واشنطن تؤكّـد حرصها على استمرار العدوان والحصار وتقديم الدعم العسكري للنظام السعودي
بلينكن يجدد ربط المعاناة الإنسانية بوقف التقدم في “مأرب” والأمم المتحدة تواصل إظهار السعوديّة كـ “ضحية”
المسيرة | خاص
لا زالت المواقفُ الأمريكيةُ والأمميةُ تعبّرُ بصراحةٍ عن دعم استمرار وتصعيد العدوان والحصار على اليمن، كاشفةً عن زيف كُـلّ شعارات ودعايات “السلام” المرفوعة، ومؤكّـدة على أن الاتّهامات الموجهة لصنعاء بـ”عرقلة السلام” مُجَـرّد ذريعة للتهرب من المسؤولية وقلب الحقائق.
في هذا السياق، جدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قبل يومين، التأكيد على التزام بلاده بتقديم الدعم العسكري للنظام السعوديّ؛ بذريعة “الدفاع عن نفسه وعن أراضيه”، الأمر الذي يكشف مجدّدًا زيف إعلان الإدارة الأمريكية عن إيقاف الدعم للسعوديّة، وبالتالي يكشف أن الحديث الأمريكي عن “السلام” لم يكن منذ البداية سوى مُجَـرّد دعاية لتضليل الرأي العام وللتنصل عن مسؤولية استمرار معاناة اليمنيين.
وجاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي ضمن سلسلة من التصريحات والمواقف التي حاولت الولاياتُ المتحدة خلالَ الأيّام الماضية من خلالها قلب الحقائق وتقديم النظام السعوديّ كضحية، حَيثُ أدانت تلك التصريحات والمواقف عمليات الدفاع عن النفس التي تنفذها قوات الجيش واللجان، بناءً على روايات مفبركة حول قيام صنعاء باستهداف المدنيين في المملكة، متجاهلةً استمرارَ وتصاعُدَ الغارات الجوية التي يشنها طيران العدوان على المحافظات اليومية بشكل يومي.
وكان بلينكن جدد، مطلع هذا الشهر، ربط المعاناة الإنسانية في اليمن، بالوضع العسكري في محافظة مأرب، زاعماً أن عمليات الجيش واللجان الشعبيّة في المحافظة هي السبب في تفاقم معاناة اليمنيين، وفي عرقلة السلام، في تأكيد إضافي على استمرار تمسك الولايات المتحدة بسياسة الابتزاز والمراوغة في التعاطي مع ملف اليمنيين، حَيثُ تحاول واشنطن منذ أشهر أن تقايض سفن الوقود والغذاء وفتح المطار صنعاء، بمكاسبَ عسكرية وميدانية، أبرزُها إيقافُ التقدم في مأرب.
وجددت الولايات المتحدة خلال الأيّام الماضية محاولاتِها لتحميل صنعاء مسؤوليةَ “عرقلة السلام” في إطار مساعي التضليل التي تهدفُ لتقديم النظام السعوديّ كـ”ضحية”؛ مِن أجلِ تبريرِ استمرار العدوان والحصار، والتهرب من المسؤولية الأمريكية السعوديّة عن استمرار المعاناة في اليمن.
وتشير هذه المواقفُ بوضوح إلى أن الولايات المتحدة ماضيةٌ في مسار تصعيد العدوان والحصار على اليمن، وأن ضجيج “السلام” الإعلامي ليس إلا مناورة مكشوفة لخداع العالم وإيهامه بوجود تغيير في الموقف الأمريكي.
بدوره، لا زال مجلس الأمن يتبنى نفس الموقف المنحاز بوضوح إلى تحالف العدوان، حَيثُ عبرت رئيسة المجلس لهذا الشهر، جيرالدين بيرن ناسون، قبل يومين عن استمرار التماهي مع التضليلات الأمريكية بخصوص “مأرب” والتي تختزل الملف اليمني كله في جبهة واحدة، لتستخدمها كمبرّر لاستمرار العدوان والحصار.
وقالت ناسون في مقابلة مع “العربي الجديد” إن “هناك تعباً دولياً” بخصوص مِلف اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، متجاهلةً الأسبابَ الرئيسية لهذه الأزمة، والتي تتمثل بالحصار الجائر المفروض على اليمن.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام، أمس السبت، عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، تصريحات جدد فيها التأكيد على التواطؤ مع تحالف العدوان ورعاته، من خلال تبني مزاعم استهداف “البنية التحتية المدنية” السعوديّة، من قبل قوات الجيش واللجان الشعبيّة.
وخلال الأسبوع الماضي، صدرت العديد من التصريحات من العديد من الجهات الدولية الراعية لتحالف العدوان، تبنت جميعها دعاية “استهداف البنية التحتية المدنية في السعوديّة”، وذلك في إطار المحاولات المُستمرّة لتقديم النظام السعوديّ كـ”ضحية” أمام العالم؛ مِن أجلِ تكريس مبرّرات استمرار العدوان والحصار.
وكانت الأمم المتحدة وأمريكا قد حاولتا، الشهر الماضي، خلال جلسة مجلس الأمن، تبرير استمرار العدوان والحصار على اليمن، في تأكيد على عدم وجود أي توجّـه حقيقي نحو السلام، وفي مؤشر على أن المبعوث الأممي الجديد لليمن سيواصل نفس منهج سابقيه في التعاطي السلبي مع مِلف اليمن، لخدمة مصالح ورغبات دول العدوان ورعاته الدوليين.