رئيس معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان يحيى الحديد في حوار مع صحيفة “المسيرة”:
- الشعب البحريني لم يتعب ولم يكل والسلطات القمعية لم تتمكّن من النيل من عزيمته طوال العشر سنوات الماضية
- النظام القمعي في البحرين اعتقل الحقوقي البارز نبيل رجب لمدة 5 سنوات؛ بسَببِ تغريدة انتقد فيها العدوانَ على اليمن
- لم يعد هناك أي عمل سياسي في البحرين، حَيثُ قيّد النظام القمعي حريةَ الصحافة واعتقل قيادات المعارضة ومنع النشطاء الحقوقيين من السفر
- الشعبان البحريني واليمني لم يستسلما للقمع والاضطهاد ولا يزالان يناضلان بكل بسالة لينالا حريتهما
- المجتمع الدولي لا يأبهُ للعنف الذي يمارَسُ ضد فئة أَو شعب معين طالما أنه لا يقترب من حدوده
- لدينا قنواتُ تواصل مع أهم وسائل الإعلام الأسترالية، ونحاول تحديثَها بشكل دوري واطلاعها على أية مستجدات تحدث في اليمن من جرائمَ وانتهاكات
- أقولُ للشعب اليمني: إن الكلمات تخجلُ أمام تضحياتكم وصبركم وعزيمتكم الصلبة في مواجهتكم هذه الحربَ العاتية
- القواتُ السعودية والإماراتية حوّلت البحرين إلى ما يشبه مستعمرةً ولولا الدعمُ الأمريكي لَما استمر النظامُ البحريني في إجرامه للعام العاشر على التوالي
- اعتراف بايدن بدعم أمريكا للعدوان على اليمن يحملها مسؤوليةَ إزهاق الدماء والتدمير ونطالبُ بإجراء تحقيق عادل في الجرائم المرتكبة بحق اليمنيين
المسيرة – حاوره أحمد داوود
أكّـد رئيسُ معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان -الموجود في أستراليا-، يحيى الحديد، أن اعترافَ إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بايدن بدعم العدوان على اليمن يحمّلُها المسؤوليةَ عن كُـلّ ما يجري من إزهاق دماء وتدمير وتخريب ونهب للآثار وغيرها.
وقال الحديد في حوار خاص لصحيفة “المسيرة” بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق ثورة البحرين ضد النظام القمعي: إن القوات السعودية والإماراتية لاحقت المتظاهرين العُزَّل بالرصاص الحي إلى القرى وحوَّلت البحرين إلى ما يشبه المستعمرةَ، مؤكّـداً أنه لولا الدعم الأمريكي للنظام القمعي في البحرين لَما استمر في إجرامه للعام العاشر على التوالي.
إلى نص الحوار:
– كيف تصفون المشهدَ الثوري في البحرين بعد مرور ١٠ سنوات من النضال الثوري؟
الثورةُ في البحرين لم تتوقفْ يوماً برغم مرور 10 سنوات على اندلاع شرارتها الأولى. ما زال الزخمُ نفسُه في قلوب البحرينيين وما زالوا يسعَون لإيصال أصواتهم وتحقيق مطالبهم رغم كُـلّ القمع والانتهاكات التي تعرضوا لها. ما زالوا يجوبون الشوارعَ هاتفين بمطالبهم، أَو مندّدين بالانتهاكاتِ التي ترتكبها السلطاتُ، أَو متضامنين مع شعب عربي أَو مسلم آخر يتعرض لظلم.
الشعب البحريني لم يتعب ولم يكل وما زال يقاوم بسلمية، وسيبقى يقاومُ بسلميتِه المعهودة حتى ينتصرَ. لم تتمكّن السلطاتُ من النيل من عزيمته طوال هذه المدة، وفي كُـلّ مرة كانت تستهدفُ فيها أحدَ رموزه كنا نراه بكل بسالة يتصدى لذلك بصدره العاري.
حين استهدفت الحكومة البحرينية الشيخَ عيسى أحمد قاسم، اعتصم البحرينيون الشرفاءُ أمام منزله لأيام متواصلة ليلًا ونهارًا، ولم يسمحْ لها أن تمُسَّ الشيخ عيسى قاسم أَو بأحد أفراد أسرته، ولم تتمكّن السلطات من اقتحام منزل الشيخ إلا بعد أن واجهت المعتصمين بالرصاص الحي وأوقعت بينهم جرحى وشهداء.
هذا هو الشعب البحريني، وهذه هي عزيمته التي لا يمكن النيلُ منها.
