صنعاء تطلق صافرةَ البدء لـ “مشوار” بناء الأمن السيبراني
الحوثي: مواكبة العلوم والتطور التكنولوجي ضرورةٌ ملحةٌ وعلى الحكومة أتمتة كُـلّ أعمال الوزارات
بن حبتور: طبيعةُ الصراع المحتدِم في العالم تدعونا لامتلاك المعلومات والاستحواذ عليها
الرويشان: أمنُ المعلومات ومواجهةُ الحرب الناعمة لا يقل أهميّةً عما يسطّرُه أبطالُ الجيش والأمن واللجان
النمير: وجودُ استراتيجية وطنية لليمن في الأمن السيبراني أمرٌ جوهري وغايةٌ نسعى لها
المسيرة: صنعاء
شدّد عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، على ضرورة مواكبة العلوم والتطور التكنولوجي المُستمرّ، خَاصَّة في مجال الأمن السيبراني.
وخلال افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الأول للأمن السيبراني، أمس الاثنين، بصنعاء، أشار الحوثي إلى أن اليمنيين اشتهروا منذ القدم بتطوير الزراعة والصناعة، ما يحتم ضرورة مواكبة كُـلّ جديد في مجال ثورة المعلومات والتطورات التقنية والعلمية.
ووجّه الحكومةَ بأتمتة أعمال جميع الوزارات ليسهل الحصول على المعلومات والبيانات في نافذة واحدة.
ولفت محمد علي الحوثي، إلى أن الشعبَ اليمني أثبت جدارتَه منذ بداية العدوان والحصار وحقّق انتصاراتٍ كبيرةً على العدوان وصنع وابتكر مختلفَ أنواع الأسلحة، مؤكّـداً قدرةَ اليمنيين على إحداث ثورة في التقنيات الحديثة والأمن السيبراني.
وذكر أن كَثيراً من النظريات القديمة تدرس في الجامعات اليمنية والتي ثبت أن بعضها غير صحيحة، موجهاً وزارة التعليم العالي بتحديث المناهج وتطويرها في الجامعات.
بدوره، أكّـد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، أهميّة المؤتمر الذي يجسّد صورةً للعمل التشاركي بين مختلف العقول الأكاديمية في القطاعين العام والخاص للخروج بنتائج عملية تساهم في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال الحيوي.
وقال: “إن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يعملُ بمختلف الوسائل على امتلاك المعلومات والسيطرة عليها، في حين أثبت الشرق بقيادة روسيا والصين قدرتَه على المنافسة وإحداث ثورة معلومات كبيرة، وهو ما يشير إلى استمرار احتدام الصراع بين الدول الكبرى في هذا المجال”، مُضيفاً “طبيعة الصراع المحتدم في العالم تدعونا لامتلاك المعلومات والاستحواذ عليها”.
وأشَارَ رئيس الوزراء، إلى الصراع على المعلومات في إطار المنطقة العربية وخُصُوصاً بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني الغاصب، منوِّهًا بهذا الشأن بمحور المقاومة الذي يحمل قيما وثقافة تعبر عن إرادَة الشعوب وقضاياها العادلة ويعمل على تغيير المفاهيم الغربية غير السليمة التي تهدّد الهُــوِيَّة الإسلامية.
وأكّـد الدكتور بن حبتور، حرصَ حكومة الإنقاذ على إنجاح مؤتمر الأمن السيبراني وتحقيق الاستفادة القصوى من مخرجاته عمليًّا، حاثًّا المسئولين في كافة الجهات على استشعار المسؤولية تجاه الوطن في ظل ما يواجهه من تحديات كبيرة بما في ذلك المتصلة بالأمن السيبراني.
من جهته، أكّـد نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الفريق، الركن جلال الرويشان، أن الأمن السيبراني وأمن المعلومات ومواجهة الحرب الناعمة لا يقل أهميّةً عما يسطره أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبيّة من ملاحمَ بطولية في جبهات العزة.
وأشَارَ إلى أن قائدَ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حذّر من الحرب الناعمة وإغفال الأمن السيبراني في خطاباته، لافتاً إلى أهميّةِ رفع مستوى الوعي لدى المواطن فيما يتعلق بالاستخدام الصحيح للمعلومات.
وأوضح الفريق الرويشان، أن قوى الاستكبار تعملُ على بَثِّ الشائعات والسلوكيات الخاطئة وتشويه المفاهيم، في إطار الحرب الناعمة التي تعد أخطرَ من الحرب العسكرية كونها أدَاة المستعمر الفكرية لإحداث فراغ اجتماعي.
بدوره، أكّـد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس مسفر عبد الله النمير، أن رؤية الوزارة تجاه الأمن السيبراني تهدفُ إلى خلق بيئة سيبرانية آمنة ومرنة في الدولة والقطاع الخاص.
وقال: أضحى وجود استراتيجية وطنية لليمن في الأمن السيبراني أمراً جوهرياً وهو الغاية الرئيسية التي نسعى إليها من هذا المؤتمر الوطني من خلال مشاركة نخبة من الكفاءات والكوادر في هذا المجال من كافة الجهات والشركات والقطاعين العام والخاص.
وأشَارَ الوزير النمير، إلى أن الوزارة تعمل على استكمال وتحديث الإطار التشريعي والقانوني الملائم لأمن الفضاء السيبراني ومكافحة الجرائم وحماية الخصوصية، من خلال إصدار قوانين وتشريعات هامة واستكمال وإصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وإعداد قانون حماية البيانات الشخصية.
ولفت إلى أهميّة إيجادِ السياسات الكفيلة بتعزيز وتشجيع البنى البنية التحتية الرقمية والمحتوى الرقمي الوطني وتسهيل إنشاء شركات تزويد المحتوى الرقمي والاستثمار في بناء تشغيل منصات البيانات المحلية.
وأكّـد وزير الاتصالات، ضرورةَ إعداد مشروع الحكومة الإلكترونية بناءً على دراسة أفضل التجارب والممارسات بما ينسجم مع خصوصية اليمن، كخطوة لتحقيق التحول الرقمي السليم في المؤسّسات والخدمات، وُصُـولاً إلى البوابات المتكاملة والموحدة للخدمات المقدمة للمواطن.
ولفت إلى أهميّة وضع وتنفيذ برامج وأنشطة وطنية للتوعية المجتمعية الرقمية والاستخدام الأمن للإنترنت وحماية الأطفال، وبناء القدرات، من خلال برامج التدريب والتأهيل في مجال الأمن السيبراني المرتبط بالبنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعكس ذلك في المناهج التعليمية والفنية والجامعية.
بعد ذلك استعرضت أولى جلسات المؤتمر ثلاث أوراق عمل، حول تقييم وضع اليمن سيبرانياً، ومتطلبات خطة الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، والتدابير القانونية والتشريعية لمواجهة الجريمة السيبرانية، وتحديات الأمن السيبراني في اليمن، والإجراءات الفنية لحماية أمن المعلومات في شبكة الاتصالات الوطنية.
وسيناقش المؤتمرُ الذي تنظمه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى ثلاثة أَيَّـام بمشاركة 700 من الخبراء والأكاديميين والمختصين، 20 ورقة عمل عن الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية والتشريعات والقوانين التي تكفل حماية مستخدمي كُـلّ ما يتعلق بالشبكات والحواسيب وأنظمة الاتصالات.
حضر المؤتمرَ نائبا رئيس مجلس النواب عبد السلام هشول زابية، وعبد الرحمن الجماعي، ونائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ووكلاء الوزارات ومدراء الهيئات والشركات الحكومية والخَاصَّة.