فعالية ثقافية لدائرة العلماء والمتعلمين بصنعاء بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة
مفتي الديار اليمنية: لا يوجد في المرحلة الراهنة من هو أظلم من أمريكا وإسرائيل
العلامة الحوثي: صرخة الشهيد القائد جاءت لإخراج الأُمَّــة من واقعها المظلم
ممثل حركة حماس: دعوةُ السيد عبد الملك الحوثي للتبرع لفلسطين وحّدت الموقف والمصير بين الشعبين
المسيرة| صنعاء:
أكّـد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أن اكتمال الإيمان بالله لا يتحقّق إلا بإعلان المؤمن براءتَه من الطاغوت وكُفرَه به، موضحًا أن الطاغوتَ يتمثلُ في أعمال لأشخاص وجماعات فاسدة وظالمة ودول مستكبرة.
جاء ذلك خلال الفعالية الثقافية والخطابية التي نظمتها دائرة العلماء والمتعلمين بالتعاون مع هيئة الأوقاف، أمس الاثنين، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في العاصمة صنعاء.
واعتبر مفتي الديار شعارَ الصرخة في وجه المستكبرين “براءةً من الظلم وأهله”، مُشيراً إلى أنه لا يوجد في المرحلة الراهنة من هو أظلم من أمريكا وإسرائيل.
وأوضح أن إطلاق الشهيد القائد لشعار الصرخة لم يأتِ إلا بعد تأمله وتدبره للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، والواقع الذي تعيشه الأُمَّــة، وما يجب على الإنسان المؤمن القيام به، مُشيراً إلى أن الشعار جاء ليعبر عن الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه المسلم في مواجهة أعداء الله، والتحَرّك الجاد للتصدي لمشاريعهم التآمرية التي تستهدف الأُمَّــة العربية والإسلامية.
وأشَارَ العلامة شرف الدين إلى “أن أمريكا حرّكت الجيوش العربية والإسلامية للقتال نيابةً عنها في أكثرَ من بلد ومنطقة، في إشارة واضحة لما قامت به الولايات المتحدة من تحشيد للجماعات من أكثر من بلد ومنطقة إلى أفغانستان، وعندما تعلق الأمر بالمسجد الأقصى، رفضت تلك الجماعات وقالت طاعة ولي الأمر واجبة والمظاهرات ليست ضرورية ومعركة سيف القدس عبثية”.
وقال: “إن شعار الصرخة اختزل معانيَ كثيرةً، ومن يحمل الشعار لا بُـدَّ أن يعرف معانيَه، وأن يكونَ صادقاً في قوله وفعلِه؛ لأَنَّ التبرؤ من الطاغوتِ تبرؤ من الشرك والفساد والظلم”.
من جانبه، أشار رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، إلى تزامن إطلاق شعار الصرخة مع الحرب الكونية التي شنتها أمريكا على شعوب العالم العربي والإسلامي عقب أحداث 11 سبتمبر.
وأوضح أن إطلاق الشهيد القائد لشعار الصرخة كان نابعاً من تحمله للمسئولية والبحث عن مخرج للأُمَّـة آنذاك، من خلال مشروع التوعية والإرشاد والتثقيف والانتقال إلى مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني والفكر التكفيري.
وأكّـد العلامة الحوثي أن صرخة الشهيد القائد كانت جزءاً من مشروع قرآني، ارتكز على أن الدين الإسلامي هو الحل الوحيد لإخراج الأُمَّــة من واقعها المظلم وربط الناس بالله عز وجل وشدّهم إلى كتاب الله وتوحيد القيادة والأمة وترسيخ مبدأ الجهاد والتضحية في سبيل نصرة الأُمَّــة وقضاياها.
واعتبر انتصار محور المقاومة في اليمن وفلسطين والعراق ولبنان ضد قوى الاستكبار، نتاجاً للسير على منهج المقاومة والحرية والتضحية.
بدوره، أشار ممثل حركة حماس في اليمن، معاذ أبو شمالة، إلى أن فلسطين أرض أعلى الإسلام مكانتها، لكن المؤامرات توالت عليها منذ وعد بلفور عام 1917م.
وأوضح أن ترامب حاول طي صفحة قضية فلسطين العادلة بمؤامراته وإعلانه الاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، مندّداً بتماهي بعض الأنظمة العربية مع دعوات ترامب وهرولتها للتطبيع مع العدوّ الصهيوني.
وأكّـد أبو شمالة أن استفزاز الكيان الصهيوني زادَ من عزيمة أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والأقصى، مُشيراً إلى أن معركةَ سيف القدس وحّدت الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأراضي 48 والشتات تحت راية المقاومة التي أظهرت قدرتها على ردع الكيان الصهيوني رغم الحصار المفروض عليها.
وأشاد بموقف الشعب اليمني في دعم فلسطين وقضيته العادلة، مثمّناً دعوةَ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للتبرع لصالح الشعب والمقاومة الفلسطينية والتي تنُمُّ عن استشعار للمسئولية ووحدة الموقف والمصير بين الشعبَين الفلسطيني واليمني.
من جانبه، أشار خطيب الجامع الكبير بصنعاء، العلامة حمدي زياد، والعلامة أحمد بن صلاح الهادي، إلى أن الصرخة وحّدت الجميع وكسرت حاجز الخوف في مواجهة قوى الاستكبار، لافتَينِ إلى أن شعار الصرخة يهدف إلى توحيد الجبهة الداخلية وتماسكها واستنهاض الهمم في التنبه لتحَرّكات الأعداء ومخطّطاتهم، والتحَرّك للتصدي لها وإفشالها.
ونوّه العلامة زياد والعلامة الهادي، إلى أن الشهيد القائد السيد حسين الحوثي أعاد الأُمَّــة إلى مسارها الصحيح بوقوفه في وجه قوى الاستكبار واستنهاض الأُمَّــة بالمشروع القرآني.
ودعا المشاركون في الفعالية أبناءَ الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى توحيد الصف والتلاحم للدفاع عن القدس الشريف والتمسك بالمشروع القرآني واستمرار رفد الجبهات والحث على مقاطعة البضائع الأمريكية الإسرائيلية.
تخلل الفعاليةَ التي حضرها مسئولُ دائرة العلماء والمتعلمين بالمكتب التنفيذي لأنصار الله، علي جران، ومسئول الملف الفلسطيني لأنصار الله، حسن الحمران، وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية، قصيدةٌ للشاعر هادي الرزامي.