– حدثونا بصورة مختصرة عن واقع الحريات وحقوق الإنسان في البحرين في ظل ممارسات النظام القمعي؟
واقعُ الحريات وحقوق الإنسان في البحرين مزرٍ للغاية. وضعت السلطاتُ قيودًا على كُـلّ الحريات.
– لم يعد هناك أيُّ عمل سياسي، فقد أغلقت الحكومة الجمعياتِ السياسيةَ والأحزابَ، واعتقلت قياداتِ المعارضة، ولاحقت كُـلَّ مَن يزاولُ نشاطَه السياسي.
– قيّدت حرية الصحافة وأغلقت الصحيفة المستقلة الوحيدة في البحرين، واعتقلت الصحفيين والمدونين وأصحاب الرأي.
– لاحقت السلطات البحرينية النشطاءَ الحقوقيين ومنعتهم من السفر، فمثلًا اعتقلت الحقوقي البارز نبيل رجب لمدة 5 سنوات؛ بسَببِ تغريدة على تويتر انتقد فيها العدوان على اليمن.
– لم تسلم النساء في البحرين من الاعتقال والتعذيب؛ بسَببِ مشاركتهن في الثورة، فما زالت معتقلةُ الرأي المهندسة زكية البربوري خلفَ القضبان رغم كُـلّ المناشدات الدولية. كما استهدفت النساء؛ بسَببِ نشاط أفراد من عوائلهن مثلًا، واعتقلن وعذّبن وتعرضن لمعاملة غير إنسانية وقاسية.
– ما زالت البحرين تستخدمُ أحكامَ الإعدام للانتقام من المعارضين، أَو تطلق أحكامًا مشدّدة وقاسية على خلفيات سياسية.
الواقع الحقوقي في البحرين كثيرُ التعقيد؛ بسَببِ سياسة الفصل العُنصري التي تنتهجُها السلطات، فهي تلاحق المواطنين على خلفية ممارسة شعائرهم الدينية أَو تعبيرهم عن آرائهم مثلاً. وقد استغلت جائحةَ كورونا لوضع المزيد من القيود على الحريات، وخُصُوصاً الدينية منها. ولم يسلم المعتقلون من هذا الاستهداف الطائفي، فنحن نرى ونسمع عن معاقبة المعتقلين واستهدافهم وتعذيبهم؛ بسَببِ ممارسة شعيرة دينية مثلاً.
ومنذ بضعة أَيَّـام شهدنا اعتقالَ أطفال برغم صغر سنهم وبرغم الاتّفاقيات الدولية التي تضمنُ حقوقَ الطفل وتؤمّن لهم الحماية. ولائحة الانتهاكات تطولُ، من محاكمات غير عادلة، وتعذيب، واعتقال تعسفي، وتمييز طائفي وغيرها.
- تعتبر البحرين مقرَّ الأُسطول الخامس للجيش الأمريكي.. كيف انعكس الدورُ الأمريكي على واقع قمع الثورة في البحرين؟
تُعتَبَرُ الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ حليفًا استراتيجيًّا لحكومة البحرين، وداعمًا أَسَاسيًّا لها. كما أن حكومة البحرين لا تستطيع المضي قُدُمًا بسياساتها القمعية من دون دعم عربي ودولي، هي أصلاً حكومةٌ لا تمتلكُ من السيادة شيئاً وتبقى تابعةً لحلفائها من الدول الغربية والعربية. لذلك، لولا الدعم الدولي والصمت الذي امتهنته كُـلُّ هذه الحكومات على مدى السنوات العشر لما استمرت الحكومة البحرينية بممارسة هذه السياسات. وقد شهدنا على ذلك بأم العين، فبعد زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للسعودية، استهدفت السلطات البحرينية أبرزَ شخصية دينية شيعية في البحرين والخليج، ألا وهو الشيخ عيسى قاسم، وتجرأت على محاكمته وإسقاط جنسيته. وهو أمرٌ لم تجرؤ على فعله طوالَ السنوات الماضية؛ نظرًا لمكانة الشيخ عيسى قاسم.
وقبلها، حين أرادت حكومةُ البحرين قمعَ المتظاهرين والمعتصمين سلميًّا في دوار اللؤلؤة في الشهر الأول للتظاهرات والاحتجاجات، طلبت العونَ من جارتها وحليفتها السعودية واستعانت بقواتِ درع الجزيرة التي دخلت إلى البحرين بمدرعات عسكرية وذخائرَ حية وجرفت دوَّارَ اللؤلؤة حين كان المعتصمون سلميًا نيامًا داخل خيامهم وأوقعوا جرحى وشهداء بين صفوفهم.
