ماذا يخفي إعدامُ الجنود السعوديين؟!
علي الدرواني
أمس أعلنت وزارةُ دفاع آل سعود، عن تنفيذِ حُكمِ الإعدامِ بحق ثلاثة من جنودها، وهم: الجندي الأول/ محمد بن أحمد بن يحيى عكام، والجندي الأول/ شاهر بن عيسى بن قاسم حقوي، والجندي الأول/ حمود بن إبراهيم بن علي حازمي..
بعد ثبوتِ ارتكابِهم ما سمته جريمةَ الخيانة العظمى، والتعاون مع العدوّ، وتم تنفيذُ الحكم في قيادة المنطقة الجنوبية.
لم يمر الحدثُ مرورَ الكرام، فقد أثار العديدَ من التساؤلات التي تحملُ إجاباتها في ثناياها، أبرزُ هذه التساؤلات:
ما علاقةُ عمليات الإعدام بمحاولة بن سلمان تشديدَ قبضته على السُّلطة وإقصاء كُـلِّ منافسيه داخل العائلة السعودية؟
هل للأمر علاقةٌ بالجرائم المرتكَبة في اليمن، لا سِـيَّـما أن الجنودَ من أفراد المنطقة الجنوبية؟
لماذا قد يتمرد هؤلاء الجنود على آل سعود، في هذا التوقيت من الحرب العدوانية على الشعب اليمني؟
ما هي طبيعةُ الخيانة المنسوبة إليهم، وهل بدا الجنود بترتيبات للتمرد، أَو الانضمام إلى (العدو) حسب التوصيف الرسمي السعودي؟
هل تواصلوا بالقيادة العسكرية اليمنية، والتنسيق في تحديد الأهداف للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر؟
ألا يمكن أن تكونَ الحربُ العبثية التي يخوضها آل سعود من الأسباب التي قد تدفعُ بمثل هؤلاء الجنود إلى فعل (الخيانة العظمى) لقيادتهم؟، هل ضَاقَ الجنودُ ذرعاً من هذه الحرب الظالمة؟، ألا يمكنُ أن تستيقظَ ضمائرُ جنود آل سعود بعد ست سنوات من التوحُّش في اليمن والقتل اليومي لنسائه وأطفاله، وخُصُوصاً في المناطقِ الحدودية التي تشهدُ جرائمَ يوميةً أَو شبه يومية؟
ألا يحملُ هؤلاءِ الجنودُ أية قيمة لدماء إخوانهم وأهلهم في اليمن؟، كيف يمكن أن يستمرَّ السكوتُ عن قتل الجار المسلم بأنواع الأسلحة؟، ألا يسألُ الجندي السعودي نفسَه عن روابط الإيمان والعروبة بين الشعبَين الشقيقَين، أليس من المنطقي أن تتعاظمَ مشاعرُ رفض هذه الحرب التي يخوضُها بن سلمان لتعزيزِ سيطرتِه على الحكمِ وإرضاء لأسياده في البيت الأبيض؟
ألا يعني التمرُّد والانقلاب على آل سعود في أوساط جيشهم أن أموالَهم لم تعد قادرةً على شراء ضمائر الجنود، ولا سيما بعد انكشافِ زَيف الشعارات والأهداف التي رفعوها لحربهم وعدوانهم؟
أم أن هؤلاء الجنودُ أدركوا انقلابَ الحرب وموازينَها في غير صالح بلادهم وبدأت بتهديدِ أمنها ومستقبلها، وبدأوا يبحثون عن طريقةٍ أُخرى ولو حتى في حديث بسيط يجمعُهم بينهم وبين أنفسهم.
ثم لماذا يُقْدِمُ النظامُ السعودي على تنفيذ حكم القتل وإعلان التنفيذ بهذه الطريقة؟ هل يوصلُ رسالةَ تخويف ويمنعُ المزيدَ من حالات التمرُّد والتململ في صفوف قواته؟
ماذا كان بإمْكَان عددٍ بسيطٍ من الجنود فعله لـ (الإضرار بالمملكة)، وهم لا يمتلكون أدنى صفة قيادية ولا رُتبة عسكرية؟ وهل كانوا وحيدين، ألم يكن معهم وبينهم قادةٌ وضباط، فاعلون، يمكن أن يثيروا خشيةَ آل سعود؟
هل تمَّ إشهارُ قتل الجنود وإخفاء قتل ضباط وقادة؟
وهل العددُ ثلاثةً فقط؟؟
وفي المحصَّــلة فَـإنَّ الجنودَ السعوديين الذين تم إعدامُهم؛ بسَببِ (الخيانة) لآل سعود ليسوا إلَّا عينة لانفضاض الناس من حولِ العائلة الباغية الظالمة في مملكتهم.. وهي شاهِــدٌ على حالةِ التذمُّر داخلَ جيشهم.. وما يرافقُها من حالةِ الوعي بالجريمة التي يرتكبُها قادتُهم بحقِّ أشقائِهم في اليمن وارتداداتها على العكسية والسلبية على واقعهم وأمنهم واقتصادهم وشكل مستقبلهم.