من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية 1442هـ
عبدالفتاح حيدرة
تحدث السيد القائد في محاضرته الرمضانية الأولى عن الغاية العملية من الصيام والتي يترتب عليها النتائج المهمة للإنسان وَالإيجابية في الدنيا والآخرة، للصيام غاية عملية بالنسبة للإنسان، فالصيام وسيلة عملية تساعد على تحقيق غاية التقوى، التقوى تدفع عن الإنسان الشرور والمخاطر والسوء والفقر الشقاء والعذاب والهوان والخزي، وتحقّق التقوى صلة الارتباط بالله، وَاستقامة الإنسان تأتي له ثمرة التقوى في صلاح حياته الدنيوية وصلاح حياته في الآخرة، ووجود الإنسان على الأرض نعمة وتكريم، وبداية المشوار على هذه الأرض وفي هذه الدنيا فيه تكريم وفضل للإنسان الذي يلتزم بأوامر ونواهي الله..
لذلك علينا أن نستحضر دوما تعليمات وتوجيهات الله، ونحتاج لقوة العزم والإرادَة لضبط الغرائز في تحقيق ذلك، وصيام شهر رمضان هو شهر يعلمنا ذلك كله، لنعيشَ حياةً طيبةً ونقي أنفسنا من عذاب الدنيا والآخرة، الحياة للإنسان هي أكبر نعمة من نعم الله عليه، وكل النعم على هذه الأرض مسخرة لحياة الإنسان، والله سبحانه هو ولي هذه النعم الظاهرة منها والباطنة، وفي هذه النعم التكريم والرحمة للإنسان، والفضل الذي منحه الله الإنسان في الرحمة والتكريم يأتي في دوره ومسئوليته في هذه الحياة، وعلى الإنسان في ظل وجوده في الحياة أن يدرك أن النعم والرحمة التي منحها الله له لها عدو مبين وهو الشيطان الرجيم، والشيطان يعتمد على مدخل خطير للإنسان وهي بالرغبات وَالشهوات، ليدفع الإنسان للانحراف عن تعليمات الله وتوجيهاته..
انحرافُ الإنسان عن تعليمات وتوجيهات الله يسبب له العذاب والشقاء والهوان والذل، بينما هدى الله يكفل للإنسان حياة السعادة في الدنيا وضمان حياة الآخرة، بينما يحاول الشيطان تقديم الأهواء المخادعة والزائفة، التي تسبب الشقاء والهوان، وَالوقوع بالمعصية التي يترتب عليها المعصية، وأعمال الإنسان لها نتائج تعود على الإنسان نفسه، وما يعمله له نتائج، فإما عمل صالحا له نتائج صالحة، وإما عمل شرا وله نتائج شريرة، وهنا يأتي ضبط الرغبات وَالشهوات، التي تساعد على الالتزام وقوة العزم والإرادَة والسيطرة على الشهوات والرغبات المقترنة بتوجيهات الله، وهنا نجد العلاقة بين الصيام والتقوى..
التفريط في الالتزام بتعليمات وتوجيهات الله، يشكل خطراً كَبيراً يدخل من خلاله عدونا الشيطان الرجيم الذي يقدم الوهم الزائف والمخادع والباطل، ثم يأتي النسيان والغفلة التي هي من العوامل التي تساعد الشيطان على النفوذ إلى رغباتنا وشهواتنا، وهنا يسهل إيقاع الإنسان بالمعصية والكفر والشقاء، الشيطان لا يريد أن يستقر الإنسان في النعم التي منحها الله له لا في الدنيا ولا في الآخرة، فيستخدم الوسوسة، كما فعل مع سيدنا آدم، وكان مدخل الوسوسة الشيطانية لسيدنا آدم من خلال الوسوسة، وهنا يقع الاختبار للإنسان في اتِّباع التعليمات والتوجيهات، الاختبار للمسئولية فيما علينا أن نأخذ وما علينا أن نترك..