أحداثُ الـ11 يوماً في فلسطين بدايةُ تحقّق الحتميات الثلاث

 

د. تقية فضائل

في إطارِ الحتمياتِ الثلاثِ التي تحدَّث عنها سيدي ومولاي عبدُالملك بن بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبةِ يوم القدس العالمي 1442هـ، وهي: الهزيمةُ الحتميةُ للعدوِّ الإسرائيلي، والخسارةُ الحتميةُ لمن والاه من المطبِّعين الذين فشلت رهاناتُهم، وَالانتصارُ الحتميُّ لعباد الله المستضعفين في فلسطين، فها هي فلسطينُ الأبية وشعبُها الجبار ومقاومتُها العظيمة يلقنون في الأحد عشر يوماً العدوَّ الإسرائيليَّ أكبرَ هزيمة عرفها منذ 1948م.

وهي بدايةٌ للهزيمة الكبرى التي أكّـدها القرآنُ في قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، وصمودُ المقاومة الفلسطينية وتوحُّدُها وضربُها بيد من حديد على أهداف استراتيجية للعدوّ وعلى المستوطنات بأسلحة مصنعة في فلسطين، هو ما جعل الصهاينة المعتدين يجنحون إلى السلم والهُدنة ويوقفون اعتداءاتِهم على الشعب الفلسطيني بعد أن ذاقوا الويلَ على يدِ جبابرة فلسطين، وبلغت خسائرهم المادية -بحسب إعلامهم- سبعة مليارات.

ولن ننسى أن مما ساعد على هزيمة اليهود ومساندة الشعب الفلسطيني إطلاقَ الصواريخ من سوريا ولبنان، وهي رسالةٌ صريحةٌ بأنه لو استمرَّ العدوانُ على الفلسطينيين سنكونُ معهم بكل إمْكَانياتنا، وَكذلك محاولات الشعبين الأردني واللبناني اجتيازَ الحدود لنُصرة الشعب الفلسطيني، والمظاهرات والوقفات في جميع الشعوب العربية والإسلامية الحرة مثل العراق وسوريا واليمن والجزائر ولبنان والأردن وغيرها، وجالياتها وبعض الأحرار في الدول الأُورُوبية.

أما الحتمية الثانية فتتمثل في الخسارةِ الكبيرة لمَن ناصر الصهاينة بأية صورة من الصور، منها التشجيعُ على التطبيع، من خلال الفتاوى والتصريحات والدعايات أَو التطبيع والتعاون في جميع المجالات العسكرية والتجارية وغيرها مثل دويلة الإمارات والنظام البحريني والمغرب والسودان ومن قبلهم النظام المصري والأردني وخسارتهم وردت في قوله تعالى (فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ).

والحتمية الثالثة هي نصرُ المستضعفين من عباد الله كما قال تعالى (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)، وهذا بدا جليًّا في النصر العظيم الذي حقّقته قوى المقاومة التي توحدت لنُصرة الشعب الفلسطيني المقهور خَاصَّةً حي الشيخ جراح والأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين المعتدى عليهم في نهاية رمضان المبارك وكل من طالته يد العدوان الصهيوني خلال تلك الأيّام وما سبقها من سنوات القهر والقمع والظلم.

إنَّ القرآنَ الكريمَ كما قال صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله (كتابُ الله فيه نبأُ ما قبلكم وخبرُ ما بعدكم وحُكمُ ما بينكم، هو الفصلُ ليس بالهزل، ما تركَه من جبارٍ قصمه اللهُ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله…).

ولو اتبعنا هدى الله لما زاغت بنا الأهواءُ وضللنا الطريقَ المستقيم.. ونحمَدُ الله أن مَنَّ علينا بأعلام الهدى وَقرناءِ القرآن ليعيدونا إلى القرآن الكريم، فنعمل به لنؤجر ونحكم به لنعدل، وبه ندعو إلى الصراط المستقيم وندعو أمتَنا للعودة إليه؛ لأَنَّ المنعةَ والقوةَ والنصرَ والعزةَ لله ورسوله والمؤمنين، ولن ننالها بسواه مهما حاولنا (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com