الإيمان يمان والحكمة يمانية
خلود الشرفي
وفي ربوع اليمن السعيد تبدو بشائر الخير، ورياح النصر والتمكين لعباد الله المستضعفين..
فهناك وعلى متن سفينة النجاة، في سيرها المعتاد إلى شاطئ الأمان رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..
هناك في رحاب اليمن السعيد ترفرف رايات النصر عاليًا خفاقة، مهيبة في آفاق السماء الرحيب، لتعانق عصر النبوة، وزمن المعجزات..
وهنا في ميادين الشرف، وربوع الجزيرة تتبلور المبادئ والقيم اليمنية الأصيلة، ليكون نتاجها تصنيع جديد من نوعه يركز على أجمل ما أوتى الإنسان منذ الأزل، ويرتقي بسلوك الفرد والمجتمع إلى معالي الفضيلة، وسماء الأخلاق، في وقت يتسابق فيه الأعراب الجلف الرعاع إلى الانحطاط والتردي والسقوط في مهاوي الرذيلة، ومستنقعات الفاحشة..
فها هي دول الخليج والمهلكة السعوديّة تتفنن في النزول تحت حتى وصلت إلى الحضيض إلى أسفل سافلين بالتطبيع مع يهود يذلونهم ويدوسون على جباههم بنعالهم العفنة، ويمرغون أنوفهم في التراب، سواء أرادوا ذلك أم أبوا.
وما عسى أن يكون هؤلاء الأعراب الأجلاف الخونة في نظر ذاك اليهودي الذي يضرب أخماس في أسداس، ويخوض مغامرات الربا، منتهزاً الفرص للانقضاض عليهم، وإذلالهم، واستعبادهم..
ومن عجائب الزمن، ومصائب الدهر أن يكون هؤلاء الأعراب المتأسلمون هم من يدعون اليهود إلى بلادهم، ويتسابقون إلى خدمتهم وإرضائهم، ويتنافسون في القرب منهم وَيسارعون إلى التطبيع معهم..
وبالمقابل فهناك يمانيون أقحاح، قارعوا الخطوب، وصنعوا المعجزات، وتحدوا المستحيلات، ليتحقّق بهم وبأمثالهم من محور المقاومة، وصناع النصر وعد الله سبحانه وتعالى حين قال:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
ويتحقّق وعد رسول الله الكريم صلى الله عليه وَآله وسلم حين قال: “أتاكم أهلُ اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وقوله صلوات الله عليه وَآله وسلم وقد أشار إلى اليمن: “ويأتي من هنا المدد”.
وقوله صلى الله عليه وآله: “إني لَأَجِدُ نفَسَ الرحمن من جهة اليمن”.
وها هي الأيّام تمر والصحائف تُطوى، ليتحقّق في اليمن الميمون وعد الله ورسوله، فنرى الشعب اليمني الأصيل، العزيز الكادح يواجه إمبراطوريات الشر، وممالك الكفر، منفرداً بإيمانه، معتزاً بمبادئه، متوكلاً على ربه، فإذا هو بين عشية وضحاها يُرعب جيوش الشر، ويهزم أساطين الفساد، ويمرغ أنوفهم في التراب، ويُسقط هيبتهم الكاذبة في الوحل..
فحيثما التفتنا لا نرى إلا قطعان من البشر قد أصابهم الهول، وانعقدت ألسنتهم عن التعبير من فرط الدهشة، وعظم المفاجأة..
فهل يُعقل لشعب فقير كاليمن أن يصير في يوم من الأيّام مصنعاً للطائرات المسيّرة، والصواريخ المطوَّرة؟!
وهل يتوقع أحد حتى من اليمنيين أنفسهم أن تتحول الموازين، وتنقلب المعايير ليكون الشعب اليمني العظيم ماضياً من الدفاع إلى الهجوم، وليهزم أساطين الشر وممالك الفساد لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى؟!..
الله سبحانه وتعالى هو من أيَّد اليمن واليمنيين وأمدهم بالنصر والتمكين..