مأرب.. والحساباتُ المتضادَّة
عبدالسلام البكالي
لماذا لم يحسم الجيش واللجان مصير مدينة مأرب حتى اللحظة؟!
لمن يجول في عقولهم هذا السؤال، ولمن لا زال يجهلُ ذلك حتى اللحظة، دعونا نصفْها من منظور العدوان وتوصيفه؛ كي تتضح الصورةُ أكثرَ عنها في أعين أُولئك..
في منظوره.. هي تلك المدينة التي جمعت بداخلها كُـلّ الأدوات القذرة المرتبطة به رغم اختلاف أيديولوجياتها.
وهي أَيْـضاً.. تلك الحقول النفطية والغازية التي لو مكن منها اليمنيون لأغنتهم عن سؤال العالم المنافق الحاجة إليه ولفقد حصاره الذي ضربه عليهم جدواه في تركيعهم.
ألم تلاحظوا تضييقه الخناق على الموانئ والمطارات اليمنية أكثر مع عقد الأنصار العزم على تحريرها، بل وعلناً يشترط لفتحها عودتهم عن قرارهم هذا..
النازحون هم الآخرون وبدلاً عن حمايتهم كمسؤولية قانونية تقع على عاتقها نحو تلك الشريحة لاحظتم تلك الأمم المتحجرة ولإعاقة جند الله من اقتحامها كيف لزمت الصمت عن تشكيل المرتزِقة إياهم وفي الخطوط الأمامية للمعركة سياج حماية لها..
المدنيون وتعامل الأنصار الأخلاقي والقيمي والإنساني في كُـلّ حروبهم مع هذه الشريحة، هي الأُخرى نجح العدوّ من خلف الاحتماء بهم داخلها في تقليص عدد تلك المسيّرات والبالستيات التي كان يصب عليه منها العشرات يوميًّا قبلها..
كل ما سبق ذكرها أَو غيرها من تلك التي للأنصار حسبتهم فيها، جميعها وإن كانت قد شكلت عوائق وقفت دون الحسم السريع للمعركة بها إلا أن ذلك لا يعني عودتهم عن قرار استعادتهم إياها من أيدي الغزاة والمحتلّين لها، بل هم في طريقهم لاجتياز جميعها بإذن الله تعالى فلا تستعجلوا ذلك.
وللعالم المنافق الصامت:
أسألوا عن هُوية مأرب كُـلّ أطالسكم الجغرافية وستجيبكم جميعها أنها واحدة من ٢٢ محافظة جميعها تشكل الخارطة السياسية والديمغرافية والسكانية للجمهورية اليمنية.
لماذا صمتُّم عن حشر أُولئك الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين والسعوديّين والإماراتيين وغيرهم من كُـلّ شذاذ الآفاق أنوفهم في شأن ليس من شؤونهم؟
تلك مأرب ومعركة الأنصار المصيرية مع أُولئك بها، ولَكن ما حال صمت أُولئك المجندين من أبناء هذا الوطن حتى اللحظة في صف العدوان عن جرائمه لا نقول بحق وطنهم بل بحقهم..
ألم يأن الأوان لأن تصحوَ ضمائرهم المنحطة من سباتها بقول كلمة لا في وجهه ولو لمرة واحدة في حياتهم؟ وعلى سبيل المثال:-
لا.. لاختطاف نسائهم من المخيمات ومن بيوتهم.
لا.. لمنعهم من الدخول والخروج إلا بإذنه.
ولا.. لغيرها من كُـلّ تلك التي يعلمونها أكثر من غيرهم وخجل قلمي سردها في مقالي هذا عنهم..
وإلى الجاثين على الصمت حتى اللحظة في كُـلّ ما قد ارتكبه العدوان بحق بلدهم:
أنتم الآخرون أليس من المعيب عليكم بعد إقراره وبعظمة لسانه مسؤوليته عن تجويعكم أن تظلوا على موقفكم المخزي هذا دون تحَرّك في مواجهته.