إذًا، لولا الضوءُ الأخضرُ الذي تلقته حكومةُ البحرين من حلفائها، وبالأخص من الولايات المتحدة، لَما كانت استطاعت الاستمرارَ بسياساتها القمعية وممارساتها طوال هذه السنوات.
- أنتم أحدُ الذين تعرضوا للقمع والانتهاكات من قبل السلطات البحرينية ونُزعت منكم الجنسية.. ما حكايةُ ذلك؟
منذ بدء الثورة في البحرين عام 2011، وفي الوقت الذي كانت تعملُ فيه السلطاتُ البحرينية على التعتيمِ إعلاميًا حولَ ما يجري، كنا نحاولُ تسليطَ الضوءِ على ما يحدُثُ داخلَ البلاد ونقلَ الصورة الحقيقية للقمع والانتهاكات التي ترتكَبُ يوميًّا بحق الشعب البحريني. فحين كان البحرينيون يقدمون الورودَ لأفراد الشرطة البحرينية، كانوا يواجهون بالرصاص الحي ورصاص الشوزن والغاز المسيل للدموع. هذا النشاطُ أزعج السلطاتِ بشكل كبير، حَيثُ أنها تعتمدُ على تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي والعالم، ويدفعون الملايين لشركات العلاقات العامة لتبييضِ هذه الصورة الملطَّخة بدماء الشباب البحريني. فبدأت السلطاتُ باستهداف أي ناشط أَو مدوِّنٍ أَو صحفي أَو سياسي، الأشخاص الذين كانوا يعملون في داخل البحرين، اعتقلوا وعذبوا وبعضهم قتل، أما الأشخاصُ الذي يقيمون خارجَ البحرين ولم تستطع السلطات البحرينية استهدافَهم أَو اعتقالهم، حاولت اغتيالَهم معنويًا عبر فبركة التهم وإلصاقها بهم أَو إسقاط جنسيتهم واعتبارهم غيرَ بحرينيين ومصادَرة ممتلكاتهم وحياتهم وانتمائهم للبحرين. وكنتُ مع مجموعة تتعدى 70 بحرينياً، من نشطاء وأكاديميين ومدوِّنين، بين هؤلاء المستهدَفين في أواخر شهر يناير 2015، وأسقطت جنسيتي ضمن هذه القائمة. كانت السلطاتُ البحرينية تظن أن بإمْكَانها إسكاتَ هؤلاء النشطاء حين تُسقِطُ جنسيتَهم، لكن ما لم يكن ضمن حساباتها أنها تعطينا دفعًا أكبرَ للحديث عن الوضع المتردي داخل البلاد والسياسات القمعية والظالمة التي تواجهُ بها شعبَها؛ لأَنَّهم طالبوا بحقوقهم.
- برأيكم.. ما القواسمُ التي يمكن أن نجدَها في ثورتَي الشعب البحريني وَاليمني؟
الثورتان في البحرين واليمن تواجهان من قبَلِ نفسِ الجهات التي تحاولُ قمعَ هذين الشعبين المناضلين.
في مارس 2011، قمعت القواتُ السعودية والإماراتية الاعتصامَ الأَسَاسي للثورة البحرينية في دَوَّار اللؤلؤة ولم تكتفِ بذلك، بل جابت القرى وواجهت المتظاهرين العُزَّلَ بالرصاص الحي، وحوّلت البحرين إلى ما يشبه المستعمرة.
وفي مارس 2015، شن التحالفُ الذي تقودُه السعوديةُ والإماراتُ حربَه الغاشمةَ على الشعب اليمني، ومنذ ذلك اليوم ما زال يستهدف المدنيين والأطفال بالقصف المباشر، وأودى بحياة الآلاف منهم وخلّف مئات آلاف الجرحى أَيْـضاً.
الشعبان البحريني واليمني لم يستسلما للقمع والاستهداف والاضطهاد، وما زالا يناضلان بكل شجاعة وبسالة على مدى كُـلّ هذه السنوات المنصرمة لينالا حريتهما.
كما أن كلتا الثورتين لم تحظَيا بدعم دولي أَو عربي، ونرى المجتمعَ الدولي والدولَ العربية تتآمرُ عليهما ولا تلقِي بالًا لكل المعاناة والألم الذي يواجهونه بكل صبرٍ وعزيمة وقوة.
– كيف تتابعون تطوراتِ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.. وما قراءتُكم للمشهد في بلادنا؟
شهدنا مؤخّراً اعترافَ الرئيس الأميركي بدعم الحرب على اليمن وبإدارة قوات التحالف، وهذا الاعترافُ يحمِّلُها المسؤوليةَ عن كُـلّ ما جرى في اليمن من إزهاق دماء وتدمير وتخريب ونهب للآثار… إلخ..
