مخيَّماتُ النازحين (الستارُ المفضوح)
مرتضى الجرموزي
لنتحدث سوياً بالمنطق وبالعقل الحصيف واللبيب..
كيف لشخصٍ أن يتركَ بيتَه في المحافظات والمناطق التي لم تشهد مواجهاتٍ عسكريةً ميدانيةً فيهرُبَ إلى مأرب أو غيرها، وهي المناطق التي تشهدُ معاركَ حاميةَ الوطيس لأكثرَ من ستة أعوام ويسكن في خيمة بين حرارة الشمس ونار الطقس الملتهبة وهو الذي يرتدي لباس النزوح كذباً في الوقت الذي ما عهدنا نازحين كهذه الأشكال التي تستميت للبقاء في طرابيل وخيم لا تقيهم حتى لسعة الشمس.
من أراد أن ينزحَ فمستحيلٌ أن يذهبَ لمناطقَ تشتدُّ فيها المواجهةُ أَو تُعتبر خطوطَ إمدَاد وتمويل وتعزيز الجبهات ومنها تُدار المواجهة والعمليات العسكرية في أكثرَ من جبهة كما هو حال محافظة مأرب الذي يتشدق العدوّ والأمم المتحدة بمخيمات النازحين والتي نصبوها أمام خطوط التماس ومناطق يراها العدوُّ نقطةَ ضعف وثغرةً قد يتقدم منها وعبرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة خَاصَّةً مع استمرار الهجوم على مأرب المدينة لتحريرها من دنس العدوّ ودناءة الأدوات والمرتزِقة من يحتمون بالمخيمات وجعلوا منها ساتراً هو بالأَسَاس مفضوح وإن اختفى تحت مسميات فما هي إلا يافطات كاذبة لعناوين الإنسانية السامجة، والغرضُ منها عرقلة تقدم قوّات صنعاء قوات الجمهورية اليمنية في مواجهة تحالف الشر والإرهاب السعودي الأمريكي وتهييج الشارع وكسب الرهان الأممي المتخاذل دوماً أمام قضايا الشعوب المستضعفة والواقف بحزم في صف الجلاد على حساب الضحية.
كان الأحرى بالمرتزِقة أن يجنِّبوا المخيمات الحرب ويجنبوا كُـلَّ مأرب الحرب والدمار ليفتحوا صفحةً جديدةً مع الشعب والجيش اليمني الحر المقاوم لقوى العدوان السعودي الأمريكي ليسجلوا بذلك مواقفَ مشرّفةً تُحسَبُ لرجولتهم ووطنيتهم التي طالما يتشدّقون بها، لا أن يكونوا أدواتٍ رخيصةً على هوى الغرب وأذنابهم في المنطقة والخليج الذي يسعى لتدمير اليمن الأرض والإنسان والعقيدة والهُــوِيَّة.
أو أن يكونوا رجالاً ويحاربوا حربَ الرجال وهي لتحالف العدوان وأدواته دعونا نتحارب بشرف ونقاتل كرجال لا تسرفوا بالقتل والدمار حافظوا على ما بقي من إنسانيتكم قبل تفقدوا كُـلّ ذرة فيها.
كونوا رجالاً وقاتلونا بشرفٍ، لا تقتلوا طفلاً أَو امرأة ولا تهدموا بيتاً أَو تستهدفوا سوقاً ولا أن تحرقوا مصنعاً للمواد الغذائية البدائية لا تقصفوا مسجداً أَو مدرسة أَو مؤسّسة مدنية أَو خدمية عامة كانت أَو خَاصَّة، كونوا رجالا وقاتلونا في الجبهات لا أن تتواروا خلف السحاب لتغيروا على النساء والأطفال وعامة الشعب.
كونوا رجالاً لا تستقووا بالغربِ بالصهاينة والأمريكان، كونوا رجالاً ولا تختبئوا مع الخوالف أَو تحتموا بالمدنيين والنازحين وتجعلوا منهم دروعاً بشرية.
كونوا رجالاً وقاتلوا من يقاتلونكم في الجبهات وميادين المواجهة العسكرية لا أن تكونوا جُبناءَ لتغيروا على المدنيين أَو أن تفرضوا بنذالتكم الحصار لتخنقوا بذلك الأبرياءَ مدنيين وعُزَّلاً لا شأنَ لهم بالحرب.
كونوا رجالاً وارتدوا يوماً شرفَ الرجال، وكفّوا أيديَكم وأذيتَكم وحصارَكم للشعب اليمني عن غذائه ولقمة عيشه ودوائه، مأكله وملبسه ومشربه وأَسَاسيات حياته.
كونوا رجالاً ما لكم ولقوت الناس شربهم وعيشهم وغذاءهم ودواءهم قاتلوا قتال الشرفاء واحتزموا بعروبتكم إن ما يزال فيكم ذرة من عروبة.
كونوا رجالاً واحتزموا برجولتكم ليومٍ واحد وتخلوا عن عبثيتكم وحصاركم بحق عامة أبناء اليمن.
كونوا رجالاً وأدركوا أن تأثيرَ الحصار ألمَّ حتى بعوائلكم وأتباعكم في كُـلّ المحافظات، ما لكم وللأحياء المدنية ما لكم ولمخيمات النازحين في مأرب وغيرها من المحافظات، ما لكم وللأسواق والطرق والجسور!
كونوا رجالاً وخوضوا الحربَ كرجال..