يمنُ كشف الحقائق

 

سند الصيادي

رسمت المسيرة القرآنية وَتجلياتُها في ثورة 21 سبتمبر مساراً جديداً للمنهجية الوطنية على كافة المجالات وَالأبعاد الداخلية وَالإقليمية وَالدولية، هذا يفسر إلى حَــدٍّ كبير أسبابَ هذا التكالب الدولي علينا كمشروع وَجغرافيا، وَكما هو متوقعٌ تم توظيفُ كُـلّ أساليب النفاق والدجل لتشويه وَتشهير الصورة التي يسعى اليمنيون إلى رسم ملامحِها للمستقبل، إلى جانب توظيف كُـلّ الإمْكَانات المادية وَالبشرية لقوى الهيمنة وَأدواتها؛ بغرض الوأد أَو التركيع لهذه الإرادَة الفتية.

وَبعد أن أصبحت الخياراتُ العسكرية ليست مُجديةً بعد أن لمسوا فارقَ العقيدة القتالية المنحاز لجبهتنا، وبعد أن نجحنا في اختزال فوارق التفوّق العسكرية نحو التوازن، وَمن واقع المعركة في الميدان، وَباعتراف جميع الأطراف التي قادت هذه الحرب علينا في خطابها السياسي في كُـلّ مناسبة، علّق كُـلُّ الأعداءُ وَالخصومُ آمالهم وَرهاناتهم على بقية الأوراق الاقتصادية والإنسانية وَالحقوقية المدعومة بالقرار الدولي المشرعن لها.

وَعلى هذا التوجُّـه، جاءت طباعةُ العُملة وَإغلاق ميناء الحديدة وَإحكام الحصار على شعبنا، كما جاءت إحاطاتُ المبعوث الأممي وَبياناتُ أمينه العام، وَقراراتُ الإدارة الأمريكية، وَأخيرًا وَليس بآخر تقرير الأمم المتحدة الكاذب حَــدَّ الفجور بمضامينه وأرقامه التي وصفتها اليمن بأنها زورٌ وبهتان ولا تمُتُّ إلى الواقع بصلة.

وَالخلاصة، نحن نعيشُ زمنَ كشف الحقائق وفقَ نبوءات الشهيد الحي حسين بدر الدين الحوثي، وفي هذا الزمن تتبوَّأُ اليمنُ، في تموضعها وَفي نهجها وَثورتها وَصمودها وَوعيها وَمظلوميتها، الدورَ الأبرزَ في كشف خفايا المنظومة الدولية، كما لم تتكشف من قبل، وَكلما تسلح الشعبُ اليمني بإيمانه وَعزّز عواملَ دفاعه وصموده ضاقت خياراتُ الأعداء أكثرَ، وَزاد سقفُ المنظومة الدولية تدنياً وَابتذالاً.. وعجّل بانهيارها المادي بعد أن انهارت القِيَمُ وَالنواميسُ التي ظلت تتشدَّقُ بها عقوداً طويلة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com