دعم أممي “سخي” للتكفيريين بمأرب.. فضائحُ تكشفها عدسة الإعلام الحربي

 

المسيرة| محمد ناصر حتروش

يظهَرُ السلاحُ الأمريكي وَشعاراتُ العناصر التكفيرية الإجرامية “داعش” و”القاعدة” في معظم المشاهد التي يوثّقها الإعلام الحربي أثناء معارك أبطال الجيش واللجان الشعبيّة مع المرتزِقة في جبهات القتال، ما يكشفُ بجلاء عن واحدية المشروع والمسار في العدوان على اليمن.

وخلال عملية “ربيع النصر” التي تكللت بتحرير عدد من المديريات جنوبي محافظة مأرب، أظهرت عدسات “الكاميرا” مساعدات غذائيةً تحمل شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في مواقع المقاتلين المرتزِقة ومن بينهم العناصر التكفيرية “القاعدة” و”داعش”، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة عن دور الأمم المتحدة في هذا الجانب، وما سر وجود مساعداتها لهذه العناصر؟

وليست هذه المرة هي الأولى التي تظهر فيها شعارات المنظمات الدولية لدى العناصر التكفيرية في مأرب أَو غيرها، فقد وثقت عدسة الإعلام الحربي شعارات المنظمات الدولية في عملية “فجر الحرية” بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وكذا عملية “البأس الشديد” وعملية “فأمكن منهم” وغيرها من العمليات العسكرية التي فضحت مدى التماهي بين الأمم المتحدة وتلك الجماعات التكفيرية.

وأصدرت وزارة حقوق الإنسان مؤخّراً بياناً عبرت من خلاله عن استيائها واستنكارها، لما تم رصده من مواد إغاثية في متارس مرتزِقة العدوان في جبهة العبدية بمأرب، والتي قُدمت من قبل منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنه كان من المفترض أن تكونَ تلك المساعداتُ الغذائية في متناول المواطنين، وليس في الثكنات العسكرية.

 

شريكٌ فعليٌّ في العدوان

ويؤكّـد الباحث والمحلل العسكري زين العابدين عثمان أن تفاصيل عملية “ربيع النصر” فضحت حجم الدعم المهول التي تقدمه المنظمات الأممية والدولية لعناصر تنظيم القاعدة وداعش، لافتاً إلى أن هذه العملية وغيرها من العمليات السابقة أثبتت أن تلك المنظمات الدولية خرجت بالكامل عن طريقها الإنساني التي تتخذه عنواناً لها، لتتدلى مخطّطاتها وسياساتها المندمجة مع سياسات ومخطّطات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.

ويرى عثمان أن الأمم المتحدة وفروعها من المنظمات أصبحت فعلاً شريكاً حقيقيًّا في منظومة العدوان على اليمن وذلك بدعمها الواضح والفاضح للتنظيمات الإرهابية “كالقاعدة” وَ”داعش”، مؤكّـداً أن دعم المنظمات للجماعات الإرهابية أعطت الناس حقيقة جوهر من يرسم تحَرّكاتها الخطيرة ومن يدير دفتها الذي هو الأمريكي الذي يسعى من خلالها لتمرير أجنداته ومشاريعه التدميرية والهدامة في اليمن والمنطقة.

ويلفت عثمان إلى أنه ليس من المستغرب أن نرى ما تسمى بالمساعدات الإنسانية، أَو بضائع برنامج الغذاء العالمي مكدسة في مواقع ومعسكرات تنظيم القاعدة، فمحرك هذه المنظمات هي أمريكا وعناصر القاعدة هي أدَاة أمريكا، منوِّهًا أنه لا غرابة في الأمر أن تكون المنظمة بجوار هذه الأدوات ولكن الغريب أن هناك من الدول والجهات من لا تزال تعلق الأمل على هذه المنظمات لتخفيف معاناة الشعوب الإنسانية رغم كُـلّ هذه الفضائح والحقائق التي تجلت وأظهرت المنظمات على حقيقتها خُصُوصاً في العدوان على اليمن!.

ويتابع عثمان: “لقد أسقط الشعب اليمني بفضل الله تعالى وبجيشه ولجانه آخر أوراق التوت عن عورة هذه المنظمات الإجرامية التي تقتات على الحروب وَعلى حساب معاناة الشعوب الإسلامية ودماء الأبرياء”.

من جهته، يقول عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة المعرفة الدكتور عرفات الرميمة: إن ما عرضه الإعلام الحربي في عملية “ربيع النصر” في محافظة مأرب وظهر فيه الدعم الواضح لبعض المنظمات الدولية للقاعدة هو من قبيل تأكيد المؤكّـد على اعتبار أن تمويل تلك المنظمات من الدول التي شنت العدوان على اليمن وتدخل اليمن تحت ستار وغطاء العمل الإنساني.

