السيد نصر الله: اليمن قوةٌ عظيمةٌ في محور المقاومة رغمَ الحصار والأعينُ تدمعُ أمام تفاعل شعبه
أكد أن المعادلة التي يجب الوصول إليها.. القدس تعني حرباً إقليمية
المسيرة / متابعات
بارك الأمينُ العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الانتصارَ الكبيرَ والعظيمَ للمقاومة في فلسطين، مؤكّـداً أن “تفاعُلَ اليمنِ مع الفلسطينيين في معركة سيف القدس رغم الحصار المفروض عليه على كُـلّ المستويات يشكلُ قوةً عظيمةً لمحور المقاومة”.
وحين ذكَرَ ما قالَه السيدُ عبدالملك الحوثي في خطابِه الأخير بمناسبة تدشين الأنشطة والدورات الصيفية: سنتقاسم الخُبز من الفلسطينيين.. توقّفَ السيدُ نصرالله بُرهةً متأثِّراً وقد خنقته العَبْــرَةُ، ثم استأنف كلامَه مخاطباً الشعبَ اليمنيَّ بإعجاب وإكبار: أنتم محاصَرون فهل لديكم الخبز لتتقاسموه مع الشعب الفلسطيني؟!
وأضاف: تدمعُ الأعين أمام تفاعُلِ الشعب اليمني وقائدِه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وقال السيد نصر الله في خطابٍ لهُ بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، مساءَ أمس الثلاثاء: “بتنا من الآن نحتفل في أيَّار/ مايو بانتصارين عظيمين أَيَّـار / مايو 2000م، والانتصار في غزة 2021م”، مشيداً بدور قادة المقاومة التي صنعت انتصار “سيف القدس: “قادة حركات المقاومة الفلسطينية وقادة أجنحتها العسكرية كانوا متألقين في معركة سيف القدس”.
وتابع السيد نصر الله: “منذ اللحظة الأولى للأحداث في غزة كنت أتابع آخر التطورات مع إخواني في لبنان وخارجه، نذكر بالدور العظيم لسيد شهداء المقاومة الحاج قاسم سليماني في دعم المقاومة في لبنان ما أعطى دفعا لها وانتصارها على العدو”.
وأكّـد على أن “الانتصار في 25 أَيَّـار / مايو 2000م، صنعه الشعبُ اللبناني والمقاومة اللبنانية وعندما نتحدث عن الشهداء لا بد لنا أن نذكر شهداء حركة أمل والقوى الأُخرى وقادتنا الشهداء في حزب الله أيضا”، موضحًا أن “تحرير أَيَّـار / مايو ليس نتيجة تضحيات فئة أَو فصيل واحد من المقاومة لكن نتيجة تراكم سنوات كبيرة من التضحيات من قبل كثير من اللبنانيين والفصائل المقـاومة اللبنانية”.
مُشيراً إلى أن من أهم عوامل انتصار 2000م، تمثل بـ”الموقف الرسمي الصلب والصامد الممثل آنذاك بالرؤساء لحود وبري والحص”، وقال مستذكراً أدوار صانعو ذلك الانتصار “نستذكر الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين قضوا على درب تحرير لبنان من الاحتلال، ونذكر بالدور العظيم لسيد شهداء المقاومة الحاج قاسم سليماني في دعم المقاومة في لبنان ما أعطى دفعا لها وانتصارها على العدو”.
وأشَارَ السيد نصر الله إلى أن “هذا التحرير أسّسَ لزمن الانتصارات، يومها المقاومة الإسلامية في لبنان أهدت هذا الانتصار التاريخي من بنت جبيل إلى الشعب الفلسطيني، إلى كُـلّ فلسطين؛ لأَنَّ الهدف النهائي هناك، الآمال هناك، هذا الانتصار في لبنان عام 2000م، أسس لقواعد جديدة وثقافة جديدة وكانت منذ اليوم الأول نتائجه الاستراتيجية واضحة”.
وفي سياق التصعيد الصهيوني، أشار السيد حسن نصر الله، إلى أن “أمام أعمال الاحتلال بحي الشيخ جراح اتخذت المقاومة الفلسطينية الموقف التاريخي والحازم، ودخول القدس في دائرة تهديد خطر دفع قيادة المقاومة لاتِّخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد”.
