هجرة نعيش خيرها إلى اليوم

 

كوثر محمد

في الماضي كنا نحتفي بالسنة الجديدة ولكن ليست السنوات الهجرية بل الميلادية فنقلد الثقافات الغربية وَننطلق لنقول للآخرين happy new year ونحن سعداء بها وكأننا نقول كلاما عظيما وكأننا باحتفالنا أصبحنا شيئاً مميزاً ولم نكن نعرف بأن هُــوِيَّتنا تسلب منا وَتستبدل بثقافة غربية تستوطن عقولنا قبل أرضنا.

حيث كان الاحتفال بالهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الكرام يقوم به بعض كبار السن أَو العلماء أَو المتدينون، ولا يكون هناك اعتبار لهذه المناسبة والتي كان من المفترض أن تكون مناسبة إسلامية كبيرة تقام على إثرها الفعاليات الكبيرة والندوات، بل كان من المهم أن تقام فيها اجتماعات للدول الإسلامية للنظر إلى هذا الدين الحنيف أين كان وَكيف أصبح، وما هو التقصير الحاصل بين المسلمين والدول الإسلامية وَهل وصلوا إلى النهضة المطلوبة وَهل تطبق الشرائع الإسلامية كما هي عليه، لتكون ذكرى تجديد العهد للتمسك بهذا الدين وَالمضي به قدماً.

وَهناك أوجه عديدة ومختلفة ومعبرة للاحتفال والاحتذاء بهذه المناسبة ولكن الأوس والخزرج قديما وأحفادهم حديثا كان لهم الفخر والشرف في الاحتفال بهذه المناسبة والاحتفال بالنبي والمسلمين منذ اليوم الأول وحتى اليوم، فهم من آووا المسلمين وَوالوهم، بل أصبح النبي الكريم سيداً مكرماً عليهم.

كانت الهجرة تمثل صوراً رائعة من الصبر والحلم على قريش وَمحبة وإخاء لمن كان لهم الفضل في نجاح هذه الهجرة وبالتالي تثبيت دعائم الدين وَبداية لتأسيس دولة إسلامية كبيرة وقوية.

كانت البداية منْ لمّ شمل الأوس والخزرج وإصلاح ما بينهم ثم توحيدهم تحت مسمى الأنصار وهو اسم عظيم فقد ناصروا الله ورسوله، وهم من دعا لهم النبي؛ بسَببِ مواقفهم مع المسلمين.

وقد كان لهذا الاسم وقعه عليهم فقد ناصروا بأموالهم وَبيوتهم وَأنفسهم، لهذا نحن بحاجة ماسة لتجديد ذكرى الهجرة النبوية في مجتمعاتنا حتى تعود إلينا القوة التي انطلقنا منها وكانت تمثل ميلادًا جديدًا للخير على هذه الأُمَّــة لتسير على مسارها الصحيح الذي أسسه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وَآله وسلم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com