ويؤكّـد الرميمة أن الدور الحقيقي لتلك المنظمات الدولية هو دور استخباراتي موكل لها من دول العدوان وَخُصُوصاً الولايات المتحدة الأمريكية التي أُعلن فيها العدوان على اليمن عبر عادل الجبير السفير السعوديّ يوم 26 مارس 2015م.

ويصف الرميمة علاقةَ القاعدة بالولايات المتحدة بعلاقة الطالب النجيب بمعلمه ويمكن أن نتعرف على تلك العلاقة من خلال كتاب صحفي العصر محمد حسنين هيكل بعنوان (الطريق إلى كابل)، أَو من خلال كتاب شادي عبدالسلام (الويلات المتحدة الأمريكية) وَفيهما تفصيلات موثقة لكيفية تجنيد المخابرات الأمريكية لعناصر القاعدة، خُصُوصاً القادة الكبار أمثال مثل بن لادن والظواهري وعبدالله عزام.

ويبين الرميمة أن الأمم المتحدة شريك فعلي في العدوان على اليمن سواء من خلال إدخَال اليمن تحت الوصاية الدولية عبر البند السابع، أَو من خلال القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن والذي لا يراعي الحقائق الميدانية الموجودة على الأرض وكذلك التمثيل الحقيقي لأنصار الله، لافتاً إلى أن الحقيقة الواضحة لدور المنظمات الإنسانية لا تختلف عن دور القاعدة في استهداف حياة الوطن والمواطن سوى في القليل من الأساليب، ومع الأسف فَـإنَّ غالبية المنظمات تطرح ذلك القليل.

 

معركةٌ ذات بُعد إقليمي ودولي

بدوره، يقول الكاتب الصحفي رشيد البروي إنه اطلع ذات مرة على تقرير استخباراتي نشرته صحيفة “رأي اليوم” تحدث فيه السيناتور الأمريكي، تيد كروز، عن صعوبة اختراق جماعة أنصار الله “الحوثيين” لجملة أسباب، مرجحاً أن “أسهل عملية لاختراقهم هو عن طريق المنظمات ذات العمل الإنساني، بمعنى أن يتم التركيز على المنظمات الدولية لمعرفة تفاصيل وتحَرّكات أنصار الله”، بحسب ما يرويه البروي.

ويؤكّـد البروي أن ما تناولته صحيفة “رأي اليوم” دليل قاطع بأن المنظمات الإنسانية ليست سوى جزء لا يتجزأ من عمل مخابراتي للأمم المتحدة وللأمريكيين على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن ما أظهرته عدسة الإعلام الحربي في أوكار العناصر الإرهابية “تنظيم القاعدة والتكفيريين” المنخرطين تحت مسمى الإخوان المسلمين أَو التيار الوهَّـابي، من دعم شامل لكل مناحي الحياة العسكرية دليل إضافي قاطع بأن هذه العناصر ليست سوى جزء من العمل المخابراتي لأمريكا، تستخدمها لتسهيل السيطرة على الشعوب وأنظمتها، مؤكّـداً أن المعركة التي يخوضها اليمنيون لها أبعاد دولية وإقليمية وأنه ليس من السهل إيضاح ذلك للرأي العام بسهولة.

 

المنظمات الدولية الوجه الآخر للتحالف

مدير إدارة الإعلام في الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا، عبدالقادر عثمان، من جانبه يؤكّـد أنه لا غرابةَ من تلك الصور التي أظهرتها عدسةُ الإعلام الحربي عن مواد غذائية تحمل شعارات المنظمات الدولية في مناطق عسكرية ومعسكرات تتبع مرتزِقة العدوان والتكفيريين، مبينًا أن عدسة “الإعلام الحربي” ذاتها وثقت، قبل سنة، شعارات الجهة التي تمول مشاريع كثير من المنظمات في أسلحة داخل مخازن التنظيمات الإرهابية في البيضاء.

ويعتقد عثمان أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا وكذا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تسلك مساراً واحداً وهو دعم كُـلّ من يقتل الشعب اليمني سواء بالدواء أَو الغذاء أَو السلاح.

ويختم حديثه بالقول: “أضف إلى ذلك أن المنظمات لا تعمل في اليمن؛ مِن أجلِ سواد عيون اليمنيين، بل جاءت تحاربنا بأُسلُـوب مختلف، ولذا نجدها بين حين وآخر تهدّد بإيقاف المساعدات في المناطق الحرة أَو فرض شروط تعجيزية، وكلها أساليب يراد بها إركاع الشعب اليمني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com