وقال منوِّهًا إلى أن “سبب المعركة الأخيرة حماقة قيادة العدوّ وغطرستها واستخفافها بالمقاومة وخطأ في حساباتها، في ظل كُـلّ ما يحصل في فلسطين كان هناك دولٌ عربيةٌ تدخل في التطبيع وتعمل على تلميع صورة الكيان الإسرائيلي، التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات”.
وعن استمرار الغطرسة الصهيونية، قال الأمين العام لحزب الله محذراً: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأُمَّــة مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به، والمس بالمسجد الأقصى والمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة”.
وأكد أن “المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي التالية القدس مقابل حرب إقليمية، فحين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أية خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه، عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أَو حدود مصطنعة”.
وفي سياق حديثه، أشاد السيد نصر الله بالمقاومة الفلسطينية قائلاً: “معركة سيف القدس أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الإعلام”، وكان “من نتائجها إحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض، ووجهت ضربةً قاسيةً لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، وأسقطت صفقة القرن”.
وَأَضَـافَ “من نتائج معركة سيف القدس إعادة الروح الواحدة إلى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة، وإعادة الحياة إلى فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر وعكست ارتفاع الثقة والإيمان بخيار المقاومة المسلحة، كما إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل بقتلها للأبرياء والمجازر وكنظام فصل عنصري”.
ورأى أنّ من نتائج “سيف القدس” أَيْـضاً إحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض. وقال إنّ “المعركة وجهت ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها”.
وذكر السيد نصر الله: “نستطيع القول بوضوح أن صفقة القرن سقطت وتلاشت”.
كما من نتائج المعركة -حسب السيد نصر الله- “إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل لا سِـيَّـما كنظام فصل عنصري وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدوّ الحقيقي”.
في سياق متصل، قال إنّ من نتائج “سيف القدس” دخول قطاع غزة إلى داخل كُـلّ المعادلة الفلسطينية وهو تطور عظيم في المعركة.
وتابع السيد نصر الله: “من إنجازات المقاومة الأخيرة في غزة القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقاً”، معتبرًا أنّ المعركة الأخيرة “أظهرت قدرات صاروخية مختلفة للمقاومة لجهة النوعية والكمية والمديات”.
وأشَارَ إلى أنه “عندما يصبح الإسرائيلي يشعر بانعدام الأمن في كُـلّ فلسطين أهون ما يمكن أن يقوم به هو الرحيل”.
وذكر السيد نصر الله أن من أهم إنجازات معركة “سيف القدس” شلّ أمن الكيان الإسرائيلي “وهو إنجاز عسكري لا سابقة له، فضلاً عن إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج”.
وأوضح أنّ “من نتائج المعركة الأخيرة إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48 وهذا جوهري ووصفه العدوّ بالتهديد الوجودي”.
الأمين العام لحزب الله قال إنّ “من نتائج المعركة فشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وهو يعبر عن فشل استخباراتي”، مضيفاً: “لو كانت القبة الحديدية ناجحة لكان تفاخر بها نتنياهو وسوّق لها في كُـلّ مكان”.
كما ذكر أنّ من النتائج “الفشل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم يطلق بعد والفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48″، موضحاً: “أهم مظاهر الفشل، هو الضياع، إذ إن إسرائيل ذهبت إلى هذه المعركة وهي ضائعة”.
في السياق عينه، قال السيد نصر الله إنّ “أهم مظاهر الفشل في المعركة الأخيرة عدم إقدام العدوّ على خوض حرب برية”، مشدّدًا على أن “تهيّب أقوى جيش في المنطقة من الدخول في حرب برية هو فشل استراتيجي وليس مُجَـرّد فشل عادي”.
وشدّد على أنّ “صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة شكّل الحاميَ والرافعةَ الأَسَاسية للانتصار في فلسطين”.
وتطرق أمين حزب الله إلى المقاومة اللبنانية مؤكّـداً أنه “لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية”.
وأضاف: “لا تخطئوا التقدير مع لبنان كما فعلتم مع غزة مع العلم أن وضعنا مختلف”. وذكر أنّ “المقاومة في لبنان هي في موقع قوي حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي”.
وقال إنه “يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدوّ دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان، مُشيراً إلى أنّ “دم الشهيد محمد طحان صبرنا عليه لكننا لن نتركه ويضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله: إنّ “مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية هي مشكلة داخلية بحتة”. كما أوضح أنّ “طريقين لا ثالث لهما في تأليف الحكومة إما اتّفاق الرئيسين عون والحريري أَو مساعدة الرئيس بري”.