جرائم اختطاف النساء.. فصولٌ من الاختبارات المرحلية للأدوات الرخيصة
المسيرة| خاص
بروزُ ظاهرة اختطاف النساء في مأرب في مجتمعٍ يتحفظ في الكشف عن مثل هذه الحوادث، يشير إلى توغلها على نحو مريب، يرعب الشارعَ اليمني في مأرب أَو في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزِقته عُمُـومًا، والذي بات يتحدث عنها باهتمام وقلقٍ كبيرين، وبدأت تتعالى الأصواتُ التي تتحدث عن سلسلة اختطافات أُخرى طالت الكثيرَ من الفتيات والنساء في تلك المناطق، ولم يُسلط عليها الضوء بالشكل الكافي؛ نظراً للسياسة القمعية والتكتم والتعتيم وحرف مسارات الحدث، والتي تنتهجُها مليشيا حزب الإصلاح.
عندما قام المرتزِقةُ بالتوجّـه إلى مخيمات النازحين واختطاف النساء الآمنات، ومن ثَم قاموا بشحنهن على سيارتين صالون عسكرية سعودية نوع نيسان تابعة للعميد السعودي، يوسف خير الله الشهراني -قائد تحالف العدوان بمأرب، التي تسلمت الـ 8 نساء من داخل معسكر ما يسمى بقوات الأمن المركزي بمأرب ولم يتم تحديد وجهتها، لم تكن هذه الجريمة النكراء الأولى ولن تكون الأخيرة بحسب التقارير الصادرة عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين المرفقة طي هذا.
بات جليًّا للجميع أن مرتزِقة العدوان والاحتلال لا يتورعون عن ارتكاب أية جريمة بحق المواطنين الأبرياء، بعد أن انسلخوا من هُـوِيَّتهم اليمنية، فما عاد يردعهم دينٌ أَو عُرْفٌ عن ارتكاب الكبائر وما يحرِّمُه الشرع ويُنكِره المجتمع، فما تزال المناطق المحتلّة في الجنوب والساحل الغربي وتعز وغيرها تشهد جرائمَ يوميةً، بعضُها جرائم لم يكن المجتمع اليمني يسمعُ بحدوثها ولم يكن أحدٌ يتجرأ على فعلها، فمن جرائم اغتصاب الأطفال في تعز إلى اغتصاب واختطاف الفتيات في عدن، وُصُـولاً إلى ما حدث في المخاء والتحيتا بالساحل الغربي والاعتداء على نساء آل سبيعيان في مأرب وسميرة مارش في الجوف، وانتهاءً بجريمة الاختطاف الأخيرة للنازحات في مأرب وما رافقها من مأساة وجراح إنسانية غائرة.
وعلى الرغم من أن كُـلّ هذه الجرائم قد استنهضت كُـلَّ ذي حميةٍ وغيرةٍ ونخوة في عموم الأرض اليمنية وفي الحدود الجغرافية اليمنية الحرة على وجه الخصوص، وقابلها سخط رسمي وشعبي عارم، إلاّ أن هناك نقطتين أَسَاسيتين ينبغي علينا فهمُها وجعل تفكيرنا يتمحور فيهما والانطلاق من خلالهما إذَا ما أردنا التعمقَ والنظرَ بنحوٍ أعمقَ وأدقَّ لهذه الحوادث التي لم تأتِ بالمصادفة أَو بشكلٍ عشوائياً، بل نراها مقصودةً ومتتابعةً بين حينٍ وآخر.
الأولى: العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني على اليمن (الأرض والإنسان)، وعلى مدى ست سنوات من الإرهاب الحقيقي الكامل، والذي حمل العنفَ والقتل سلاحاً، والتدمير والتخريب منهجاً، والإذلال والاحتقار حقلاً يجري من خلاله اختباراته النفسية لأتباعه من المرتزِقة والخونة والمأجورين الذين يعملون تحت إدارته، فكل الجرائم الممنهجة مُجَـرّد وسيلة يسعى من خلالها العدوان لصناعة حدثٍ ما يعمل على إشهار مأساة ما، ليقحم مرتزِقتَه وأدواته فيها والاستفادة من ضجيجها، لأغراض سلخهم عن هُـوِيَّتهم أكثر وأكثر وللتأكّـد من استمرارية ولاؤهم وتسليمهم له، بغض النظر عمّا سيتسبب به هذا الفعل أَو ذاك بحق هذه الأدوات، فذاك آخر ما يفكر به العقل الإرهابي الأمريكي السعودي.
الثانية: أن المكانَ والزمان الذي تقعُ فيه هذه الجرائم الإرهابية، وفقاً لمصطلح تحالف العدوان نفسه، أَو للعملية التنفيذية التي سارت عليها، ووفقاً للمخطّط الاستراتيجي من ورائها، فهي تحملُ رؤيةً أُخرى من زاوية مقلوبة ومغايرة، قد تحاكي المنطقَ السياسي والعسكري في إسماع المعني؛ كونها تحملُ عنوانَ (التجسس)، دون أن تهتمَّ لدموع ضحايا هذا الحدث ولا لصراخهم وأوجاعهم وآلامهم، إذ ليست لهم علاقة إطلاقاً بمشروع المستهدف، وإنما هم عناصرُ لتجارِب اختبار حقيقية يمر بها المرتزِقة اليوم، ويرجح مراقبون أن الكثير من مقترفي هذه الجرائم قد نجح أمام تحالف العدوان “مشغِّلهم”، فساروا يروجون ويبرّرون ويختلقون الأعذار، ولم يدركوا أنهم يتعرُّون يوماً تلو آخر، ونهايتهم باتت وشيكة.