المولد النبوي امتداد يجمع أنصار الأمس بأنصار اليوم

 

عبدالفتاح حيدرة

سبعة أعوام من العدوان والحصار على اليمن أرضًا وإنسانًا، وكل يوم يمر على الشعب اليمني العظيم وهو صامد ومتحدٍّ وثابت أمام هذا العدوان والحصار، بات يترسخ لدى كُـلّ مواطن يمني أن ثورة 21 سبتمبر الرافضة للتبعية والارتهان هي ثورة تحرّر واستقلال وحرية وعزة وكرامة، ثورة وجود وتطور وحق وَخير وصلاح، وسط محيط إقليمي وعربي وإسلامي وعالمي يعيش بين فكي التابع وَالمتبوع، ورفض الشعب اليمني لهذه السياسة الصهيونية، يتطلب منه الصمود والتحدي والثبات متمسكا بمواقف ومبادئ وقيم وعادات وتقاليد وأنشطة وفعاليات خَاصَّة به وحده تجعله متمايزا تماماً عن باقي شعوب العالم كله، تمايز يعري التابع ويكشف المتبوع معًا؛ لهذا يتمايز الشعب اليمني بكل صدق وأمانة وفخر واعتزاز باحتفالاته السنوية بالمولد النبوي الشريف..

من يحاول اليوم تسييس الاحتفالات الشعبيّة اليمنية بالمولد النبوي الشريف أَو مذهبتها، سوف يجد نفسه عاماً بعد عام عاريا وذليلاً أمام الله وخلقه وهو يحاول تأكيد أنه كان جاهلًا أَو أنه كان غبيًّا أَو الاثنين معًا؛ لأَنَّ الاحتفالات الشعبيّة اليمنية بمولد خير البشرية ما هي إلا امتداد للثورة المحمدية الأولى، الثورة المحمدية على شياطين الجن والإنس، هذه الثورة التي بدأت في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، الثورة التي بدأت بإغلاق الله سبحانه وتعالى السماء على الشياطين، ومنعهم من استراق السمع، الثورة المحمدية التي كان الأنصار اليمنيين من قبيلتي الأوس والخزرج ينتظرونها ليناصروها وينصروها وينتصروا بها ولها ومعها، ومن مدينة الأنصار انطلقت الثورة المحمدية ضد الاستبداد والاستعباد والجهل والكفر والشرك والطغيان والتبعية والارتهان وبتعاليم ونهج قيم وأخلاق كتاب الله ونبي الله أسقطت كُـلّ امبراطوريات الإنس في العالم خلال أربعين عاماً.

إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في اليمن هو امتداد يجمع أنصار الأمس بأنصار اليوم، وَيعلمنا نحن اليمنيين كيف أننا نتمايز بالتناقضات الرئيسية، وخَاصَّة أن طواغيت العالم اليوم لديهم كُـلّ التناقضات رئيسية، وَاستعدادات شعبنا اليمني للاحتفال بمولد نبينا ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، يمنحنا تلك الحلول العاجلة والعادلة التي تزيل وتلغي وتفشل مؤامرات شياطين الصهيونية على الهُــوِيَّة الإيمَانية اليمنية والعربية وَالإسلامية وتخريبها وإفسادها؛ بهَدفِ القضاء على روح المقاومة، وكلما تصاعدت احتفالات شعبنا اليمني وهم أكثر استعدادًا وأكثر حضورًا في ذكرى المولد النبوي الشريف كُـلّ عام، كلما تصاعدت روح الصمود والنضال والجهاد في عقول وقلوب وضمائر شعوب الأُمَّــة، وَانطلقت معنا للدفاع عن مستقبل وكرامة وشرف أُمَّـة محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله..

نعم، يتمايز شعبنا اليمني بالاحتفال بمولد خير البشر عليه الصلاة والسلام وعلى آله؛ لأَنَّ الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم أمة محتلّة احتلالا مباشرا وغير مباشر، وأغلب شعوب أُمَّـة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، فاقدة القدرة على التطور؛ لأَنَّها فاقدة النموذج المحمدي للحرية والاستقلال، وَمشغولة دوما بمحاولة حَـلّ قضايا الحرية والعدالة والمساواة والوحدة واسترداد فلسطين على أفكار أمريكا وإسرائيل، متناسية الثورة الرئيسية، الثورة المحمدية التي تشكل حقنا كلنا كعرب ومسلمين في الوجود، حق الأُمَّــة كلها في الحرية والتطور، وليس من حق أحد أَو طائفة أَو دولة أَو كُـلّ دول العالم أن تلومنا أَو تمنعنا أَو تعوق احتفالاتنا بمولد نبينا أَو تحَرّكنا ونضالنا؛ مِن أجلِ الحرية والاستقلال، وليس من حق إدارة “الفيس بوك” أن تفرض علينا أن تقايضنا بين حقنا في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبين حقنا في التعبير، محمد حقنا ونبينا، واحتفالاتنا بمولده الشريف ليست قابلة للتنازل أَو للنقاش مع أي تابع أَو متبوع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com