كُن ناصحاً لا قادحاً

 

علي عبدالله صومل

النقدُ البنَّاءُ ظاهرةٌ صحيةٌ وواجب ديني وأخلاقي مقدس لا خلاف في ذلك ولا إشكال عليه ولا ينبغي أن نقيم خصومة مع من يمارسه بوعي وحكمة وطهارة قلب.

أما من يوظف إشكالية هنا أَو حادثة هناك في إثارة الضجيج والتنفيس عن ضغائن القلوب وقد يعطي المشكلة أكبر من مما تستحق وقد يحول الحادثة العرضية إلى قضية رأي عام وربما صنع من المشكلة الواحدة عشر مشاكل وكما يقال في المثل (قملة وقتلها بصميل).

فهذا من التلاعب الخبيث بالعواطف والتوظيف الخطير للأخطاء والمواقف لا يخرج من قلب تقي ولا يصدر من صدر نقي ولا يتصف فاعله بالغيرة على الحرمات والحقوق لماذا؟

لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محكوم بضوابط وشروط فلا تستخدم أُسلُـوب المهاجمة والمكاشفة إلا بعد أن يفشل أُسلُـوب السرية والملاطفة في التصحيح والمعالجة.

وقبل هذا وذاك كن على يقين مما تطرح وكن على بصيرة في الأمر فلا تُثِرْ مناقشةَ المشكلة وأنت لا تعرف ما الحل؟ ولا تعتمد دوماً لغة التخوين وتوزيع الاتّهامات ابتداءً، وحاول ما استطعت أن تحسن بإخوتك الظن، فَكسبُ القلوب خيرٌ من كسب المواقف والتغيير الهادئ لأخطاء الداخل غالبًا ما يكون أجدى من التغيير الثائر.

وخُصُوصاً ونحن في ظروف استثنائية نتعرض فيها لعدوان عسكري غاشم وحصار اقتصادي ظالم ونخوض صراعاً وجودياً مع ألعن الكائنات في هذا العالم لا أقول: إنه يجب أن نبتلع ألسنتنا عن التناصح أَو نبرّر أخطائنا بغير عذر واضح وإنما نتحلى بالرشد والحكمة والإخلاص لله عز وجل بعيدًا عن شغل الطبان ومشاجرة الضرائر اللاتي يفتعلن البوائق ويشعلن الحرائق؛ بسَببِ أسخف الشؤون وأتفه الأمور وقد يتعاركن بدعوى الاختلاف في رمشات العيون ونبضات القلوب… إلخ

الخلاصة: كن ناقداً لا حاقداً وناصحاً لا قادحاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com