المقاومة: انتصار الشباب في بلدة بيتا امتدادٌ لانتصار سيف القدس

 

المسيرة / رصد

إن الاستيطانَ والاحتلالَ العسكري وجهان لعُملة واحدة، ومواجهتُه فلسطينياً تتطلب استخدام وسائل المقاومة بكافة أشكالها، لا سِـيَّـما الشعبيّة منها والتي أثبتت فعاليتها في جبل صبيح.

فهُنا انتصر الأهالي، بدماء وصمود حراس الجبل، وأجبروا المستوطنين وقوات الاحتلال الصهيوني على الانسحاب من مغتصبية أفيتار، التي كانوا قد شيّدوا بؤرةً سكنيةً عليها، وسط مقاومة شعبيّة مؤكّـدين على استمرارها حتى تسليم جبل صبيح كاملاً.

وفي يومٍ استنفر فيه حراس الجبل كُـلّ طاقاتهم في مواجهاتٍ عنيفةٍ مع الاحتلال في بيتا وأوصرين جنوب نابلس، أسفرت عن إصابة 294 فلسطينياً بإصابات متنوعة، من بينها 3 إصابات بالرصاص الحي و84 بالرصاص المطاطي، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

ما جعل قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال تبدأ منذ أمس الأول، بمغادرة جبل صبيح وإخلاءه، بـعد 66 يوماً من المقاومة الشعبيّة والإرباك الليلي، وفي ظل الصمود والإصرار من الأهالي على استمرار الفعاليات حتى يتم تطهير المنطقة بالكامل.

فصائل المقاومة من جانبها باركت، أمس السبت، هذا الانتصار العظيم، حيث قال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع: “نحيي أبناء شعبنا في بلدة بيتا جنوبي نابلس الذين هبوا واستبسلوا في التصدي لقطعان المستوطنين وأجبروهم على المغادرة والرحيل”، وأضاف: “رحيل قطعان المستوطنين عن جبل صبيح يعكس صمود شعبنا الأُسطوري واستبساله في مواجهة مخطّطات الاحتلال ويمثل انتصارا لإراداته”.

وأكّـد القانوع أن “تصدي أهالي بيتا لقطعان المستوطنين يبرهن على ديمومة واستمرار المقاومة الشعبيّة في مواجهة المحتلّ الصهيوني والدفاع عن أرضنا في سلوان وبيت دجن والشيخ جراح، وهو ما يتطلب توسيع المقاومة الشعبيّة في كُـلّ أرجاء الضفة الغربية وَتعزيز صمود شعبنا في مواجهة جرائم الاحتلال”.

كما أكّـد الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أن “انتصار الشباب الثائر في بلدة بيتا هو امتداد لانتصار سيف القدس”، وَأَضَـافَ أن “الشعب الفلسطيني بالمقاومة يتقدم ويراكم الانتصارات في مسيرة لا تنتهي إلا باستعادة وتحرير كُـلّ شبر من أرض فلسطين”.

وأشَارَ الناطق باسم الجهاد الإسلامي أن المشروع الاستيطاني الاستعماري قد تمدد تحت غطاء المفاوضات والتنسيق الأمني، وها هو يتراجع أمام إصرار وصمود الشباب الثائر وأساليب المقاومة التي ابتدعها الثائرون في ميادين الجهاد والصمود.

وشدّد على أن “شعبنا أمام محطات وجولات مواجهة طويلة ومفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، موضحًا أن تجربة الشباب الثائر في بلدة بيتا أصبحت نموذجاً يحتذى ويتكرّر في مواجهة الاستيطان والتهويد”، وبارك للشباب الثائر انتصارهم الذي تحقّق على أرض جبل أبو صبيح، مشيداً بإصرارهم على استمرار نهج المقاومة حتى تحرير كامل أرضهم من المستوطنين.

في السياق، أشادت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بانتصار أهالي جبل صبيح وَقرية بيتا على إجراءات الاحتلال وَمستوطنيه وَمحاولات تهجير أهل المنطقة تمهيداً لتهويدها.

وَأكّـدت الجبهة في بيان لها على أهميّة الدور الذي قام به أهلنا في قرية بيتا وحراس الجبل من السواعد البطلة التي التحمت ضد العدوّ الصهيوني على طول خطوط الاشتباك على جبل صبيح وعلى مدار الساعة، تجسيداً لخيار المقاومة والاشتباك المفتوح ضد العدوّ الصهيوني وقطعان المستوطنين، مؤكّـدة على أن رحيل المستوطنين عن الجبل يستوجب مواصلة المقاومة الشعبيّة لإجبار جيش الاحتلال للرحيل بالكامل عن الجبل.

حركة الأحرار من جانبها باركت تفكيك البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح جنوبي نابلس وإخلاءها من المستوطنين الصهاينة انتصار جديد يحقّقه شعبنا ونموذج مصغر لتفكيك الكيان الصهيوني ورحيله عن تراب فلسطين.

وأضافت “هذا الانتصار يؤكّـد أن إرادَة شعبنا الفلسطيني وعزيمته كانت وما زالت هي الأقوى من الاحتلال، كما في كُـلّ محطات النضال والتصدي لعدوانه وعربدته، وهذا يفرض استمرار مقارعة الاحتلال بمختلف الوسائل والأدوات الإبداعية وفي مقدمتها العمليات البطولية في كافة أنحاء الضفة والقدس”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com