قائمة القيامة

 

محمد يحيى هاشم السياني

لم يكن العدوان على اليمن بقيادة الأدَاة السعوديّة والمشغل الأمريكي إلَّا ممارسة متقدمة في القتل والإجرام وسابقة تجاوزت كُـلّ جرائم الحروب في العالم ولم يكن هذا العدوان الغاشم إلَّا تعرية فاضحة للوجه القبيح لما يسمى بالأمم المتحدة والذي كشف من خلاله للعالم حقيقة هذه المنظمة بأنها أدَاة مطوعة لأمريكا؛ لكي تمارس من خلالها تمرير أجنداتها السافرة وسياساتها الخبيثة ضد الشعوب المقهورة التي ترفض هيمنتها والانصياع لها، وما جرائم تحالف العدوان على الشعب اليمني إلَّا شاهد حي على المدى الفاضح التي وصلت إليه الأمم المتحدة والذروة القصوى لسقوط كل القيم الإنسانية التي تتشدق به في دستورها وقوانينها المزيفة التي تضلل بها على البشرية منذ تأسيسها كمنظمةٍ أمميةٍ تُعنَى بحماية حقوق الإنسان وفرض الأمن والاستقرار لكل دول وشعوب العالم..

إلَّا أن حقيقة هذه الأكذوبة العالمية الكبرى مختلفة تماماً عن كُـلّ عناوينها البراقة ومسمياتها المضللة التي مارست من خلالها كُـلّ المعايير المختلة والسياسات المنحازة لمن يقف خلفها كطباخ يعد لها كُـلّ ما يخدم أطماعه ومصالحة وإخراج القرارات في قالبها الأممي التي تخدم دول الاستكبار العالمي.

إن هذه الحقيقة تكشف اليوم ماهية الأمم المتحدة بدون رتوش وأقنعة فهي عبارة عن كيان اعتباري يوظف خدمة لدول الاستكبار وواجهة لتمرير قرارات تساند وتخدم الظالم وتخذل المستضعف المظلوم واستمرار لدورها الخبيث وسخافاتها الساقطة أصدرت مؤخّراً قرارها الجائر بتصنيف أنصار الله في قائمة منتهكي حقوق الأطفال في اليمن وتبرئة النظام السعوديّ المجرم من جرائم وانتهاكات حقوق الأطفال في اليمن، وقد عكس هذا القرار بوضوح حقيقة التأثير الكبير للدور الأمريكي وهيمنته على قرارات الأمم المتحدة، فالأمريكي اليوم لجأ إلى ورقة مهترئة ومحروقة لمثل هكذا قرار وتصنيف لن يضيف شيئاً ولن يغير من واقع المعركة قيد أنملة يمكن أن يعطي الأمريكي وأدواته أية مكاسب تذكر.

إنه فقط ممارسة فاضحة ومكشوفة للضغط على بلدنا بعد الفشل الذريع عسكريًّا واقتصاديًّا وأخيرًا دبلوماسياً في المفاوضات، وطبعاً هذا القرار السخيف المدفوع سلفاً بثمن رشاوى المال السعوديّ والرغبة الأمريكية أعاد من حَيثُ بدأ إلى الواجهة التعرية الفاضحة للأمم المتحدة التي أصبحت ساحة للنخاسة وسوقا رخيصا للبيع والمزايدة والرشاوى وما بان كي مون إلَّا شاهد رخيص كشف سابقًا تأثير المال السعوديّ ودوره في صياغة القرارات وتمريرها أَو الغائها تحت الغطاء السياسي الأمريكي وبمثل هكذا قرار يستمر العهر الدولي في صمته المريب على جرائم أمريكا ضد شعبنا وتبلده أمام قرارات الأمم المتحدة التي قلبت الحقائق وادرجت الضحية على قائمة الجلاد فأي عالم منافق نعيش معه واي سقوط إنساني وقيمي قد وصل إليه هذا العالم الذي كان وما زال يشاهد أشلاء ودماء أطفال اليمن تتبعثر وتسيل بفعل العدوان السعوديّ الأمريكي المجرم وشعبنا اليوم لم يعد يكترث لقرارات الأمم المتحدة ولم يعد لقوائمها السوداء أية قيمة في نضاله المشروع لنيل حريته واستقلال بلادة، فقوائمكم هي قيامة بأس شعبنا على كُـلّ مستكبر وظالم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com