لأنها بلا قرار.. عدن تستقبل “أسترازينيكا”
رأي الله الأشول
تسلمت عدن الأربعاء الماضي أولَ شحنة من اللقاحات (المضادة لفيروس كورونا)، وهي عبارة (360) ألف جرعة من لقاح “أسترازينيكا”، إلى جانب (13000) صندوق لحفظ اللقاحات وَ(1300000) من الحقن لبدء التطعيم.
لقاح كورونا في عدن، سيتطعمهُ الناس بهدوء وسط غيابٍ شبهِ تامٍّ للسلطات الصحية المنوط بها اتِّخاذ الإجراءات الاحترازية وتشكيل لجان رقابية مختصة قبل تطعيم الناس، تضمن سلامة الأدوية من الأعراض الجانبية القاتلة.
هكذا يُساق المجتمع الجنوبي للمجهول واحتمال المحظور وهو يخضعُ لعصاباتٍ رخيصةٍ تخضع لقُرى الخليج، وهو وهي وهن يخضعون لليونيسيف التي تمرر دواء بريطانيا الخاضعة لأمريكا التي ابتكرت الفيروس..!
مما سلف يتضحُ أن اللُّعبةَ واحدةٌ وأطرافَها شتى، الرابح كُثْرٌ والخاسر كذلك، الجنوب المحتلّ أنموذجاً لكل المجتمعات الخاسرة للقوى الكبرى التي يربِحُها تحويلُ المجتمعات لمختبرٍ كبير تجري عليه تجاربَ وحشيةً، وهنا يُزهق ويُعاق مئات الآلاف من الأبرياء.
لو أن للمجتمعات الخاضعة في العالم الثالث وعدن قراراً لما وُجِد كورونا أَسَاساً، ولو وقفت جميعُها في وجه أمريكا وربيباتها كما فعلت مع الفيروس لتوارى الوباءُ بأيامِه الأولى.
وللعالم في صنعاء درسٌ عميقٌ، في صنعاء لم تتلقَّ الحكومةُ توصياتٍ خارجيةً من أحد وكل من نصح ووصى ووجه، وجد الرد على لسان وزير الصحة اليمني ولسان الأسواق والمناسبات والحدائق والمدارس والجامعات اليمنية يوم تجلت باليمنيين في حين انزوى العالمُ جميعُه بين أربعة جدران.
واليوم لو عُرِضَ اللقاحُ على حكومة صنعاء فلن يسمحَ بدخوله وإن أعطت الضوءَ الأخضرَ سيكونُ بعد التأكّـد بنسبة 100 % أن ثمة وباءً يهدّد الناس وبعدها قد تفكّر في استلام اللقاح، ولن يُحقَنَ به أحدٌ إلَّا بعد الكشف السليم وبيان سلامته وصلاحيته للتعاطي.
لأن لنا كلمةً ولنا قراراً، لا يُضرَبُ شعبُنا على قفاه.
لا يمكن لدولة عظمى أَو حقيرة أن تمليَ علينا ما يجب أَو ما لا يجب، لا يمكنُ لمنظمةٍ هنا أَو هناك أن تتخذَ شيئاً إلا بعد العودة إلى الحكومة الشرعية في صنعاء.
أخيرًا.. تضيقُ صدورُنا مما حدث ويحدُثُ وسيحدُثُ في عدن، يؤسفُنا تكالُبُ أبنائها وأبناءُ الغير عليها.. يؤسفنا أن نرى إخوتَنا الجنوبيين هناك يُقتلون بأصناف الموتِ الانشطاري والمعيشي والوبائي والارتهاني، ونسألُ اللهَ التعجيلَ بالنصر نُصرةً لكل اليمنيين على امتداد اليمن.