المجتمع شريكٌ في التنمية

 

محمد صالح حاتم

التنمية الاقتصادية مسؤولية جماعية، وليست مسؤولية الدولة أَو المؤسّسات الحكومية، أَو فئة دون أُخرى، بل إن المجتمع يعد شريكاً أَسَاسياً في التطور والرقي والتقدم والنهوض الاقتصادي.

فأية تنمية لا تقوم بمشاركة المجتمع تعتبر تنمية ناقصة ولا يُكتب لها الاستدامة.

والشعب اليمني شعب معطاء شعب متعاون، ومتكاتف والتاريخ يشهد بذلك، والأمثال والحِكَمُ اليمنية والعادات والأسلاف اليمنية تبرهن على المشاركة الجماعية في الأعمال، سواء الزراعية أَو غيرها، فعندنا في اليمن ما يسمى الغُرم أَو الجايش.

وديننا حثنا على التعاون والمساعدة والمشاركة الجماعية، قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ، وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وخير دليل وشاهد عندما طلبوا من ذي القرنين أن يبني لهم سداً يحميهم من هجمات يأجوج ومأجوج على أن يعطوه جزْءًا من خراجهم -أي أموالهم-، ولكنَّ ذا القرنين طلب منهم أن يعينوه بقوة، وهنا الحكمة الإلهية بضرورة المشاركة في العمل حتى يُكتَبَ له النجاح والاستدامة.

فعندما تغفل المجتمع وتهمله ولا تشركه في عملية التنمية فَـأنت تهمل شريحة كبيرة من أبناء الشعب، وهذا أكبر خطأ وقعت فيه حكوماتنا السابقة، عندما اعتمدت على التفكير المركزي، وعدم إشراك المجتمع في التخطيط والتنفيذ والتمويل للمشاريع، وهذا كان السبب في فشل كُـلّ تلك المشاريع، وكانت عبارة عن مشاريع وقتية، لم يُكتب لها الدوام والاستدامة.

واليوم ما أحوجنا للتحَرّك والتعاون وفق هدى الله في التنمية الزراعية، وذلك من خلال المشاركة المجتمعية في بناء السدود والحواجز الزراعية لحصاد مياه الأمطار، وكذلك في تنفيذ وتقديم مبادرات مجتمعية، في إصلاح وتعبيد الطرقات الريفية، وبناء فصول دراسية، وتتمثل هذه المشاركات من خلال إنشاء جمعيات تعاونية زراعية، وجمعيات تعاونية خيرية، تسهم في تأطير العمل التعاوني، وكما نعلم جميعاً أن من أسباب النهضة الاقتصادية التي شهدتها اليمن خلال رئاسة الشهيد الحمدي إنشاء تعاونيات مجتمعية وفق أسس وقواعدَ مجتمعية فاعلة، وتوجيهها التوجيهَ الصحيحَ لخدمة المجتمع، والنهوض بالوطن وليس لخدمة أشخاص ومكونات سياسية كما كانت بعد مقتل الرئيس الحمدي، والذي حوّل تلك الجمعيات والتعاونيات لخدمة مصالح شخصية وحزبية، وبسبب هذه السياسة وصلت اليمن إلى ما وصلت إليه من فقر وجوع، وتحولت اليمن من بلد مكتفٍ ذاتياً إلى مستورد لمعظم احتياجاته الضرورية.

فالجميعُ معنيٌّ بالمساهمة في النهوض باقتصاد اليمن ومنها القطاع الزراعي الواعد والمستدام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com