هستيريا التحالف

 

بشائر المطري

ضجت ماكيناتهم الإعلامية بخبر واحد أينما ذهبت تشاهده، وفي جميع وسائل إعلامهم لن يكون سوى أن “الوزير جورج قرداحي يصف الحرب على اليمن بأنها حرب عبثية”.

وبالرغم من أنه لم يقل غير الحق زاد جنونهم وَتعنتهم رغم أن الجميع يعلم بأنها حرب عبثية، فالسيد حسن كان أول من تكلم عن حربهم الظالمة منذ بداية الحرب، فلماذا هذا الوقت بالتحديد ما الذي يريدون أن لا يفصحوا عنه؟، أنه مثلًا الحرب ليست على اليمنيين، ولم تستهدفهم في أرواحهم أولاً وأنهم يرمون على اليمن المجوهرات والورود أم ماذا؟! لقد قصفوا ودمّـروا وأعادوا قصف المقصوف مرات ومرات، زهِقت الأرواح وقُطِّعت الأعضاء، ومُنع من السفر المرضى وجرحى حروبهم الظالمة، وانهارت دولة بأكملها بسَببِهم.

وفي الأخير يريدون أن يصفق لهم الجميع وأن يكونوا بصفهم وإلا فَـإنَّهم سيغضبون ويثورون ويسحبون سفرائهم ويوقفون التجارة فيما بينهم والتعاون المشترك بين الدول الموالية لهم.

التهويل والترهيب الإعلامي والسياسي على لبنان ليس إلا حقد دفين وبغض لكل من تكلم مع وعن اليمنيين، ولها أبعاد سياسية وأيادٍ خفية تدار من تحت الطاولة يحاولون بذلك إشعال الفتنة ولكن لا ينالون ما يريدون وحزب الله على تلك الخارطة فقد قدَّم الدماء وما زال يقدم لحرية بلده.

على ماذا هذا كله، على اليمن هم يعرفون جيِّدًا أن اليمن بقيَ عزيزاً وظل صامدًا وخسروا هم وولوا مذعورين، فمثلما قال الوزير قرداحي أنه ما لم تستطع أن تحقّقه في سنتين لن تستطع أن تحقّقهُ في سبع أَو ثماني سنوات، لقد أصاب بكلماتهِ كبد الحقيقة، ولن تستطيع الدهر كله تحقيق هدفك في اليمن ولو بقيت تقاتلنا مثلما قال القائد جيلًا بعد جيل!.

لن يستسلم اليمنيون وباتوا الآن قوة عسكرية يحسب لها حساب فلقد حرّروا أغلبية البلد وصاروا الآن قريبين جِـدًّا من النصر وقريبًا ستحتضن اليمن مأرب الحضارة بعد سنوات من تحويلها حظيرة للمرتزِقة وقاطعي الطرق، فما نشاهده من مشاهد للإعلام الحربي كفيل بأن ترى النصر الإلهي من خلالها وأن يشاهد العالم الحفاة ينتصرون لدماء أبناء جلدتهم، ولهذا فهم مغتاظون ويصبُّون جامَ غضبهم على لبنان والسبب حَــدّ قولهم هو الوزير ويريدون منه أن يعتذر في حين أن كلامه كلام واقعي وليس تكهناً أَو افتراء عليهم، وحرية التعبير تعتبر مساحة خَاصَّة لكل مواطن عربي أصيل فالبلد الذي يدعو الآن إلى الانفتاح والتعايش يغضب لقول صريح عن حرب تعبث بالدولة اليمنية..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com