حقوقُ الطفل في ظل الرعاية الأممية
هاني محمد شجاع الدين
الأمم المُتَّحِدَة منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريبًا، حَيثُ أُسست بتاريخ 24 أُكتوبر 1945م ومن أهم أهدافها الحفاظ على السلام والأمن الدولي وحماية حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة ودعم القانون الدولي، في أثناء الحروب أَو غيرها، والذي ينص على عدم استخدام الأسلحة الفتّاكة والمحرّمة دوليًّا وعدم قتل أسرى الحرب أَو تعذيبهم وعدم قتل الجرحى وعدم استهداف المدنيين أَو المناطق المدينة… إلخ.
ومن يخالف هذه البنود أَو يرتكب أحدٌ هذه الجرائم تقوم الأمم المتحدة باتِّخاذ إجراءات جزائية وعقوبات قانونية وتصنيفه بالإرهاب؛ كونه تورط بقتل المدنيين أَو استخدام أسلحة محرمة دوليًّا، إلا أننا في ظل ما تسمى بعاصفة الحزم والتي أعلنت حربها على اليمن من خلال تحالف العدوان ومرتزِقهِ والذي ما زال مُستمراً يرتكب أبشع الجرائم الإنسانية بحق كافة أفراد الشعب اليمني دون استثناء أحد في ظل صمت أممي يثير التعجب، فما الذي يحصل يا ترى؟! وأين ما تسمى بالأمم المتحدة ومواثيقها الأممية وهي من ضجت العالم بشعارات وهمية وزائفة تدّعي من خلالها حقوق الإنسان!، أم أن اليمني ليس إنساناً بنظرهم؟؟؟.
وهل من المعقول أن تمُرَّ سبعُ سنواتٍ منذ أن شن تحالف العدوان حربهُ الظالمة على اليمن والتي طوالها قام هذا التحالُفُ الجائر بانتهاك الشريعة الإسلامية وكل الأخلاق الدينية والقيم والمبادئ الإنسانية والمواثيق الأممية والقوانين الدولية، من خلال ما تسبب به هذا العدوان ومرتزِقهِ، من استخدام أسلحة محرَّمة دوليًّا وقتلهم وتعذيبهم الأسرى وقتلهم للجرحى واستهدفهم للمدنيين من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال واستهدافهم للمناطق المدينة وضربهم البنية التحتية كالمنازل السكنية والمدارس العلمية والمستشفيات الصحية ومركز المكفوفين وقاعات العزاء والأفراح والأسواق العامة… إلخ.
وكل العالم شاهد على كُـلّ تلك المآسي والجرائم الإنسانية التي لا يستطيع أحد إخفاءها أَو إنكارها، فرغم كُـلّ هذا لم نرَ أي موقف إنساني أَو أي إجراءات قانونية أَو جزائية ضد هذا العدوان لا من الأمم المتحدة ولا من المنظمات الدولية ولا من منظمات حقوق الإنسان، وحتى لم يدينوا هذه الجرائم بشكل واضح أَو صريح التي استهدفت وقتلت المدنيين الأبرياء بطائرات تحالف العدوان الذي قام بفرض الحرب والحصار على الشعب اليمني العزيز، واتخذت الصمتَ وارتضت بهِ.
فهذا الصمت من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أمام أبشع الجرائم الإنسانية في العالم فإن دلَّ على شيءٍ فَـإنَّما يدلُّ على الاستهداف الواضح والصريح من قبل الأمم المتحدة للشعب اليمني دون استثناء أحد وتأييدهم لقتل وتدمير اليمن أرضًا وإنسانًا وأنهم جزء من هذا العدوان الصهيوسعوديّ.
الأسوأ من كُـلّ تلك الجرائم المرتكَبة بحق الشعب اليمني ليس هو هذا الصمت العالمي من قبل الأمم المتحدة وغيرها وليس هو أن الأمم المتحدة لم تقُم بإدانة هذه الجرائم أَو أنها لم تتخذ أي إجراءات جزائية أَو فرض أي عقوبات دولية ضد هذه الجرائم ومرتكبيها، بل الأسوأ من هذا هو أن تقوم الأمم المتحدة بتبرئة تحالف العدوان ومرتزِقهِ بمقابل “حلب البقرة”؛ مِن أجلِ تبرئتهم من كُـلّ تلك الجرائم والدماء التي سُفكت من المدنيين بشكل عام وأطفال اليمن الأبرياء بشكل خاص (كجريمة أطفال ضحيان) وغيرها فقد انتهكوا حقوق الأطفال وكان أبرز ضحايا هذا العدوان هم الأطفال ومن سَلِمَ منهم من القتل أصابته الجروح، ومن نجا من الجروح أصابتهُ الأمراض كأمراض السكر وغيرها الناتجة من الخوف والرعب والقلق الذي أصابهم.
فمثل هذه الجرائم لم يرتكبها إلا فرعون وربما بأنهم فاقوا عليه كَثيراً، ففرعون قتل الأطفال أم تحالف العدوان فقد قتل شعب بمختلف الفئات والأعمار وبمختلف الأسلحة وارتكب جرائم تُقشعر لها الأبدان وتدمعُ لها العيون وينجرحُ لها الفؤاد وتدمى لها القلوب، فقد اتضحت حقيقية الأمم المتحدة في اليمن؛ بأن شعاراتها زائفة وكاذبة.!
فأين أنت أيّتها الأمم المتحدة؟
وأين موقع الإنسانية منكِ أمام من قتلوا أطفال اليمن!.