وفي الربيع يولد النورُ ويولد النصر
بلقيس علي السلطان
هَــلَّ الربيعُ بنوره المحمدي وازدهاره بالنصر فمن تمسك بالنهج المحمدي فلن يكون عاقبته سوى النصر والغلبة، فعما تتحدثون وعما تضللون؟ إنه النصر المبين، إنه المولد العظيم فبينهما علاقة لا تنفك فكلما زاد التمسك والعودة إلى الرسول الأعظم كلما زاد التأييد الإلهي وحدثت الانتصارات العظيمة التي تشرح الصدور وتمحي ألم الدهور.
استعد اليمانيون منذ وقت مبكر لاستقبال مولد الرسول الأعظم وزينوا بيوتهم وشوارعهم ومدنهم وجبالهم حتى خالها الرائي وكأنها زمردة خضراء تتلألأ في وسط الظلام وما أن يقرب الموعد المنتظر لذكرى المولد الشريف حتى تشتاق القلوب وتنسكب العبرات شوقاً لهذه الذكرى العطرة، أما على صعيد الجبهات الطاهرة فالاستعدادات على قدم وساق فالصلوات المحمدية تفوح من أعالي القمم والجبال والجهاد المحمدي يمشي على نهجه رجال الرجال فقد جعلوا من رسولهم الأعظم صلوات الله عليه وآله، أسوة حسنة؛ لأَنَّهم يرجون الله واليوم الآخر فأيدهم الله بانتصار وثبات منقطع النظير.
أعلن عن ربيع النصر بالتزامن مع ربيع النور ليشع نور النصر في مدن جديدة تتطهر من الدنس الداعشي والقاعدي ولتستقبل الربيع المحمدي بإزالة الوصاية الجاثمة على صدرها، فالعين بشبوة قد عاد لها بصرها من جديد وعسيلان وبيحان عادت لهما الحكمة والإيمان والعبدية عادت حرة من عبودية بغيضة وجبل مراد نال مراده وتحرّر من جديد.
3200 كيلو متر هي المساحة التي استنشقت عبق الحرية وزفرت الوصاية والعبودية والخنوع.
بقدر الاستعداد والحفاوة بقدوم المولد النبوي الشريف تأتي البشارات والانتصارات، فالعودة للمنهج القرآني المحمدي هو عودة للعزة والكرامة ونبذ الوصاية والتحرّر من العبودية لغير الله، فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعتبر محطة تعبوية وتنويرية للمضي على الخطى المحمدية التي ملأت الأرض نوراً وعدلاً وملأت السماء صلاة وتسليما، فصلاة الله عليك يا نور القلوب والصراط المستقيم لجميع الدروب وسلامه عليك يا خير قائد وقُدوة المجاهد وأسوة العابد الساجد وعلى آل بيتك الأطهار ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليما كَثيراً.