كانت المكافأة سريعةً والإكرامية الجَنة

 

هدى أبو طالب

سلام عليك يا أبا فاضل طومر، سلام على روحك وتضحياتك، سلام على أب وأم أنجباك، سلام على إيثارك وروحيتك التي لا يحملها إلا من امتلأ قلبه بالإيمان والثقة بالله وبوعوده بالنصر.

أبا فاضل لم تكن إنسانا عاديا بل ملاك يمشي على الأرض، أنت من جند الله الذين لم يعيشوا لأنفسهم بل لتحيا أُمَّـة.

فلم تر لنفسك ثمناً إلا الجنة واللهِ أبكيت عيوننا لمشهد لطالما عهدناه منكم أيها الأبطال ومعجزاتكم الإلهية تفوق الخيال، كيف إلا والله معكم وناصركم ومؤيدكم فنحن نرى آيات الله ومعيته وألوهيته؟!، تتجلى فيكم وفي استبسالكم كنت أرى موقفك الذي لا خوف فيه ولا انهزام ولا تردّد لتحقيق غايتك لجلب رفاقك المحاصرين الجرحى.

لم تأبه لوبيل الرصاص والقذائف من كُـلّ حدب وصوب وكأنها رشات مطر وبَرَدٍ لا رصاص وبارود ليقتلك وفي بلاء عظيم وكأنك بأبي فضل العباس في إيمانه وتضحياته حين أبى إلَّا أن يأتي بالماء لأطفال وأصحاب الحسين في واقعه كربلاء.

إنه التاريخ يعيد نفسه، ها هي صحراء الجوف ترتوي من دمك الزاكي لتنبت نصرا وَعزة وكرامة كما ارتوت أرض كربلاء بدماء أبطال آل البيت الإمام الحسين عليه السلام وأبي الفضل العباس وأصحابهم عليهم السلام، فلم تجف تلك الدماء حتى اجتثت جذور الظالمين إلى يومنا هذا.

أبا فاضل إنما تزيدنا يقيناً وعزماً وإصراراً على مواصلة طريقكم طريقِ الحق وَالنهج المحمدي النهج الرسالي، طريق الجهاد في سبيل الله إما نصرٌ أَو شهادة.

يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com