الحمدُ لله الذي أكمل لي ديني

 

خلود الشرفي

ونحن في رحاب الإمام زيد وسيرته العطرة، وحياته النظرةK نعيش أجواء روحانية مفعمة بالأمل، مزدانة بالتقوى، محفوفة بالجهاد والمجاهدة كلاً بما يستطيع في سبيل الله تعالى؛ مِن أجلِ دحر الغزاة، ونصر المؤمنين، ومقارعة المستكبرين الذي عاثوا في أرض الله فساداً، أُولئك المجرمون الذين اتخذوا مال الله دولاً، وعباد الله خَوَلاً..

ولنستشعر هنا عظمةَ نعمة الله علينا حين فتح لنا باب الجهاد على مصراعيه، وخصنا بمقارعة الطغيان، والتصدي لجنود الشيطان في هذا الزمان، والمتمثلة بأمريكا وإسرائيل وأذنابهم وأذناب أذنابهم من الأعراب والمنافقين.

فكما قال الإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، وهو يعسوب الدين، ومولى المؤمنين: “الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخَاصَّة أوليائه”.

وهنا لنتأمل كيف أن الجهاد لم يتوفق إليه إلا من شاء الله تعالى، كتكريم من الله سبحانه لهذا الإنسان المؤمن، والتشريف له بأن يكون مجاهداً في سبيله تعالى..

بالنسبة لإمام عظيم كالإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- فَـإنَّ الشهادة كانت أسمى أمانيه، وهذه الثقافة “ثقافة الشهادة والاستشهاد” لهي من أعظم الدروس التي استطاع الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- توصيلها إلينا، فلقد أصبح الناس كلهم “زيوداً”..

بل أصبحوا “عشاقاً للشهادة” والأمثلة الكثيرة تتجسد أمام أعيننا في الجبهات بكل وضوح، فكم من شباب في ريعان شبابهم، وزهرة أعمارهم يتسابقون للجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، ورغم عظم الجراح، ومرارة الغربة، وفقد الأعزاء، ومفارقة الأهل والمال والجاه والمنصب..

نعم لقد أصبح شبابنا المؤمن عشاقاً للشهادة بمعنى الكلمة، يرتشفون من رحيقها، ويتنسمون عبيرها، ويلوحون إليها من بعيد، لعلها تُسرع في المجيء، وتقارب في الخطوات، فيحضون باللقاء بها ومعانقتها، لتطير أرواحهم في رحاب الملكوت إلى الحبيب الأوحد سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى..

في مشروع الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، وثقافته القرآنية، وتربيته الجهادية، فَـإنَّ الشهادة بالنسبة له أغلى الأمنيات.

كيف لا؟! وهو الذي قال عندما خفقت الراية فوق رأسه في ساحة الحرب وميدان المعركة:

“الحمدُ لله الذي أكمل لي ديني، أما والله إني كنت لأستحي أن أقدم على رسول الله ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر”..

فهنا في هذه الكلمات المختصرة تجسدت ثقافة الجهاد والاستشهاد في فكر الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- بأسمى صورها وأكمل معانيها..

والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com