البيضاء تطيح بالرايات السوداء

 

أميرة السلطان

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتدمير برجَي التجارة العالمي، خدعة أمريكا الكبرى التي انطلقت بعد هذه الكذبة لتعيث في العالم فساداً تحت مظلة مكافحة الإرهاب.

استطاعت أمريكا بهذه الكذبة أن تمرر الكثير من خططها وأهدافها دونما مقاومة أَو معارضة بل في أكثر الأحيان كانت الأنظمة العميلة للشيطان الأكبر هي من تقدم المساعدة وتحَرّك الجيوش وما على الرئيس الأمريكي إلا التفرج بانتظار نهاية تلك الحروب.

دخلت أفغانستان بهذه الذريعة ثم احتلت العراق وقتلت في سنين قليلة أكثر من مليوني عراقي!! وما زال ذلك هو ديدنها في كُـلّ العالم حتى باتت السعودية بقرة حلوباً في يدها خوفاً من أن يأتيَها الدورُ تحت ذريعة أن آل سعود نظام إرهابي.

ولأن العرب أكثر الشعوب سطحية فقد صدقوا كُـلّ ما يأتيهم من الغرب والسبب في ذلك قلة وعيهم بخطورة عدوهم والتوجّـهات التي صنعها إعلام أعدائهم.

في اليمن سقطت هذه الخدعة الزائفة فمعركة البيضاء قد جعلت من هذه الكذبة بيضاء ساطعة كوضوح الشمس فكيف بدولة تحارب القاعدة وداعش وتقوم بالتغطية عليهم بالطيران وتمدهم بالأسلحة!!

ما حدث في البيضاء كشف زيف وخداع أمريكا بل وأكّـدت أن القاعدة وداعش ما هي إلا ثعابين صنعتها لتمرير مشاريعها الإفسادية حول العالم.

وهذه المعركة حقّقت عدة إنجازات منها:

على الصعيد الداخلي: معركة البيضاء أكّـدت جليًّا مدى أحقية الشعب اليمني في الدفاع عن أرضه وعرضه وبأنه أختار الطريق الصحيح الذي لا ندم فيه ولا تراجع عنه.

هذه المعركة وجهت صفعة قوية لمنافقي الداخل الذين ظلوا لمدة سنوات العدوان يدافعون عن شرعية مزعومة ومدنسة بدماء الأبرياء ممن قتلتهم الاستخبارات الأمريكية المتمثلة بداعش والقاعدة.

أما للخارج: فقد سببت للأدوات الأمريكية المتمثلة بالنظامين العميلين السعوديّ والإماراتي ارتباكاً وخلطاً للأوراق وهي مراهنة على الورقة النفطية واحتجازها في عرض البحر لأشهر خلت ظناً منهم أنهم قادرون بهذه الوسيلة على كسر إرادَة الشعب اليمني في التحرّر والتمسك بحقه المشروع في الدفاع وتطهير الأرض من دنس الغزاة.

أما بالنسبة لأمريكا فقد انكشف الغطاء عنها وبات واضحًا للعالم من هو الإرهابي الحقيقي ومن هو الذي يدعم الإرهابيين ويصنعهم حول العالم.

ولأنها بضدها تعرف الأشياء فالنور لا يعرف إلا عند حلول الظلام والبياض لا يعرف إلا بقربه من السواد، ولكن بياض البيضاء جعل من الرايات السوداء تتهاوى وتسقط دونما عودة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com