هل آن أوانُ البدء بتنفيذ عمليات الوجع الكبير؟
منير الشامي
قبلَ أكثرَ من ست سنوات، بدأت قوى الشر والاستكبار العالمي عدوانَها العسكري على اليمن وهي تخفي نفسَها تحت قناع تحالف مزيَّف عربي الاسم أعرابي الهُــوِيَّة، معتمدةً على الخيار العسكري ومتخذةً من أذنابها القذرة “أعراب الجزيرة” فزاعة إعلامية للظهور أمام العالم في الواجهة وبموقع قيادة العدوان بدايةً من تصريح الجبير من واشنطن وحتى ظهور العسيري ناطق العدوان، والذي ظهر من أول لحظة متغطرساً ومستعلياً وظل يرعد ويرجز عن نجاح العدوان في تحقيق أهداف عاصفة الحزم يزهو فخرا بتدمير قدرات الحوثيين بقوله: تمت السيطرة الجوية 100 % وَتم تدمير جميع مصادر التهديد التي كانت تمثل خطراً بيد الحوثي، وإلى أن وصل الأمر به أن يقول إن تحالف العدوان بعاصفة حزمه الفاشلة نجحت في تدمير كُـلّ الأهداف بما فيها الصواريخ الباليستية وبنسبة 90 % والتي كانت في حقيقة الأمر مجازرَ بشعة وجرائم حرب في حق مدنيين أبرياء في البيوت والأسواق والمرافق الخدمية، أما الصواريخ الباليستية فلم يكن يمتلكُ اليمن أية صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى هدف سعودي حتى وإن كان داخل الأراضي اليمنية وهو ما يشهد به الواقع، وما كان موجوداً عبارةً عن بقايا صواريخ من منظومة سكود الروسية في حالة متهالكة وثبت عمليًّا فشلها في حرب صيف 94م حينما أطلق عدد منها على صنعاء ولم تنفجر أغلبها كما أن مداها لا يتجاوز 250 كم، إضافة إلى أن الرد والمواجهة للعدوان لم يتم إلا بعد مرور 40 يوماً وبالسلاح الخفيف (الكلاشنكوف- البنادق).
وبعد مرور عدة أشهر على العدوان وتطور المواجهات الميدانية لصالح الجيش واللجان الشعبيّة أدركت قوى العدوان والإجرام العالمي استحالة نجاح أي اكتساح لقواته البرية وأن القيام بها مجازفة قد تفضي إلى كارثة على قوى العدوان، وهذا ما جعل العدوان يعيد حساباته على ضوء مستجدات ونتائج المواجهات على أرض الواقع فقرّر حينها دعم الخيار العسكري بالحرب الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والنفسية والسياسية، وبالحصار وبشتى الأساليب ومختلف الطرق ووضعوا خططهم لحرب شاملة ومتكاملة لمختلف مجالات الحياة وبدأوا بتنفيذها وفق أعلى المستويات وبشكل يضمن استسلام أي شعب في غضون شهر واحد كحد أقصى، إلا أن ذلك لم ينجح مع شعب تسلح بالإيمان وتوكل على الله ومضى خلف قيادته الحكيمة في خيار لا ثاني له هو خيار المواجهة والصمود خيار الاعتماد على النفس هو الركن الأول والجوهري الذي يرتكز عليه، وأثمر هذا الخيار ثماراً عظيمة كان أثرها كبير جِـدًّا في نسيان آلام المعاناة التي تسبب فيها العدوان بحروبه التي شملت مختلف جوانب الحياة ولم تستثنِ أي شيء، وكذلك في تحمل الشعب لعواقب أسوأ كارثة إنسانية حدثت لشعب في التاريخ البشري.