إذًا، فالإدارة الأميركية مطالَبةٌ، اليومَ، بإيقافِ هذه الحرب ووضعِ حَــدٍّ لنزيف الدمِ المستمرِّ منذ سنوات لم يتوقف خلالها ليوم واحد، ورفع الحصار والسماح للمساعدات الإنسانية ولناقلات النفط والمواد الغذائية والطبية بالوصول إلى الموانئ اليمنية وبفتح المطارات وتمكين الشعب اليمني من استخدام حقه بحرية التنقل.
كما أنها مطالَبةٌ بإجراء تحقيق عادل ونزيه وشفّاف للوقوف على مرتكبي جرائم الحرب والجرائم اللاإنسانية في اليمن والمحرِّضين على ارتكابها، تمهيدًا لإحالتهم إلى القضاء ومحاكمتهم محاكمة عادلة ومحاسبتهم على ما ارتكبوه.
وهي مطالبة أَيْـضاً بإعادة إعمار اليمن بعد الدمار الذي لحق بكل المؤسّسات الحيوية وغير الحيوية والبُنية التحتية والمنشآت الصحية والدراسية والترفيهية وغيرها في البلاد، وتعويض ضحايا هذه الحرب.
- ارتكب العدوانُ على اليمن أبشعَ الانتهاكات والجرائم بحق الإنسانية، في واحدةٍ من أسوأ المشاهد في العالم.. ما تفسيرُكم للصمت العربي والدولي، وما هو دور المنظمات في نقل مظلومية الشعب اليمني إلى الخارج؟
للأسف، الدول الغربية والعربية لا تهتمُّ إلا بمصالحها الخَاصَّة ولا تتحَرّك إلا إذَا أحست باقترابِ الخطرِ منها.
الدولُ الغربيةُ التي تصنعُ الأسلحة والذخائر أَو السلع العسكرية تستفيدُ من بيعها للدول المتحاربة؛ لذلك هم يستفيدون من دول التحالف وخُصُوصاً السعودية والإمارات عبر صفقات التسليح وبيع السلع والتكنولوجيات العسكرية لهذه الدول.
المجتمعُ الدوليُّ لا يأبهُ للعنف الذي يمارَسُ ضد فئة أَو شعب معين، طالما أنه لا يقترِبُ من حدوده ولا نسمعُ إداناته إلا للإرهاب الذي يضرب دولهم هم. أما في ما يخُصُّ الشعوبَ الأُخرى، فهم ينظرون بعين المصلحة وليس بعينِ الإنسانية.
لذلك، لا نسمعُ منهم إلا صمتًا إزاءَ كُـلّ ما يحدث في اليمن، ولا نرى منهم إلا إداناتٍ خجولةً تصدُرُ بين حين وآخر عندما ترتكَبُ مجزرةً وحشيةً إلى حَــدِّ لا يستطيعون معه السكوت.
كما أنهم يراعون مصالحَهم مع السعودية التي تدرُّ عليهم مليارات الدولارات سنويًّا، والتي تنفذ مخطّطاتهم في المنطقة من دون أن يحتاجوا ليهدروا مواردهم أَو أرواح جنودهم ومواطنيهم.
أما الدولُ العربية فهي دائماً تابعة لسيدها الغربي، مؤتمرِةٌ بأمره. ولن نسمع أيَّ موقف أَو نرى أي تحَرّك جاد إلا إذَا قرّرت الإدارةُ الأميركيةُ وغيرُها من الحكومات الغربية تغييرَ موقفها من هذه الحرب.
للأسف، هذه الحقيقةُ هي مؤلمةٌ، لكنها الواقع الذي نعيشُه ونشاهدُه.
- أطلقتم مؤخّراً عبرَ معهد الخليج لحقوق الإنسان والديمقراطية تقريراً رصد انتهاكاتِ العدوان على الإعلاميين في اليمن.. كيف وجدتم تأثيرَ هذا التقرير على المنظمات الأُخرى؟
لقد رأينا تفاعلاً جيِّدًا من قبل المنظمات الدولية التي تواصلنا معها، وقد شاركت كُـلٌّ من منظمة “أنقذوا الأطفال” و”الرابطة الطبية لمنع الحروب” في المؤتمر الصحفي الذي أطلقنا فيه التقرير، بالإضافة إلى بعض المنظمات اليمنية.
