ميلاد الزهراء ويوم المرأة المؤمنة
مرتضى الجرموزي
على واقع مختلف وعالم يعيش الرقي والتحضر الغربي الدخيل على الثقافة والهُـوِيَّة الإسلامية المؤمنة الصادقة بعفة الرجال وحشمة النساء ودماثة أخلاق الأُمَّــة والتي نرى اليوم كثيرٌ من الشعوب العربية المحسوبة على الإسلام ديناً ومواطناً يلهثون خلف الثقافة المشبوهة ثقافة المجون والتحضر الشيطاني، ثقافة انسلخت عن الإنسانية مرقت عن الدين وتمردّت على العروبة ونخوتها السامية منذُ القدم.
فقط في اليمن وقليل من الشعوب العربية والإسلامية..
ونحو النموذج الأرقى والتاج الأسمى والبضعة الثمينة والطهر البتول فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين في الدنيا والأُخرى وفي وذكرى ميلادها تعيش المرأة اليمنية أسمى الآيات نوراً وبراهين وشذرات عطرة من سيرتها العظيمة وحياتها الإيمانية الجهادية وهي تستلهم من أبيها الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آل الطيبين الطاهرين الإيمان والأخلاق والتربية الحسنة.
تعيش الإيمان والصبر محتسبة مقتدية بفاطمة البتول الزهراء فُلذة قلب أبيها حتى لُقبت (أمُ أبيها) وزوج أمير المؤمنين علي عليه السلام مثال الأخلاق الكريمة والقيم الفاضلة والشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة وفق حقوقها المكفولة في القرآن الكريم.
وبعيدًا عن الحقوق العصرية التي تسعى المنظمات العالمية لتدجين ثقافة الفساد والرذيلة والسفور في المجتمعات النسائية العربية من خلال الحرب الناعمة ومواكبة الموضة الغربية وسعي أعداء الشعوب لتعميم ثقافة الفساد وفصل المرأة المؤمنة عن الدين حتى يتمكّنوا من الإيقاع بها في دهاليز رذالتهم الشيطانية الخبيثة.
تسعى المرأة اليمنية ومن خلال سيرة الزهراء للاقتدَاء بها واستلهام الإيمان الصادق والعفة الطاهرة والجهاد الحق في مواجهة الهُـوِيَّة الزائفة والثقافة العمياء والممسوخة من الدين والقيم الإيمانية وهي في كُـلّ يوم تعيشه زهراوية محمدية إلى جانب أخيها الرجل مقدمةً أعظم دروس التضحية والفداء في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
وبما أن العدوّ يسعى لفصل المرأة المؤمنة عن فاطمة الزهراء فهو بذلك يدرك عظمة الزهراء والاقتدَاء بها والسير على نهجها لهذا فهو يعمل جاهداً ومن خلال الحرب الناعمة لفصل هذا الرابط وبكل قوة يتعمد لإفساد المرأة اليمنية خَاصَّة وهي تعيش واقع الجهاد وبذل العطاء بالدماء والنفس والأولاد.
لكنه وبإذن الله تعالى كما خسر في الحرب العسكرية سيخسر في حربه القذرة وستكون المرأة اليمنية أقوى من أن تنجر لتلك السفاهات الخبيثة ولا يفلح الخبيث حَيثُ أتى..