بعد 35 عاماً.. الأسير الفلسطيني رشدي أبو مخ: “وُلِــدتُ من جديد”
المسيرة / متابعات
أعلنت هيئةُ شؤون الأسرى والمحرّرين في بيان أصدرته، أمس الاثنين، أنه وفي يوم الطفل الفلسطيني والذي كان من “المفترض أن يكون يوماً خاصاً للاحتفال ونشر الفرح والسعادة للطفولة الفلسطينية، لا زال الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال الفلسطينيين وسلب حريتهم وملاحقتهم، وزجهم بظروف مأساوية داخل سجونه”.
وفي هذا السياق، وثَّقت هيئة الأسرى إفاداتٍ جديدةً لفتية وأسرى قاصرين تعرّضوا للتعذيب والتنكيل خلال عمليات الاعتقال والاحتجاز في سجون الاحتلال.
ومن الإفادات التي سجلها تقرير الهيئة، إفادة الفتى مجاهد نعسان (17 عاماً)، والقابع حَـاليًّا بقسم الأسرى الأشبال معتقل “مجدو”، حَيثُ جرى اعتقاله بعد اقتحام جيش الاحتلال لمنزله فجراً، والاعتداء عليه بالضرب بشكل تعسفي هو وشقيقه واعتقالهما، وبعدها قام الجنود بنقل القاصر مجاهد إلى مركز تحقيق “المسكوبية” وخلال الاستجواب لم يسلم من الضرب على بطنه ووجهه والإهانة على يد المحقّقين، بقي 22 يوماً بزنازين المسكوبية حقّق معه خلالها 15 مرة، كما تم إجباره على التوقيع على إفادة باللغة العبرية بدون أن يفهم فحواها.
في حين اعتدى جنود الاحتلال على القاصر فارس ورني (17 عاماً)، عقب مداهمة بيته في بلدة العيزرية، وتم التنكيل به وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، ومن ثم جرى نقله إلى معسكر جيش قريب من بلدة أبو ديس، وهناك استمر الجنود بإهانته وضربه بشكل مبرح وبعدها نُقل إلى مركز توقيف “عتصيون” لاستجوابه، بقي هناك 15 يوماً عانى خلالها من أوضاع اعتقالية قاسية، فالغرف داخل المعتقل مكتظة وقذرة، ووجبات الطعام المقدمة سيئة النوع والكمية، بالإضافة إلى ذلك كانت إدارة المعتقل تحرمهم من الاستحمام ومن الخروج إلى الفورة، ليتم نقله بعد ذلك إلى قسم الأسرى الأشبال في “مجدو”.
أما عن الأسيرين القاصرين أحمد زكارنة (17 عاماً)، ومحمد أبو الرب (16 عاماً)، فقد تعرضا لتحقيق قاسٍ في مركز توقيف “الجلمة”.
ويحتجز الاحتلال حَـاليًّا داخل معتقلاته ما يقارب 140 طفلاً قاصراً، موزعين بين سجني “عوفر” و”مجدو”، إضافة إلى مراكز التحقيق والتوقيف.
إلى ذلك، أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني، أمس، عن الأسير الفلسطينيّ رشدي أبو مخ (58 عاماً)، بعد 35 عاماً من الاعتقال.
الأسير المحرّر أبو مخ يُعدّ من أسرى الدفعة الرابعة الذي كان من المفترض أن تُفرج “إسرائيل” عنهم وفق اتّفاقيّات أوسلو، لكنّها لم تلتزم بذلك.
“الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين” قالت: إن أبو مخ “خاض تجربة اعتقال مميّزة، عانى خلالها من شتّى أنواع التنكيل والقمع والعزل والإهمال الطبيّ، ورغم ذلك ظلّ صامداً وثابتاً مواظباً على المشاركة في المعارك النضاليّة من داخل الأسر”.
وقال الأسير أبو مخ الذي توفي والداه وشقيقُه وحُرم من وداعهم وهو في الأسر، في أولى لحظات حريته: “شعوري لا يُوصَفُ، أنا إنسان وُلد من جديد”.
وفي السياق، قال مكتب إعلام الأسرى: إن “الاحتلال اعتقل الأسرى المحرّرين عبداللطيف غيث، راسم عبيدات وناصر أبو خضير، على مدخل باقة الغربية وهم في طريقهم لتهنئة الأسير المحرّر رشدي أبو مخ بالحرّية”.