حجمُ الجريمة المرتكَبة في حي الرقاص التي وثقها التقرير يتركُ أثرًا واضحًا وجليًّا على أي شخص يطَّلعُ على التقرير أَو يشاهد الفيلمَ القصير الذي وثّق المجزرة. والمنظمات الحقوقية والدولية عادةً تحاولُ تسليطَ الضوء على هذا الجانب من الانتهاكات، وترصد آثار الحروب المادية والمعنوية في مناطق الصراع.
أما هنا بين المنظمات العاملة في أستراليا، فقد أعاد هذا التقريرُ الحديثَ عن مطالبة الحكومة الأسترالية بإيقاف تسليح كُـلّ من السعودية والإمارات؛ بسَببِ جرائمها في اليمن، وقد خاطبت بعضُ المنظمات وزيرةَ الدفاع الأسترالية وطالبتها بتجميد صفقات التسليح بين أستراليا وكُلٍّ من السعودية والإمارات.
- ما دورُكم كحقوقيين في الضغطِ على حكومة أستراليا لإيقاف مبيعات الأسلحة على السعودية؟
نحن نحاولُ أن نقومَ بكل ما بوسعنا للضغط على الحكومة الأسترالية لإيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات؛ بسَببِ الجرائم التي ترتكبها في اليمن، ونعملُ على أكثرَ من صعيدٍ.
– أسَّسنا مع مجموعةٍ من المنظمات الدولية، الحقوقية والطبية، التحالف الأسترالي للحد من التسلح لتوحيد جهود جميع المنظمات وليكون الصدى الذي نخلقه أكبر وأكثر تأثيراً.
ومن خلال هذا التحالف، ننظِّمُ بعضَ الفعاليات، وَنخاطِبُ المسؤولين أصحابَ العلاقة بشكلٍ مستمرٍّ ونطالبُهم باتِّخاذِ الإجراءات اللازمة، وأهمُّها تجميدُ صفقات بيع أية أسلحة أَو سلع عسكرية لكُلٍّ من السعودية والإمارات.
– على الصعيد الإعلامي: لدينا قنوات تواصل مع أهم وسائل الإعلام الأسترالية، ونحاول تحديثها بشكل دوري واطلاعها على أية مستجدات تحدث في اليمن من جرائم وانتهاكات، أَو حتى قرارات دولية من الممكن أن تشكل فارقًا في السياسة أَو قرارات الحكومة الأسترالية
– نسعى لرفع الوعي داخل المجتمع الأسترالي بخصوص الوضع في اليمن عبر الفعاليات والندوات في بعض الجامعات أَو أية مراكز أُخرى والوقفات تضامنية لنتواصلَ مع شرائح مختلفة من المجتمع وليصبح خطابُنا وتحَرّكاتنا أكثرَ تأثيراً وتنال دعماً أكبرَ من المجتمع. وقد كانت آخر هذه الفعاليات منذ بضعة أَيَّـام، حَيثُ اعتصمت الجاليةُ العربية مطالِبةً الحكومةَ الأسترالية بإيقاف تسليح السعودية والإمارات ومناشِدةً إياها التدخلَ لإيقاف الحرب على اليمن وفك الحصار.
– كما أننا نتواصلُ مع المنظمات اليمنية لننسقَ بعضَ الفعاليات، حسب ما يناسبُ أو حَيثُ تستدعي الحاجة، وقمنا مؤخّراً بإرسال خطابٍ موجَّهٍ إلى رئيس الوزراء الأسترالي ووزيرة الخارجية ووزيرة الدفاع موقَّعٍ من قبل مجموعة من منظمات المجتمع المدني اليمنية.
– كلمة أخيرة.
للشعب البحريني، أقولُ: استمروا بنفسِ الزخم والعزيمة، ولا تتراجعوا حتى تحصلوا على مطالبكم وتنالوا حقوقكم المشروعة كاملة، ولا ترهبْكم أساليبَ الحكومة التي تحاولُ من خلالها ثنيَكم عن مطالبكم أَو تشتيتكم عن قياداتكم التي بها تثقون. التضحيات التي قدمتموها على مدى السنوات الماضية، ودماء الشهداء التي سقطت ظلمًا لا ريبَ أنها ستثمر نصرًا.
وللشعب اليمني، أقول: تخجلُ الكلماتُ أمام تضحياتكم وصبركم وعزيمتكم الصلبة التي واجهتم بها هذه الحربَ العاتية. بشجاعتكم هذه ستنتصرون على هذه الحرب، وبثباتكم هذا ستنتزعون النصرَ بالقوة. ولا تنسوا أن اللهَ وعدكم بالنصر.