إن لم تكونوا أنتم (العار)، فمن هو (العار)؟!
الشيخ عبد المنان السنبلي
هل تتذكرون الطفل الفلسطيني محمد الدرة؟!
العالم كله شاهد جريمةَ مقتله البشعة مباشرةً وعلى الهواء على يد جنود قطعان الصهاينة ذات، يوم فماذا فعلت الأمم المتحدة وأمينها العام يومها؟!
عملت نفسها (ميتةً) طبعاً، أليس كذلك؟!
كذلك فعلت مع الجرائم الأمريكية بحق أطفال أفغانستان والعراق وفيتنام من قبل، صح؟!
فماذا تتوقعون منها اليوم أن تفعلَ مع الجرائم السعوديّة والإماراتية بحق أطفال اليمن؟!
إن كنتم تتوقعون شيئاً، فأنتم واهمون، ففاقدُ الشيء لا يُعطيه أَو كما يقولون!
ستبرئ ساحاتهم كما برأت من قبل ساحات الكيان الصهيوني وأمريكا بحجّـة أَو بأُخرى، وليست هذه هي المشكلة طبعاً!
المشكلة هي أنهم هذه المرة أرادوا تسجيلَ موقف ولكن على حساب من ولصالح من يا تُرى؟!
على حساب أطفال اليمن طبعاً ولصالح المجرم الحقيقي بكل تأكيد!
أليس هذا هو العوار والعرج بأكمل صوره وأشكاله؟!
على أية حال..
هل تعرفون ما هو العار الحقيقي في علاقة الشعوب المظلومة مع منظمة الأمم المتحدة هذه؟!
العار الحقيقي هو أن لا تدخل أنت أَو أنا أَو كُـلّ مظلومٍ يطلب أَو يدافع عن حقه في قوائم العار الصادرة عن هذه المنظمة الدولية العوراء والعرجاء في آنٍ معاً!
فإذا كانت هذه المنظمة (الأممية) مثلاً لا ترى في استهداف وقتل أكثر من ثلاثة آلاف طفلٍ يمني وجرح أكثر من أربعة آلافٍ آخرين قصفاً بالطائرات والصواريخ حتى الآن انتهاكاً واضحًا لحقوق الطفل، فَـإنَّ ذلك هو العار والخزي الذي لا يُمحى.
إذا كانت هذه المنظمةُ لا ترى في توقف أكثر من خمسة ملايين طالبٍ يمنيٍّ دون السن القانونية عن الذهاب إلى المدارس سنةً دراسيةً كاملة بفعل القصف المكثّـف والعشوائي بداية العدوان انتهاكاً واضحًا وتعدياً صريحاً على حقوق الطفولة المشروعة والمكفولة، فَـإنَّ ذلك هو الخزي الذي ما بعده خزي.
إذا كانت هذه المنظمة لا ترى في معاناة أكثر من ستة ملايين طفلٍ يمنيٍّ من المجاعة وشحة في الموارد والغذاء والدواء وانتشار للأمراض المعدية والأوبئة بفعل العدوان والحصار انتهاكاً واضحًا وصريحاً لحقوق الطفل والطفولة، فَـإنَّ ذلك هو السخف وَ(العبط) بعينه.
إذا كانت هذه المنظمة المرتشية البائسة لا ترى في ما تعرض ولايزال يتعرض له كُـلّ أطفال اليمن على مدى أكثر من ست سنواتٍ من تداعيات القصف والانفجارات القوية والعنيفة المتواصلة من صدمات نفسية وعصبية شديدةٍ وقاسيةٍ انتهاكاً لحقوق وسلامة الطفل والطفولة، فإن ذلك هو الاستهبال والاستهتار وخفة العقل في أكمل صوره.
يعني تركت هذه المنظمة السوداءُ المجرمَ الحقيقيَّ وكل ما اقترفه بحق أطفال اليمن ولا يزال من قتلٍ وجرحٍ وتجويعٍ وحرمانٍ من التعليم وتعريضٍ للأمراض والأوبئة والصدمات النفسية والعصبية وذهبت تتباكى على هؤلاء الأطفال المظلومين في أماكن بعيدةٍ أُخرى!
فهل هناك عارٌ وخزيٌ بعد هذا العار؟!
ادخلوا ما شئتم في قوائمكم، صنفوهم كيف شئتم، قولوا: إن ثريا وريهام وأشواق وبثينة وغيرهم من الأطفال الشهداء والجرحى لم يستهدفوا أَو يُقتلوا، قولوا ما شئتم وأعلنوا ما شئتم، ولكن السؤال:
هل سيغير ذلك من معرفتنا نحن اليمنيين وكل أحرار العالم بالحقيقة شيئاً؟!
لن يغيِّرَ شيئاً حتماً سوى أننا بموقفكم المخزي هذا نصنفكم اليوم وندخلكم في قائمة العار لدينا، هذا إن لم تكونوا في نظرنا أنتم العار ذاته.
فماذا أنتم صانعون؟!