من وحي الصمود.. إلى شعلة النصر المبين
أكرم عبدالله الرحبي
منذ إعلان تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي بدءَ العمليات العسكرية من عاصمة الإرهاب الأمريكي من واشنطن لم يحصد تحالفُ العدوان إلا الفشلَ والإحباط.
رغم محاولة طواغيت الشر والإجرام والاستكبار العالمي، الذي لا يرقُبُ في مؤمن إلًّا ولا ذمة.. الذي أعلن حرباً كونية على اليمن؛ ليطمسَ هُـويَّةَ الإنسان اليمني ويقضيَ على المبادئ والقيم والأخلاق؛ كي يعيدَ أياديَه ومرتزِقتَه وأدواتِه من جديد؛ ويُحكِمَ قبضته من جديد على مقدّرات وخيرات اليمن.
إلا أنه بفضل الله تعالى والقيادة الحيدرية الحكيمة ورجال الله وأنصاره المجاهدين لا يزال اليمن وبقوة وفاعلية منفردة يشكل العائقَ الأكبرَ لإفشال وإرباك مخطّطات وسياسات الصهاينة “أمريكا وإسرائيل”..
عندما قال قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمته المزلزلة: “لن نركع إلا لله” انطلق المجاهدون الأبطال المستعينون بالله رجال الصمود والتصدي والدفاع والتضحية.. انطلقوا كالصواريخ من منطلق الإيْمَــان الواعي العميق بالله الفرد الصمد.. لم يسكتوا، أَو يخنعوا، أَو يستسلموا، كما هو حالُ شعوب العالم!، بل إنهم (حطموا تلك الأصنام البشرية التي قهرت شعوبَ العالم المضطهد)، واستطاعوا أن يسطّروا ببأسهم الشديد واستبسالهم العظيم وصبرهم صمودهم وثباتهم أعظمَ ملاحم البطولات والتضحية والفداء التي ليس لها في التاريخ بطوله وعرضه مثيلٌ.
هكذا نهض اليمنيون من بين كُـلّ رُكام استهداف قوى الشر والإجرام والطغيان والبطش والجبروت الشيطاني اللا متناهي.. ونفضوا من على أكتافهم غُبارَ صواريخ وقنابل طائراتهم، وجعلوا من دَمَارِ أسلحتهم سُلَّماً تحت أقدامهم للصعود إلى أعلى الهمم، وانطلقوا بفاعلية إيْمَــانهم العميق بالله كلهيب الشهب والحِمَم والقذائف المشتعلة، متحدين ومواجهين تحالُفَ العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
استطاع المجاهدون اليمنيون أن يجعلوا من المستحيل ممكناً، حَيثُ صنّعوا محلياً بأيدٍ إيْمَــانية دائرة التصنيع العسكريّ الكم الكبير المتعدد والمتنوع من (الصواريخ – والطائرات المسيّرة – ومنظومات الدفاع الجوي والبحري – وَ… إلخ)، والتي بفضل الله وعنايته وقوته، باغتت واستهدفت قُــوَّة رجال الله مراكز وغرف عمليات، ومنشآت، وساحات تحشيد تجمعات جنود ومرتزِقة التحالف وعروضهم العسكريّة، وكل أوكارهم وأينما كانوا.. ولقَّنوّهم أقوى الضربات الحيدرية من أولي البأس الشديد المنكِّلة والساحقة التي لا تُبقِي ولا تَذَر، لواحةً للغزاة والمحتلّين، حتى لحق بجحافلهم وقُــوَّاتهم ومرتزِقتهم الخزي والعار والهزيمة مع كُـلّ ما يمتلكون من وسائل القُــوَّة بما تعنيه الكلمة من قُــوَّة حتى اضمحلوا وولوا هاربين ومذعورين.
استطاع المجاهدون بعون الله أن يستعيدوا راياتِ النصر ورفعوا عاليًا من جديد أهدى الرايات “راية ولواء الإمام علي عليه السلام وأعلامه أعلام الحق والغلَبة”، ليصنعوا النصرَ ويعود مجدَ تاريخ الكرام أبناء الكرام؛ لأَنَّها هكذا المسيرة القرآنية الجهادية بدأت وتحَرّكت وانطلقت من نقطة الصفر لتزرعَ بذراتِ الحرية والعزة والكرامة وتنشئ الإيْمَــانَ الواعيَ في نفوس الرجال المجاهدين العظماء لتصنعَ منهم قادةَ العالم، وهذا الذي لم تستطع أيةُ دولة في العالم تحقيقَه وإنجازَه عندما تخلّت عن الثقلين “كتاب الله وعترة أهل البيت أعلام الهدى”.
