مأرب تعانقُ صنعاءَ من جديد
أيوب أحمد الهادي
بعد 7 سنوات من الاحتلال والعبث الهمجي بمقدرات وثروات مأرب وجنوب اليمن تحت شعار إعادة الشريعة، ذلك الشعار الذي لطالما أغوى اليمنيين، وبالأخص أبناء مأرب، حتى ظنوا أن ذلك الشعار سيعيد المجدَ والحرية للشعب وينقذهم مما وصفوه بـ”المد الإيراني” ولا يعلمون أن ذلك الشعار هو ستارٌ ليس إلا ليصرف أنظارَهم عَمَّا قد تفعله دويلتا السعوديّة والإمارات من عبث واستنزاف للثروة، مر العامُ الأول وتبعه العامان الثاني والثالث ولم يتحقّق من تلك الشعارات شيئاً حتى قدم العام السابع والأمر يزدادُ سوءاً وما زال إعلامُ العدوان يطمئِنُهم بأن الخير قادم.
حينها ظن أبناءُ مأرب بأنهم قد كذبوا عليهم وأن من يعدهم بإعادة الشريعة المزعومة هو من يسلبهم ثرواتهم ويستنزف شبابَهم تحت مسمى المقاومة الوطنية فأيقن حينها أبناءُ مأرب بأنهم اختاروا الطريق الخاطئ وأن السعوديّة والإمارات ليسوا سوى غزاة لأرضهم على هيئة ملائكة، ففتحت أبواب مأرب ليدخل القاعدة وداعش ويعيثون في أرضِها فساداً، فانكشف بعدها ذلك الستار، فرأى أبناء مأرب ذلك الوجهَ القبيحَ الذي كان يتخفى خلفَ ذلك الستار، فقرّروا حينها الذود عن أرضهم وعرضهم، معلنين انحيازهم لصف الوطن ملتحمين بالجيش واللجان الشعبيّة لمواجهة قوى الاحتلال وطرد تلك العناصر التكفيرية التي دخلت إلى المحافظة تحت غطاء الجيش الوطني، وهَـا هي مديريات مأرب تتحرّر يوماً بعد يوم وتعانق الوطن من جديد.
وما تلك الزيارة التي قامت بها قبائل العبدية إلى العاصمة صنعاء إلا خير دليل على رغبة أبناء مأرب وقبائلها بالعودة إلى حضن الوطن ومعانقة العاصمة صنعاء بكل شوق ولهفة لتقول لقوى العدوان، ها نحن نعود إلى صنعاء التي فرقتمونا عنها طيلة سبع سنوات تحت مسميات وهمية حتى ظننا أنكم ملائكةٌ مرسلة فظللنا نركُضُ وراء شعاراتكم حتى كدنا نفقد وطننا وأهلنا، ولن تروا منا بعد الآن إلا ما تكرهون.
مأربُ تعانقُ صنعاءَ، ومجلس الأمم يترقَّبُ عن كثَب مَا الذي سيحدث في الأيّام القادمة، والسعوديّة والإمارات تقفان في حالة خذلان وهما تريان الهزائم وعمليات التحرير المُستمرّة، منتظرتين الهزيمة الكبرى وإعلان تحرير ما تبقى من مأرب وباقي المحافظات المحتلّة، فيا ترى هل أيقنوا أن اليمنَ مقبرة للغزاة أم لا زالوا في سكرتهم يعمهون؟!.