معركتنا في مأرب مع المحتلّ الأمريكي السعوديّ
منصور البكالي
يعرفُ جميعُ أبناء شعبنا اليمني بمختلف مكوناتهم السياسية والمذهبية، كبيرهم وصغيرهم، مَن يسكن في المحافظات الشمالية والجنوبية والشرقية، أن العدوَّ التاريخي لليمن كُـلّ اليمن هم الغزاة الطامعون الذين قدموا من خارج النطاق الجغرافي لحدود هذه البلد.
ففي الماضي تعرضت اليمن للغزو الحبشي والفارسي والتركي والبريطاني، فكانت مقبرةً للغزاة، كما هي منذ 6 أعوام تؤكّـد للغازي المحتلّ الجديد الأمريكي السعوديّ أنها لا تزالُ مقبرةً للغزاة، مهما كان حجمُهم وعددهم وعتادهم، وعدد الدول المشاركة في العدوان على شعبنا الصامد العظيم، ومهما حاول العدوُّ تمزيقَ وتفريقَ أبناء هذا الشعب، وكل أبناء هذه الأُمَّــة على أسس حزبية أَو مناطقية أَو مذهبية.
ففي محافظة مأرب المنطلق الرئيسي لعمليات العدوان الأمريكي السعوديّ الذي يسعى لاحتلال الشعب اليمني منذ 26 مارس عام 2015م، وحشد جنوده الأمريكيين والبريطانيين والسعوديّين والإماراتيين والسودانيين، والصهاينة، وجلب معهم أدواتهم التكفيرية المنتمين لما يسمى بـ “القاعدة وداعش” الذين جمعهم من كُـلِّ الآفاق والأقطار الذين كانوا ينفذون مهام الذبح والتفجير والتفخيخ وعمليات الاغتيالات، وتجارة الرقيق والعبودية بحق المدنيين والأطفال والنساء في العراق وسوريا وأفغانستان، وعدد من البلدان الأُخرى، لتبرير الاحتلال الأمريكي ووجود قواعده العسكرية فيها، من ناحية ولاحتلال اليمن والاستمرار في نهب ثرواته اليوم تحت ذريعة إعادة ما يسمى بـ “الشرعية” التي وضع وزراء حكومتها رهائن تحت الإقامة الجبرية في فنادق دول الاحتلال.
كما حشد المحتلُّ الأمريكي السعوديّ إلى محافظة مأرب مرتزِقتَه من حزب الإصلاح وعناصره التكفيرية من مختلف المحافظات اليمنية، إضافةً إلى الجماعات التي دحرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة من محافظة البيضاء في العام 2020م، واتجهت صوب مدينة مأرب التي اتخذوا من معسكراتها وفنادقها ومزارعها وكراً أَسَاسياً ينطلقون منه لممارسة أعمالهم الإجرامية بحق الشعب اليمني، وسبق أن نشر صورها وإحداثياتها المحدّدة جهاز الأمن والمخابرات اليمني في يوم 6 /3/2021م، معلناً بأنها أهدافٌ عسكرية يجب على المواطنين الابتعاد عنها.
هؤلاءِ مَن معركتنا معهم اليوم في محافظة مأرب، وليسوا أبناء قبائلها ولا الساكنين والعاملين فيها، الذين هم إخوتنا، وواجبنا الديني والأخلاقي والوطني يحتمُّ علينا حمايتهم والدفاع عنهم، وعن ممتلكاتهم وحريتهم وكرامتهم، مهما كانت التضحيات.
وما تسوّقُه وسائلُ إعلام قوى الاحتلال ومرتزِقتهم، للاستمرار في خداع بعض أبناء ووجهاء قبائل مأرب التاريخ والحضارة، بأن مجاهدي الجيش اليمني واللجان الشعبيّة يستهدفون مدينةَ مأرب وقبائلها الشجاعة والأبية والكريمة مُجَـرّد استجداءٍ ماكر محتال وصل به الحال إلى الرمق الأخير، ويسعى به وبضخ الأموال والهبات مؤخّراً، للاستمرار في الدفع بإخوتنا من أبناء تلك القبائل لقتال إخوانهم اليمنيين، وليكونوا كباشَ فداء بدلاً عن جيوش الغزاة والمحتلّين الأجانب، الذين رفعوا أعلام السعوديّة والإمارات والبحرين فوق سد مأرب، مهللين مكبرين، مغتصبين لحضارة سبأ وحمير، وتبع وذي يزن، ومعلقين صور ملوكهم المطبعين مع الكيان الصهيوني على جدران مؤسّسات الدولة ومقراتها وهيئاتها الرسمية في المدينة، وينهبون عائدات النفط والغاز إلى بنوكهم وأرصدتهم، ولأبناء هذا الشعب القتل والجوع والحصار.