اختطاف النساء سقوط مدوٍّ.. هل ستسكت قبائلُ مأرب؟!
اللواء يحيى المهدي
تعد جريمةُ اختطاف النساء سابقةً خطيرةً جِـدًّا في مجتمع محافِظ كالمجتمع اليمني الأصيل الموصوف بأنه أهل الحكمة والإيمان من قبل سيد ولد عدنان صلوات الله عليه وآله وسلم، أما أن يكونَ الاختطافُ في مدينةٍ كمدينة مأرب الأبية المشهور عن أهلها أنهم أصلُ الشهامة والقبيلة والنخوة، إضافةً إلى الدين الإسلامي الحنيف، فهي تنبئُ عن انحطاطٍ في القيم والأخلاق وتَــرَدٍّ في المبادئِ وانتكاسةٍ في أصول القبيلة والشهامة.
وهذا ما لم يتعوَّدْ عليه أبناءُ اليمن على مدى عقود من الزمن، فالمرأةُ اليمنيةُ لها من الاحترامِ والتبجيلِ والتقديرِ والكرامةِ ما ليس لامرأةٍ أُخرى في العالم، حتى في الحروب لا تُمَسُّ المرأةُ بأي أذًى أَو سوءٍ مهما كانت الظروفُ والأحوالُ، ومَنِ ارتكب جُرماً في حق امرأة ما فَـإنَّه يتحمَّلُ العيبَ الأسود؛ لكونه تجاوز كُـلَّ الأعراف والقيم والمبادئ المتعارَفِ عليها بين أبناء اليمن.
وما حصل من جريمة اختطافٍ لعدد من النساء في مارب يدُلُّ على مدى تأثير المحتلّين من دول العدوان الذين يعيثون في مأرب الفسادَ ويمارسونه بأبشع صوره ولم يعد الخاطفون يحملون ذرةً من القيم والمبادئ والأخلاق التي تربى عليها أبناءُ اليمن قاطبةً.
ولا أدري كيف تجرّأ أمثال أُولئك الخاطفين المنحلين عن كُـلّ القيم على ارتكاب تلك الجريمة البشعة وهم يعيشون وسط القبائل العربية الأبية.
هل ضمن أُولئك لأنفسهم عدمَ اهتمام القبائل في مارب للحفاظ على أعراضهم وشرفهم أم أنهم قد ضمنوا تغطيةَ جنود المنحلين السعوديين والإماراتيين الذين يحكمون مارب للأسف الشديد ولم يعد للقبيلة أيُّ دور حيال مثل هذه الجرائم البشعة؟!.
ربما إن اختطاف الأخت سميرة مارش من الجوف قبل سنتين تقريبًا جرَّأهم على ارتكابِ جريمةٍ أكبر، حيث لم تُسمع للقبيلة هناك أية ردة فعل على جريمة اختطاف امرأة ضعيفةٍ لا حول لها ولا قوة.
ولم نشاهد مثلَ هذه الأحداث المؤسفة إلَّا من بعدِ أن سيطر حزبُ الإصلاح على الوضع في مارب ليبدوَ لنا بأن حزبَ الإصلاح قد أبان عن حقيقته وكشف عن وجهِه القبيح الذي كان يُظهِرُ خلافَه وإلا لسمعنا الإدانات من قبل مشايخهم ولما سمحوا بارتكاب تلك الجرائم التي تجرِّمُها كافةُ الشرائع والقوانين، حتى اتّفاقيات جنيف الأربع تعتبرُ اختطافَ المدنيين جرائمَ حرب وهم رجال فكيف بنساء ضعيفات لا حول لهن ولا قوة.
فهل سيسكُتُ أحرارُ ورجالُ ومشايخُ مارب على تلك الجريمة البشعة؟ وهل سيصُمُّ علماء الإصلاح آذانَهم عن ما حصل ولا يحركون ساكناً؟
هذا ما ستنبئ عنه الأيّام القادمة..
ولو سكت وصمتَ كُـلّ أُولئك فَـإنَّ الأحرارَ في اليمن قاطبةً لن يصموا آذانَهم ويسكتوا على جرائمهم وسينتفض الشعبُ بأكمله من أقصاه إلى أقصاه لاستعادةِ شرف القبيلة وعزتها الذي دنّسه حفنةٌ من عملاء الخيانة والارتزاق.
وارتكابُ مثل تلك الجريمة يدُلُّ على سقوط مدوٍّ لكل من لم يحرك ساكناً في مارب خُصُوصاً وفي اليمن عُمُـومًا.
فمهما كان الاختلاف والنزاع فتبقى المرأة معززةً مكرمةً مهابة.
ولنا أكبرُ مَثَلٍ في ذلك أن العاصمةَ صنعاءَ تسكُنُها نساءُ وأسرُ معظم المرتزِقة الفارين المرتمين في أحضان العدوّ ولم يمس إحداهن أي أذى أَو حتى مضايقة فكيف باختطاف وإخفاء قسري لنساء مؤمنات طاهرات؟!.
إن مثلَ تلك الجرائم توجبُ النفيرَ العام من كافة المحافظات وَالمدن والقرى والعزل لإنقاذ الكرامة والقيم والمبادئ الطاهرة لاحترام النساء في اليمن، ويجب أن يستشعرَ جميعُ اليمنيين قولَ الحق تبارك وتعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) صدق الله العلي العظيم.