هكذا قهر اليمنيون الأحرار المنفردون كُـلَّ جحافل الشر والإجرام والبطش العالمي، ومرّغوا أنفَ المستكبرين وداسوا بأقدامهم الحافية على رقاب المجرمين وحطّموا كُـلّ الأصنام البشرية ونمورهم الورقية التي أنهكت شعوبَ العالم ذُلًّا وخنوعاً وقهراً واستسلاماً.
فأعاد المجاهدُ اليمني من جديد القيمةَ والاعتبارَ والمكانة والسيادة لليمن أرضاً وإنساناً.
قدمَ المجاهدون بجهادِهم وتضحياتهم رسائلَ “عزرائيلية شرراً وناراً” لمن تسوّل له نفسُه المساسَ بأمن وسلامة واستقرار اليمن بكلمة واحدة لا تعاد ولا تكرّر مفادُها أن قاعدة وجذور يمن الإيمان والحكمة صلبة وقوية ونسيجه الاجتماعي والإيماني والبنياني متماسك وراسخ ومواكب لكل المتغيرات والمستجدات والأحداث، وأن اليمن خطٌّ أحمرُ من تجاوزه سوف يلقى مصيرَه المحتوم وسيعرفُ بأن اليمنَ مقبرة الغزاة.
عَرَّى الإنسانُ اليمني المجاهد بصموده بجهاده باستبساله وبحكمته، عرَّى المسرحيةَ المخزيةَ لعالَم الصمت المأجور المدعي لحقوق الإنسان (اللا إنسانية).. كُـلَّ تلك التوليفة والركام الكبير المكون من أمم متحدة، ومن منظمات ومؤسّسات تدّعي الإنسانية ومن دول ورؤساء وحكام وزعماء غرب وعرب وعُمَــلَاء وخونة ومنافقين وَ…!، وفي الحقيقة هؤلاء جميعاً هم أصلاً ليسوا إلا (مترس أمامي) يعملون ويتحَرّكون حول فلك واحد، وتحقيق مشروع واحد، لتنفيذ مؤامرة واحدة، هي مؤامرة الصهاينة الماسونية ومشروعهم العالمي لإقامة كيانهم العالمي الجديد ورسم خارطة عالم وحدودهم لدولة إسرائيل الكبرى تحت مشروع “مخطّط القرن” والذي أفشل بفضل الله وبفضل محور المقاومة “حزب الله وأنصار الله وإيران والحشد الشعبي”.
قدم المجاهد اليمني للعالم دورسَ الحرية والعزة والكرامة والإنسانية، التي لا يمكنُ أن تباعَ ولا يمكن أن تهان أَو تداس بأقدام الغزاة المحتلّين.
استطاعَ اليمنيون أن يقلبوا الطاولة ومسرح ميدان المعركة ويغيروا موازين وقواعد الحروب التقليدية، في مشاهد خارقة للعادة أذهلت العالم لتدرس في الأكاديميات العسكريّة.
وهكذا شاهد شعوبُ العالم المضطهد.. الأنموذج الواقعي الصحيح، لثمرة فاعلية المجاهد اليمني الباسل الصامد، وأخذوا منه القُدوة والاقتدَاء في الخروج على الظلم والظالمين ومقاومة المستكبرين في أصقاع معمورة الأرض.
وهناك اليوم تحَرّك كبير للشعوب ضد حكام الظلم والجور والهيمنة، يتحَرّكون ويخرجون في أعمال ثائرين على حكامهم، كاسرين كُـلّ قيود الظلم والاضطهاد، ولكن هناك تكتماً شديداً لإعلام تلك الدول، ومهما حاولوا المنعَ، فسوف تخرج الحرية من بين السطور، وسوف تتكسر كُـلّ القيود وستشتعل الأرض عليهم براكين ونيراناً من تحت قصور المستكبرين المتجبرين؛ لأَنَّ الظلم لا يبقى ولا يدوم، طالما ووقدوها الثوارُ الأحرار، فهي ثورةُ حَـقّ ومسيرةُ أحرار لن تهدأ أَو تستكين، سنواصل درب الحرية والعزة والكرامة درب التضحية والفداء والعطاء.
واليوم ونحن على مشارف دخولنا العام السابع على حرب تحالف العدوان على اليمن، وشعب الإيْمَــان والحكمة يزدادُ قُــوَّةً وصلابةً ومَنَعَةً، ليواصِلَ مسيرةَ الجهاد والصمود والتصدي والدفاع والتضحية إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.