ولاءٌ وانتماء
أبو هادي عبدالله العبدلي
يعودُ إلينا فجرُ النور والحرية والذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف، ويعد محطةً مهمة وعظيمة ترسخ لنا مفهوم تعزيز الولاء والمحبة لرسول الله والاقتدَاء بالثقافة المحمدية، مجددين بيعة أجدادنا الأنصار بأننا لن نهدأ أَو نستكين عن نصرة نبينا الأعظم.
سنحتفل ودماء شهدائنا وجراح جرحانا وبيوتنا المهدمة تشهد بأننا يمانيون محمديون دائماً وأبداً، فنحن نحتفل بميلاد رسالة إلهية تتجسد في شخصية من أرسله الله للعالمين جميعاً وعلى يديه تغيرت الكثير من العادات والعقائد الجاهلية.
لقد كانت البشريةُ جمعاءُ تعيشُ فترةً عصيبةً من تاريخها قبل ولادة محمد الصادق الأمين -صلوات الله وسلامه عليه، حَيثُ ضلَّتْ طريق الْهدى والرشاد وانحرفَت عنِ الفطرة الإلهية والمنهجِ الربانِي، فجاء مولده الشريف ليكون الرحمةَ المهداةَ والسراج المنير للبشرية قاطبة، ليجعل الله سبحانه وتعالى علَى يديه سعادة وخروج البشرية من الظلمات إلى النورِ ونشر الخير والفضيلة.
كان مولده -صلى الله عليه وآله وسلم- إيذاناً باندحار الباطلِ والشر، وإعلاماً بظهور الحق والخير، والحدث الذِي سيُغَيِّرُ مَجْرَى التاريخِ الذي عاد إليه أصحاب السطوة والفرعنة وهواة الضلالة والشرك والوثنية وعباد الدرهم والدينار.
وسيظلّ يوم المولد النبوي الشريف يوماً شاهداً على أعظم ذكرى في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية، وهو يومٌ يمنحنا العبر والدروس ويحيي فينا الشوق لنبيّنا وحبيبنا محمد ويؤجّج القوة الإيمانية.
لقد اختلق أعداءُ الصادق الأمين محمد صلوات الله وسلامه عليه وبسبب حقدهم وكرههم الشديد لأهل بيت النبوة عليهم السلام، اختلقوا مختلف روايات التحريف والتزييف عن واقع الإسلام المحمدي الأصيل، حتى أنهم تمادوا بإعلانهم حرمة الاحتفال بذكرى مولد سيد البشرية وخاتم المرسلين الحبيب محمد المصطفى (ص)، نبي الرحمة والمودة والرأفة الإلهية والسراج المنير، في وقت تؤكّـد الحقيقة الدينية أنه ليس بدعة محرفة دخلت الإسلام كما يدعي أحفاد الطلقاء وذوات الرايات خوفاً من وقوف الأُمَّــة على تلويثهم للحقائق بزيف فتاواهم.
إن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو تذكير بقيم الخير والفضيلة وتعظيم وإظهار الحب والود لخاتم الرسل، ومن أبرز مصاديق “وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”، وتذكير بقيم الخير والفضيلة، ويعيد لنا مشاعر الاقتدَاء بالرسول الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه، ويعد إحيَاء المولد النبوي تجديد الولاء والانتماء إلى سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.