اليمني حين يبرأ ويتولَّى!
سند الصيادي
مع كُـلِّ جولةٍ من جولات الصراع التي يتجلَّى النصرُ فيها كحليفٍ له، وَالمواقع وَالمتارس وَبساط الأرض يطوى تحت أقدامه، يواصلُ اليمني بما تيسر له من إمْكَانات وَما تعزز لديه من إيمان وَدوافع إصراره العملي في فرض معادلته وَإسقاط كُـلّ المعادلات وَالعناوين الزائفة التي ظلت تتصدر أفق المشهد وَتفرِضُ علينا تقبُّلَها كحقائقَ ومسلَّماتٍ تسعى لتلغيَ الحقيقةَ وَتقوض الدوافع وَتشل الحركة، وَتدجن النفوس، وَعلى ذمتها تمرر المشاريع وَالأجندة.
وَمثلما نجح اليمني بالشجاعة وَالإقدام وعلى رؤوس الاشهاد في تمزيق ذلك الستار الذي كان يحولُ دون معرفة المعايير الحقيقية لمفهوم الجيوش وَمكونات القوة العسكرية وَمتطلباتها، فَـإنَّه نجح أَيْـضاً بالمعرفة وَالوعي في إعادة تعريف مصطلحات العِزة وَالكرامة وَالحرية التي يجب أن نناضلَ وَيناضلَ الأحرارُ لأجل استردادها وَإعلائها.
يتحَرّكُ اليمنيُّ من هدى الآيات وَأصول المنطلقات، وفِطرة التكوين الإلهي لصلصال جسده وَنفخات روح الله في صدره، وَعلى مبدأ الولاء الأسمى وَالبراء الأوجب، لمح اليمنيُّ إمامَه وَأئمة أعدائه، وبموجبها حدّد وِجهتَه وَاستلَّ سلاحَه وَمضى تاركاً خلفه غُبارَ المراحل الزائفة، بعد أن نجح في تنظيفِ قلبِه وَعقلِه وَذاكرتِه من عوالقها المحبطة وَالمعتمة للرؤية وَالمسار، وفي محطات التحَرّك كانت تتوالى عليه الشواهدُ والأحداث التي تعزز فيه صوابيةَ الموقف وَحُسنَ التموضع، ليجد نفسَه بعد كُـلِّ ذلك مهيئاً ومستحِقاً للاستخلاف والتمكين وفقَ الوعد الإلهي النافذ.
يملِكُ اليمنيُّ اليومَ في ظِلِّ القائدِ العظيمِ وَظِلالِ النهجِ الحكيم مفاعيلَ القوةِ الشاملة وَكُـلَّ عناصر وأسرار المستحضَر الذي يمنحُه العزةَ وَالكرامةَ وَيُعليه في صراع الحياة على كُـلِّ متعالٍ وَمستكبرٍ وَيبقي عِـــزَّه ومجدَه وَرايتَه خفاقةً بلا انتكاس أَو انكسار، كما يملِكُ اليمني اليومَ كُلَّ ما يجبُ أن تتوفرَ من شروط الرضا الإلهي؛ للوصول إلى آفاقِ الحياةِ الخالدةِ في جِنانِ الله.