حتى اللحظة، كان أبرز هذه العمليات استهداف شركة أرامكو في جدة.
وتمكّنت قوات الدفاع الجوي من إعاقة الطيران الحربي المعادي من تنفيذ مهام عدائية وحيّدته من الدخول في الأجواء اليمنية وإجباره على المغادرة في ذات الوقت الذي عجزت عنه أحدثُ المنظومات الدفاعية في المملكة من اعتراض الصواريخ اليمنية والطيران المسيّر، ما يعني عظمةَ ما وصل إليه اليمنيون من تقنية في مجال التصنيع العسكري.
وأمام هذه الانتصارات اليمنية، ارتفع الصراخ السعودي واستجداؤهم المجتمع الدولي لإيقاف الضربات اليمنية؛ بذريعةِ أنها تستهدفُ منابعَ الطاقة العالمية، وبدوره المجتمع الدولي والعالم وكالعادة لم يقصّروا معها تنديداً بالضربات التي تستهدف أماكن استرزاقهم والتي منها يدفع لهم ثمنَ صمتهم عن كُـلّ تلك الجرائم التي تُرتكب في حق اليمنيين الذين استطاعوا بصمودهم أن يحوّلوا المحنةَ إلى منحة كسرت كُـلَّ قوي وأرعبته واستطاعوا أن يصنعوا من رماد تلك الحرائق انتصاراتٍ رمّمت كُـلّ الجروح التي خلفها العدوان وعززت من صموده وتحديه في مواصلة المواجهة وعدم الرضوخ لكل المشاريع الاستعمارية، ما جعل الإدارةَ الأمريكية المنتهية الصلاحية تلجأ إلى تصنيفِ اليمنيين كجماعة إرهابية في ساعات ترامب الأخيرة!!
نعلم جميعاً أن هذه هي سياسة أمريكا ضد كُـلّ من يخالفها الرأي أَو يستنكر سياستها، فلا بد من أن تطاله عقوباتُها ويصنف بالإرهابي والمجرم، فكيف بمن رفضوا تواجدها في أرضهم وصرخوا بالموت لها وأفشلوا كُـلّ مخطّطاتها الاستعمارية؟؟
كيف بالذين كسروا هيبتَها وهيبةَ ما سوّقته من أسلحة أمريكية الصنع وكل الدعم اللوجستي والحربي وبدت كُـلُّ قوتها واهيةً أمام بأسه وصموده!!
بالمقابل، لم يزد اليمنيين هذا القرارُ إلا إيماناً بأحقية قضيتهم وأنهم في المسار الصحيح الذي رسمه لهم الشهيدُ القائدُ “حسين بدر الدين الحوثي” في العام ٢٠٠٢ فساروا عليه واستطاعوا إنقاذَ اليمن من هيمنة أمريكا.
وَما هذا القرار إلا مصداقٌ لقوله تعالى: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وليس الإرهاب الذي تعنيه أمريكا وحلفاؤها.