مـعـبدُ الـخـيـانـة
نـوال عبدالله
في الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل، يخرج ابن سلمان حاملاً قوارير الخمور على يده القذرة والملطخة بالدماء وعلى مخالبه قطع من الأشلاء، أراه يتعرقل في خطواته الهزيلة ومن خلفه أبوه اللعين يصرخ ابنه: أسرِعْ أيها العجوز حان الوقت لذهابنا إلى معبد الخيانة لنرى من يؤدي الطقوس ومن يتخلف عنها.
ينطق أبوه: تمهل أيها العاصي وانظر إلى حالي، فلم أعد أطيق المشي.. ابن سلمان تناول لك القليل من هذا الشراب، أعلم أنك تفضل الشراب المركز المحلى بدماء الأطفال ولكن ما باليد حيلة فقد نفدت قوانا العقلية وصرنا نخطئ الهدف لا أدري لماذا وكيف فشلنا ولا بُـدَّ لنا من حَـلّ ينقذنا، هيا لنذهب لمعبد الخيانة لنروض الخونة على خططنا القادمة.
صرخ ابنه المهفوف: انهض أيها العجوز فلم أحكِ لك حكاية لتنام..
عجز ابنه المهفوف عن إيقاظه طالباً من حارسه بأخذه إلى القصر ليكمل مساره، وصل إلى المعبد ورأى أن معبد الخيانة قد تناقصت أعداد القادمين إليه لتسقط قوارير الأوهام أمامه وتخرج مخالبه من يده ليثير بها الرعب ويبدأ يصرخ ويلطم على خده العفن: أين الخونة، لم يؤدوا صلاة الولاء.
أجاب الحارس: لقد هربوا، رافضين البقاء في المعبد، تاركين كلمات لم أفهمها جيِّدًا: لقد كرهنا السيطرة والذل والمهانة، محاولين هدم هذا المعبد ثم فروا جميعاً..
لطم بن سلمان على خده العفن مرة أُخرى وضرب خده حتى تكسرت مخالبه، ثم صرخ: من أين آتي بخونة في هذه الساعة.
قائلاً: أيها الحراس انطلقوا للبحث عن عباد للمال نزودهم بدراهم تنير حياتهم قابلين للتفاوض في بيع ضمائرهم.
ثم يصرخ: أريد المزيد من مشروبي المفضَّل لأنسى هزائمي المتكرّرة وفشلي المُستمرّ.