أتعرفين ما معنى أن تكوني زينبية؟
احترام المُشرّف
ما إن تأتي ذكرى كربلاء، واستشهاد الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام، والكوكبة الطاهرة من آل بيته ومن كتب الله لهم التوفيق في السير في ركابه والاستشهاد بين يديه، إلَّا يأتي ذكر العقيلة الطاهرة السيدة زينب عليها وعلى أبيها وأمها وإخوتها السلام.
وحيثما ذُكر الحسين ذكرت زينب وما أصاب زينب لا يقل عما أصاب الحسين، كلاهما ضحى وكلاهما شهيد، حسين ذبح نحره، وزينب مزقت نياط قلبها، حسين استشهد وزينب سبيت، إنها زينب عليها السلام زينب وما أدراك ما زينب؟! إنها جبل الصبر التي فقدت ثمانيةَ عشرَ هاشمياً، في يوم واحد وفي مقدمتهم إخوتها.
وأي إخوة، العباس قمر بنى هاشم، والحسين محور الكون وسيده، كلهم ذبحوا كلهم داست صدورهم الخيول حتى طحنت أضلاعهم، ويحل الليل على السيدة زينب وفي كفالتها ثمانون يتيما، وعلى عاتقها حمايتهم والرد على الدعي وتفنيد حجته.
أن نتحدث عن السيدة زينب علينا أن نكتب مجلداً لا مقالاً فقط، هذه نبذة مختصرة ومشهد واحد من حياة السيدة زينب عليها السلام، الحياة التي لا تستطيع تحملها وتحمل حزنها وكربها وبلائها إلَّا العقيلة زينب.
هل عرفتي ما معنى أن تكوني زيبنية الهوى والمعتقد، أن تكوني زينبية وأن تجعلي من هذا المسمى شعار لك.
عليكِ المعرفة والإحاطة والاقتدَاء بمن حملتِ اسمها وتلقبتِ بالانتماء إلى مدرستها، المدرسة الزينبية التي امتدادها فاطميّ حيدري، أن تكوني زينبية فهذا وسام شرف رفيع، ولا تستحق الوسام إلا من كانت نموذجاً تتمثل العقيلة فيها قولاً وفعلاً وفكراً وعقلاً وصبراً، وتعاملاً وحشمةً ولباساً وفصاحةً وتديناً.
أن تكوني زينبية هو أن تكوني مسؤولة ومتحملة للمسؤولية، عندما يكون هناك مسمى الزينبية اعلمي بأنكِ ستكونين محطَّ الأنظار، عليك الانتباه كيف ستكونين ممثلة لهذه المدرسة الخالدة، عليكِ أن تعرفي أن لقب الزينبية هو تشريف لك وتكليف عليك، ليكن القول مشابهاً للعمل وليكن الفعل غنياً عن الجدل.