تواضُعُ الرئيس الشهيد
عبدالسلام عبدالله الطالبي *
الرئيسُ الشهيد صالح علي الصمَّـاد كان ولا زال هو المَثَلَ الأعلى للقُدوة والتواضع في أرقى مراتب التواضع والسمو بالنفس، وهو في أرقى مراتب السلطة؛ ولذلك أجمع على نُبلِ أخلاقه وتواضُعِه كُـلُّ أبناء المجتمع اليمني، وصار مرقدُه الطاهرُ قبلةً للزائرين من كُـلّ أصقاع البلاد.
نعم كُـلُّ تلك الزيارات لم تأتِ نتيجةَ الصدفة، بل ولّدها الإعجابُ بشخصية ذلك الرئيس الذي جمع في شخصيته كُـلَّ معاني النبل والمواصفات للإنسان المجاهد والمستشعر لمعنى القيادة والرفق وتلمس هموم واحتياجات الناس.
وهنا أستذكر موقفاً ظريفاً جمعني به وذلك عندما نزلتُ عليه ضيفاً في القصر الجمهوري مع حوالي خمسين شخصاً ممن طالت منازلَهم غاراتُ العدوان الأمريكي السعوديّ.
وأثناءَ تناولِ وجبةِ الغداء ذكّرني بموقف حصل بيني وبينه في نهاية التسعينيات عندما كنت نائباً لرئيس المركز الامتحاني في إحدى المراكز الاختبارية للمرحلة الثانوية وكان الرئيس صالح أحد الطلاب الممتحنين في المركَز وأثناء امتحان مادة الإحصاء الرياضي دخلتُ عليه إلى قاعة الامتحان وكان الزمنُ المحدّدُ للامتحان قد انتهى فطلبتُ منه وممن كان معه تسليمَ الدفاتر ومغادرة القاعة، فلم يحصل إلا على (٧٩ %) في تلك المادة، وكان يقول ذلك للحاضرين معنا أثناء تناول وجبة الغداء ويقول: هذا الأُستاذ عبدالسلام الطالبي أُستاذي.. فأجبتُ عليه والجو تسودُه الابتسامات لما يطرحه فخامةُ الأخ الرئيس ببساطته وتواضعه:
المسامحةُ والدرجةُ التي حصلت عليها ما قطعت عليك الطريق، قدك ذا رئيس للجمهورية.. فأعجب هو والحاضرين بالرد وضحكوا معاً..
وأذكُرُ حينها أن الرئيسَ قبل تداول هذا الحديث كان عائداً من مديرية أرحب؛ كونه كان مع الشيخ أبو نشطان والشيخ السامعي كانوا في عزاءٍ لذوي الشهداء ممن استهدفهم الطيران الأمريكي السعوديّ في العزاء.
وكان الغداءُ متواضعاً وعادياً.
وكان كُـلُّ مَن يزوره يخرج وهو منبهرٌ بأخلاق وتواضع الرئيس الشهيد القُدوة والأُسوة الذي يجب أن يُحتذى به.
* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة