الأمم المتحدة.. اصطفاف جديد مع التجويع ومحاربة الاكتفاء
المسيرة: خاص
تواصلُ المنظماتُ الأممية نهجَها في المشاركة “الناعمة” في حرب التجويع والابتزاز ضد الشعب اليمني، وهذه المرة من باب “المساعدات” الإنتاجية، على غرار “المساعدات” الغذائية الفاسدة، حَيثُ أتلفت الوحدات التابعة لوزارة الزراعية والري، في محافظة ذمار، أمس الثلاثاء، مئاتِ الأطنان من البذور الفاسدة المقدمة من إحدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وتفيد مصادر محلية لصحيفة “المسيرة” بأن مكتب الزراعية بذمار أتلف أكثرَ من 171 طناً من البذور الفاسدة المقدمة من منظمة الفاو تحت مسمى “مساعدات للشعب اليمني”.
وعلى أعقاب ذلك، علّق حقوقيون وخبراء زراعيون على التمادي الأممي، مؤكّـدين أن الأمم المتحدة تسعى إلى قطع الطريق أمام كُـلّ فرص الإنتاج المحلي؛ بغرض إفقاد الشعب القدرةَ على الوقوف أمام الحرب الاقتصادية والحصار المفروض على سفن الوقود والدواء والغذاء والسلع الاستهلاكية.
ويوضح مدير عام الشؤون القانونية في وزارة الزراعة والري، المحامي عبدالوهَّـاب الخيل، أن “الكميةَ التي تم إتلافها أرادت الفاو من خلالها تدميرَ الزراعة في اليمن”، مُشيراً إلى أن “الجزء الأكبر من الكمية كانت متجهةً نحو الأراضي المحتلّة في المحافظات الجنوبية”، في إشارة إلى أن “السلطاتِ” في المحافظات المحتلّة تتماهى مع المخطّط الأممي، بحيث لم تقم في أيٍّ من المرات بضبط “المساعدات” الفاسدة، لا سيما في الجانب الإنتاجي.
ويحمّل الخيل في تصريح خاص لـ “المسيرة” الأممَ المتحدة كاملَ المسؤولية عما تقوم به منظمة الفاو التابعة لها من إدخَال بذور مصابة بفطريات تدمّـر الزراعة، لافتاً إلى أن الأكياس التي تم تعبئة البذور بداخلها، بعضُها تحملُ شعارَ ما يسمى “مركز الملك سلمان” وَ”المساعدات الإماراتية” وهي التي تعتدي على الشعب اليمني، الأمر الذي يكشف مجدّدًا اصطفافَ المنظمات الأممية مع المؤسّسات التابعة للعدوان، وانسجامها في توزيع “الإغاثات القاتلة”.
ويؤكّـد الخيل أن “اليمن ليس بحاجة إلى مساعدة المنظمات الملغَمة، وإنما ندعوهم إلى كف الضرر ورفع الحصار عن الشعب اليمني”.
أضرار قاتلة
وفي سياق التداعيات الكارثية الناجمة عن التآمر الأممي “الإغاثي”، يؤكّـد رئيس قسم الحجر الداخلي في الإدارة العامة لوقاية النبات، المهندس عبدالله الزيادي، أن البذور الفاسدة التي تم إتلافها كانت ستؤدي إلى نتائج تتسبب بأضرار كارثية بيئية وزراعية، موضحًا البذور المقدمة من الفاو مصابة بفطر “كرفيولاريا”، منوِّهًا إلى أن هذا الفطر يعتبر جديدًا ودخيلاً على اليمن، كما أن هذه البذور الأممية التالفة ستؤدي إلى القضاء على المحاصيل الزراعية في اليمن، وهو ما يؤكّـد أن المنظمات الأممية تسعى بكل الأساليب لتفتيتِ إجراءات مواجهة الحرب الاقتصادية والحصار، حَيثُ تعمد إلى تدمير الزراعة لجعل الشعب معتمداً على الواردات، في ظل فرض حصار خانق على الموانئ اليمنية، وفي مقدمتها ميناءُ الحديدة الذي صعّد تحالف العدوان من القرصنة عليه، بفرض قيود على سفن الغذاء والدواء والسلع الاستهلاكية الضرورية، بعد سنوات من القرصنة على سفن المشتقات النفطية.
من جانبه، يقول المختص في الإدارة العامة للرقابة على الجودة في وزارة الزراعة، المهندس رياض هزاع: إن الفطر الأممي الجديد المحمول على البذور لن يقف عند حَــدّ القضاء على المحاصيل في نطاق وجوده، بل سيمتد عبر البيئة.
ويضيف هزاع لـ “المسيرة” أن “هذا الفطر لو انتشر في الأراضي الزراعية في اليمن سيتسبب بأضرار كبيرة على المحاصيل الزراعية”، وهو ما يكشف النوايا الأممية العدوانية والممارسات العدائية المبطنة بغلافات المواد “الإغاثية القاتلة”.
الجدير ذكره أن هذه ليست الجريمةَ الأممية الأولى التي تدخلُ فيها المنظمات السموم في “الإغاثات” القاتلة، حَيثُ قامت في وقت سابق بتوزيع أغذية أغنام وأبقار أَدَّت إلى نفوق المئات من المواشي، على غرار المبيدات التي تم توزيعها في ذمار، وأدت إلى نفوق الآلاف من مزارع النحل، وإبادة العشرات من مزارع المحاصيل.