أثمر خيارُ المواجهة والصمود بثمارٍ لم تخطر على بال بشر ولا كان يتوقعها بشر بتطوير وإنتاج أسلحة استراتيجية ونوعية تجسدت بمنظومات صاروخية باليستية ومجنحة ومنظومات دفاع جوي وطرازات متعددة للطيران المسّير آخرها صمّاد4 القاذفة للصواريخ والقنابل، ونفذت عمليات هجومية كثيرة جِـدًّا على أهداف عسكرية واقتصادية في عمق أراضي العدوّ السعودي وعلى مستوى جميع أطرافها ومن أهم تلك العمليات الهجومية عمليات توازن الردع وهي سبع عمليات آخرها تم تنفيذها مساء ذكرى اليوم الوطني للصمود قبل أقل من أسبوعين.
وعلى الرغم من شدة بأس عمليات توازن الردع من حَيثُ قوة تدمير الأهداف ودقة إصابتها وتجاوزها لمنظومات الدفاع السعودي وتأثيرها السريع على أسعار النفط في الأسواق العالمية وتوقيف حركة الطيران المدني لساعات طويلة إلا أن قيادتنا الحكيمة لا زالت حتى توازن الردع السابعة لم توجّـه بعد بتنفيذ عملية واحدة من عمليات الوجع الكبير والتي أعتقد أن هذه العمليات ستسمى بعمليات تفوق الردع، فالعمليات السابقة كانت حتى اللحظة رسائل سلام للعدو السعودي بقصفٍ جزئي ومحدودٍ لأهدافه، لعل وعسى أن يجنح للسلام ويقرّر الحفاظ على منشآته العسكرية والاقتصادية، إلا أنه مع الأسف لا زال متعنتاً ومكابراً رغم حسرته على ما خلفته عمليات توازن الردع في منشآته من تدمير وأضرار وخسائر عجز عن إخفائها وصرخ مجبراً من شدة ألمها وعظيم وجعها، وبات يناشد العالم بالتحَرّك لوقف العمليات الهجومية على منشآته.
صراخُ العدوّ السعودي العالي ووجعُه الكبير لم يبدأ بعد وعليه أن يدرك ذلك جيِّدًا وأن يدرك أَيْـضاً أن العالم أجمع لن يستطيع أن يمنع أية عملية من عمليات الوجع الكبير، وعليه أن يدرك أَيْـضاً أن هناك مؤشراتٍ مؤكّـدةً تشير إلى أن هذه العمليات سيبدأ تنفيذها قريباً جِـدًّا، وَإذَا كان العدوُّ السعودي غبياً لدرجة أنه لم يعرف تلك المؤشرات فعليه أن يستمع إلى آخر خطاب لقائد الثورة السيد العلم عبد الملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- ويستخرج منه الرسائل التي وجهها إليه ليفهم فحوى كُـلّ رسالة فقد أكّـد يحفظه الله ويرعاه أن الله هو من منح الشعبَ اليمني الإذنَ في عمليات الدفاع عن نفسه والرد على استمرار الحصار والعدوان وتأكيده أَيْـضاً أننا قادمون في العام السابع من واقع متقدم على مستوى التصنيع العسكري والتقدم الميداني والوعي الشعبي.
قادمون في العام السابع بلا تراجع ولا يأس ولا إحباط.
وإذا لم يعوا هذه الكلمات فعليهم أن يرجعوا إلى تصريحات الناطق الرسمي العميد يحيى سريع، فبعض منها أتى ترجمة لهذه الكلمات فَـإنَّ غُمَّ عليهم فهمُها لغباء وتبلد فعليهم أن يرجعوا لتصريحات وزير الدفاع العاطفي في لقائه الخاص وعليهم أن يركزوا في قوله: نحن جاهزون ومستعدون لتنفيذ عمليات الوجع الكبير ولا ننتظر سوى توجيهات القيادة، وَإذَا كانوا يجهلون معنى الوجع الكبير فعليهم أن يعرفوا أنها تعني التدمير الكلي لأهم وأكبر أهدافهم وأن كُـلّ عملية ستوجّـه الأسلحة المخصصة لها والتي بالطبع سيكون عددها أكثر بكثير من العدد المستخدم في العملية السابعة وستركز كلها نحو هدف واحد فقط.