رمضان.. يعزز الإيْمَـان للوصول إلى الصبر في مواجهة قوى الاستكبار
أسماء يحيى الشامي
إنه شهر رمضان المبارك شهر الخير الذي أنُزل فيه القرآن هدى ورحمة للناس.. شهر التقوى للوصول إلى درجة عالية تؤهل المؤمن إلى الوصول إلى درجة الكمال الإنساني بعد مراحل طويلة من تزكية النفس وتطهير القلوب من درن الأوزار وَالذنوب ومن هنا يصل الإنسان المؤمن إلى مقام العبودية لله ويكون عبداً لله فقط..
شهرُ رمضانَ هو شهر الله ونحن في ضيافته ويجب أن يتحلى المؤمن بروح الإيْمَـان ويفهم مقاصد الصوم وغاياته أي أن يستشعر العبد حقيقة الصوم وَأهدافه ومن هنا يصبح العبد في سلوكه يجسد عمليًّا الصوم ويحمل القيم الإيْمَـانية والأخلاق والقيم الإلهية وينطلق في المجتمع وَالأمة كعنصر فاعل ومؤثر.. كيف لا وقد صامت جوارحه، لسانه، ويده، وأقواله، وأفعاله عما حرم الله فتشمله الرحمة وَالمغفرة حتى تعتق رقبته من النار.. وهذا كله يحتاج إلى جهاد وصبر في تزكية النفس وتطهير القلب وعمل الخيرات ليكون من السباقين ومن المحسنين..
شهر رمضان فرصة لا تقدر بثمن ليرجع العبد إلى الله ويتخلق بأخلاق الدين.. فيبدأ بمراجعة نفسه ومحاسبة نفسه ويجعل له برنامج عملي ونهج يتحَرّك من خلاله.. ولا أجد أفضل من البرنامج القرآني ليسير عليه العبد للوصول إلى الهدف والغاية وهي الوصول إلى مقام العبودية..
ومن خلال القرآن الكريم سيتعرف العبد المؤمن على ما أراد الله ويصل إلى حقيقة مفادها أنه يجب عليه أن يتعرف على شخصية الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وَآله وسلم ويتحَرّك بحركاته ومسيرته ويتخذه قُدوة وَأسوة حتى يتمكّن من السير للوصول إلى الله..
ومن أهم الأعمال في شهر رمضان إخلاص النية وتزكية النفس في كُـلّ الأعمال وأن تكون هذه الأعمال لله.. فتكون الصلاة والنسك وحياة العبد ومماته لله رب العالمين..
ومن هنا ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وَآله على خلق عظيم وكان قرآن يمشي على الأرض رحيم بالمؤمنين شديد على الكفار.. سابق بالخيرات يقض حوائج الناس يصل الأرحام يوقر الكبير ويرحم الصغير، كان تحَرّكه لخدمة المستضعفين ونصرة المظلومين ومواجهة لطواغيت الأرض والمستكبرين وَأقام الدولة والحكومة العادلة.
إذاً على العبد المؤمن أن تتوفر فيه عناصر القوة لكي يكون مؤثر في أمته ومجتمعه..
وخير دليل على أن شهر رمضان المبارك شهر العمل وشهر الجهاد وتزكية للنفس هو سيرة الرسول الأكرم وآل بيته وَالأولياء والصالحين فلم يكن شهر رمضان هو الإمساك عن الأكل والشرب فقط وقيام الليل بل كان شهر كله عمل وجهاد وعطاء لخدمة المستضعفين ونصرة المظلومين..
ونحن وفي وقتنا الراهن تعيش الأُمَّــة الإسلامية حالة من الضعف والفرقة ولم تعد مفاهيم ومقاصد الدين معروفه مِـنْ حَيثُ المضمون بل أصبحت شعائر شكلية مفرغة من مضمونها..
نحن في اليمن نعيش وضعا استثنائيا في ظل العدوان والحصار ومحاولة لضرب البنية المجتمعية وَإفراغها من هُــوِيَّتها الأمر الذي يجعل الساحة اليمنية ساحة جهاد لكل يمني مؤمن ويعرف أن عليه مسؤولية وَأن الصوم يعني الصبر يعني الجهاد يعني التحَرّك في كافة الجبهات لتحصين الثغور من الاختراق.. على المستوى العسكري والسياسي والاجتماعي والإعلامي وغيرها فكلها جبهات تحتاج التحَرّك فيها وكلٌّ من موقعه وهذا كله يحتاج إلى الاستعانة بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين..
وبالتالي هي فرصة لكل واحد منا في أن يتحَرّك من واقع الشعور بالمسؤولية الدينية ولا عذر لأحد في التصدي لمؤامرات دول الاستكبار والتصدي للعدوان ولا يستصغر أي عمل مهما كان فكل عمل له قيمته وأثره ومنها التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام وتفقد الجيران ومواساة الفقراء وقضاء حوائج الناس..
وأخيرًا لا بُـدَّ أن أذكر أننا في اليمن نعيش حالة ثورية ونهضة شعبيّة يقودها قائد مخلص وحكيم هو السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يحرص على استنهاض الشعب في إطار المواجهة ومعركة التحرّر والاستقلال وما المحاضرات الرمضانية إلَّا عنوانٌ لمشروع قرآني يحرص السيد القائد أن يكون الشعب في مستوى عال من الفهم والوعي بحقيقة ما يدور في العالم وأن الشعب لا بُـدَّ أن يكون عند مستوىً عالٍ من الثقافة والوعي لكي يكون قادر على المواجهة وأن لا يخترق من قبل الأعداء.. الأمر الذي يجب علينا كيمنيين أن نكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وما أحسن مما يقوله قائد الثورة في شهر رمضان من محاضرات هي القول السديد وفصل الخطاب..