حشودُ المولد.. خروجٌ يَمانيٌّ مُحمَدِي

 

مرام عبدالغني

وخرج الشعب اليمني الثائر العظيم من أقصاه إلى أدناه، خرج الرجل والشيخ المُسن والطفل والعريس والجريح والمعاق والبصير والمريض المتألم، وخرجت المرأةُ مع رضيِعها وطفلتها والعجوز رغم عجزها، خرجت كُـلّ الفئات بجميعِ مسمياتِها، خرج كُـلّ عاشقٍ لرسول الله، خرج كُـلّ الصامدين والصادقين والأباة، خرجوا وقلوبهم تنبض حباً وولاءً لرسول الله وآله، خرجوا وأفئدتهم تكسوها الفرحة والبهجة والسرور، خرجوا وارتفعت الصلاة والسلام على النبي وآله وعمَّت الكونَّ، وأُفعِم بالرحمةِ والروحانِية والحُب والبَهاء والنور “اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين”.

فعلاّ يومٌ تاريخيٌ عاشه الشعب اليمني بأكمله، حشود مُحمدية مليونية كُبرى شهدتها اليمن، هذه الحشود التي أثبتت حبها وتوليها وارتباطها واقتدائها وعشقها للحبيب محمد صلى الله عليه وآله، أثبت بأن الشعب اليمني هو شعب الإيمان والحكمة، هو شعب الأنصار ونَفسُ الرحمن، هو الأرق قلوباً والألين أفئدةً، أثبت حقيقة وصف النبي ومدحه لليمن وشعبها يوم قال: “لو سلكَ الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار” وكذا أثبت بأنهم الأشد على الكفار والرحماء بينهم، بخروجهِ، عمَّد رسالة مفادها لو تكالبت عليه كُـلّ الدنيا من شرقها إلى غربها، ولو اُرتكُبت بحقهِ كُـلّ الجرائِم وأبشعها، ولو حَوصر لألف عامٍ ليس فقط سَبعاً، لبقي حب النبي بقلوبنا أزلياً أبدياً، ولأحيينا ذكراه شاء من شاء وأبى من أبى، وليعلم القريب والبعيد والعدوّ والصديق بأن الرسول سيبقى نبراساً لنا ونوراً نستضئ به وقُدوة نقتدي به وأسوة نتأسى به، لن نتخلى عنه وعن إحيَاء مولده عليه الصلاة والسلام قط، بل سنخرجُ ونحتفل وسيكون كُـلّ عامٍ أعظم من سابقيه، وسنسحق نفسياتِكم وآمالكم وأحلامكم المشؤومة في إبعادنا عن رسول الله وآله.

ختامًا فـلتعلم يا عدو الله بأن النبي حاضر بيننا حي في قلوبنا شاهد علينا لا ولن نتخلى عنه، كذلك فلتعلم أن هذا هو الشعب اليمني الذي تورطت بعدوانك معه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com