عدسة “المسيرة” في زيارة لأحد مراكز احتجاز أسرى العدوان.. رصيد أخلاقي زاخر في التعامل
المسيرة: نوح جلاس
تؤكّـدُ صنعاءُ مجدّدًا انتصارَها على قوى العدوان وأدواتها أخلاقياً، إلى جانب انتصارها سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، حَيثُ تسعى وباستمرار إلى الدفع بمِلف الأسرى إلى الأمام رغم العراقيل الجَمَّةِ التي يضعُها تحالف العدوان وأدواته، وبمقابل ذلك تحرص وبشكل مُستمرّ على الإحسان إلى أسرى الطرف الآخر، والتعامل معهم كضيوف، تم التغرير بهم من قبل عدوٍّ لا يرقب في يمنيٍّ إلاًّ ولا ذمة.
وفي سياق ذلك، يؤكّـد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، عبدالقادر المرتضى، أن القيادة الثورية والسياسية تتابع بشكل متواصلٍ ملف الأسرى، في حين توفر باستمرار كاملَ الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لأسرى الطرف الآخر، مجسدة بذلك أخلاق الشعب اليمني الأصيلة في الإكرام والإحسان.
ويقول رئيس لجنة شؤون الأسرى، عبدالقادر المرتضى: إن “لدينا توجيهات بالتعامل مع الأسرى كضيوف ونقدم لهم كُـلّ الخدمات اللازمة رغم ظروف العدوان والحصار”، وهو ما بدا واضحًا أمام عدسات كاميرا المسيرة، التي قامت، أمس الأول، بجولة ميدانية لأحد مراكز الاحتجاز الذي يضم الآلاف من أسرى الطرف الآخر، ووثّقت العديدَ من المشاهد للحياة اليومية التي يقضيها الأسرى في المراكز التي يتواجدون عليها.
وتُظهِرُ المشاهدُ أوقاتاً من الفترة الصباحية للأسرى والسماح لهم بالصول والجول في “الشماسيات” والأماكن المفتوحة للتعرُّض للهواء والشمس، على عكس مرتزِقة العدوان الذين يحرمون أسرى الجيش واللجان الشعبيّة من الهواء والشمس لأشهر عدة إن لم تكن لسنوات.
وفي خضم الجولة التي قامت بها المسيرة، تظهر المشاهد المطبخَ الخاص بالأسرى والذي يحتوي على طاقم كبير من الطباخين العاملين باستمرار لتوفير احتياجات الأسرى من الطعام، رغم كثرة عددهم، وقلة الإمْكَانيات لدى لجنة شؤون الأسرى جراء العدوان والحصار.
كما أظهرت عدسة المسيرة المركَزَ الطبي الخاص بالأسرى، والذي يعمل باستمرار على معاجلة جرحى الطرف الآخر ممن تم أسرهم في جبهات القتال، في المقابل وثقت العدسة أحوال عدد من جرحى الجيش واللجان الشعبيّة المفرَج عنهم من سجون المرتزِقة، والذين أُصيبوا بعددٍ من الأمراض جراء المعاملة الوحشية وأشكال التعذيب التي تعرضوا لها طيلة أَيَّـام الأسر.
ومع استمرار عدسة المسيرة في توثيق باقي مظاهر الحياة اليومية التي يقضيها أسرى الطرف الآخر داخل مراكز الاحتجاز، تهافت العشرات من الأسرى لمخاطبة قوى العدوان وأدواتها ومناشدتهم بإزالة العراقيل من أمام عجلة مِلف الأسرى، مستنكرين ما يمارسه العدوّ من تجاهل مريب تجاههم رغم وقوفهم معه في القتال على حدود أراضيه كمرتزِقة بدلاء للجيش السعوديّ.
وقال أسرى الطرف الآخر في حديثهم أمام عدسة المسيرة: ليش “التحالف” تنكر لنا، أيش ذنبنا؟.. هل ذنبنا أننا قاتلنا مع “شرعية” في الخارج.. نطالب “التحالف” بتحريك ملف الأسرى وإجراء عمليات تبادل سريعة.. إحنا من اليمن و”التحالف” عقد صفقات للأسرى السودانيين والسعوديّين هذا تجاهل فظيع.
كما أطلق أسرى الطرف الآخر مناشداتٍ عدةً للفارّ هادي وباقي مسؤولي الفنادق بالخروج من الصمت المريب ومخاطبة النظام السعوديّ بشأن أسرى المرتزِقة.
وفي هذا السياق، يقول عبدالقادر المرتضى -رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى- معلقاً على حديث أسرى الطرف الآخر، في تصريحات خَاصَّة للمسيرة: إن “رسائل الأسرى تأتي من الواقع المأساوي الذي يعيشونه؛ نظراً لتخلي الطرف الآخر عنهم، والتنكر لمشاركتهم في القتال بجبهات الحدود”.
وَأَضَـافَ المرتضى “ليست هناك أية مؤشرات على انفراجه في ملف الأسرى، ومكتب المبعوث يجري تواصلاً بنا لا يرقى إلى مستوى ما يتطلبه الملف”.
وأمام الفسحة التي توليها اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى أمام اللجان الدولية والصليب الأحمر ووسائل الإعلام؛ نتاجاً لثقتها بما لديها من رصيد أخلاقي عال، ما تزال قوى العدوان رافضةً لكل سبل الوصول إلى المعتقلات التي تديرها وتمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وهنا يؤكّـد المرتضى أن الصليب الأحمر “وعد بزيارة السجون والمعتقلات الواقعة تحت سيطرة المرتزِقة، ولم نتلقَ أي رد منهم حتى الآن باستثناء الوعود بإعادة محاولة إقناع حكومة المرتزِقة بفتح هذه السجون”.
وينوّه المرتضى إلى أن “علاقتنا مع الصليب الأحمر جيدة ونفتح جميعَ مراكز الاحتجاز لزياراتهم المنتظمة، وليس لدينا ما نخاف منه”.
ويؤكّـد أن سببَ قيام الطرف الآخر “برفض فتح معتقلاته وسجونه التي تضم أسرى الجيش واللجان الشعبيّة أمام الصليب الأحمر أنه يخفيَ بذلك ممارساته وانتهاكاته بحقهم”.
ويجدّد المرتضى التأكيد على أن صنعاء تبذل كُـلّ ما بوسعها لحلحلة هذا الملف الإنساني، مختتماً حديثه بالقول “نحن نبذل كُـلّ ما بوسعنا لإتمام هذا الملف، والطرف الآخر يواصل سياسة التوظيف للحصول على مكاسب سياسية”.
وبالعودة للحديث عن ما أظهرته عدسة كاميرا المسيرة لم يفوّت أسرى الطرف الآخر الحديثَ عن المعاملة الحسنة التي يحظون بها من قبل القائمين على مراكز الاحتجاز، مؤكّـدين أنهم يحصلون على كُـلّ أشكال الرعاية، عكس الطرف الآخر الذي أمعن في إعدام العشرات من أسرى الجيش واللجان الشعبيّة بالتعذيب الوحشي.
وهنا تسجل صنعاء انتصارَها الأخلاقي كما جرت العادة، لتؤكّـدَ مجدّدًا أنها أهلٌ للحرب والسلام، على قاعدة الأخلاق الدينية القومية.