الربيع المحمدي.. حب ونصر عظيم للرسول الأكرم
المسيرة – المركز الإعلامي للهيئة النسائية
لا تزالُ أصداءُ الاحتفالات الكبيرة التي ملأت الساحات اليمنية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم تتواصل، إذ إن ما حدث فاق كُـلّ التوقعات، وأبهر كُـلّ المتابعين.
وعلى امتداد الأسابيع الماضية ظلت منصات التواصل الاجتماعي تتداول مقاطع فيديو لهذه الاحتفالات، رافقها تعليقات لعدد من الناشطين من مختلف العالم، الذين أثبتوا جميعاً أن اليمن امتاز بالتنظيم والإعداد والترتيب لهذه المناسبة بعكس الدول العربية والإسلامية.
وترى الأُستاذة نوال الدمشقي أن “الحشود التي خرجت هذا العام كانت أكبر من المتوقع، وهذه في حَــدّ ذاتها نعمة عظيمة”، مشيرة إلى أن “الحشود أوصلت رسائل متعددة منها أن الشعب اليمني متمسك بنبيه، وأنه القائد والمعلم والهادي والمربي، وأنهم سائرون على سيرته وأخلاقه وجهاده”.
وتقول الدمشقي: إن الهدف من الشائعات التي ساقها الأعداء قبل الاحتفال بالمولد كان هدفها تثبيطَ الناس عن الخروج لإحياء ذكرى مولد خير البشر، كما أن الشائعات بعد المولد النبوي الشريف من قبل أعداء الأُمَّــة هي من شدة غيظهم وقهرهم من الحشود العظيمة التي خرجت في الساحات اليمنية، مؤكّـدة أن حب اليمنيين لا يمكن مقارنة مع أي بلد، وخَاصَّة مملكة الشر السعوديّة التي فتحت المراقص والملاهي؛ بهَدفِ تدنيس بلاد الحرمين الشريفين.
من جهتها، تقول الأُستاذة عفاف زبارة: إن مولد الرسول الأكرم هو من يحيينا ولسنا من نحييه، فلو قارنا ما بين هذا العام والعام الماضي لوجدنا الفرقَ بينهما وبين ما سبقهما من الأعوام في الوعي الإيماني بمولد خير البشرية محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كَثيراً.
وعن الرسالة التي قدمتها الحشود أشَارَت زبارة إلى أن ما فهمه العالم أننا على حق والله مع الحق في العون والنصر والثبات.
وبخصوص الشائعات التي انتشرت قبل وبعد المولد أوضح زبارة أنها لا تصدر إلا لتفكيك الأُمَّــة وإضعاف الحق (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ).
بدورها، تقول حنان العزي: من خلال زيارة المجالس والمهرجانات والفعاليات التحضيرية للمناسبة كنا نتوقع حضورًا مركزيًّا كَبيراً بناءً على الحضور في تلك الفعاليات التي سبقت الفعالية المركزية.
أما عن الرسائل التي وجهتها جموع العشق المحمدي فتقول العزي: إن الرسالة التي وُجهت للعالم كبيرة جِـدًّا وعظيمة وسامية بمستوى صاحب المناسبة، تعظيم المناسبة يأتي من باب شكر النعم الالهية، وأية نعمة أعظم من نعمة الهداية ونعمة الإسلام ونعمة أننا من أُمَّـة نبيه محمد حين قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنفسكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
وتضيف العزي: علينا تجديدُ العودة الصادقة إلى رسول الله في أخلاقه وقيمه العظيمة فهو من قال عنه تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال هو عن نفسه صلوات الله عليه وآله: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وعلينا تصحيح العلاقة برسول الله، وأن نعظّمَه وَنقدسه ونقدره في زمن تحَرّك الوجه الآخر للصهيونية؛ تيار الوهَّـابية لنسف تعظيم رسول الله وجعل تعظيمه من البدع.
أما رأيها في مقارنة ما يحدث في اليمن وغيرها من تبجيل للنبي الكريم بما يجري في السعوديّة قالت العزي: مقارنة ما يحدث في اليمن يذكرنا بما حدث قبل ١٤٤٣ عام حين احتفل أجدادنا بقدوم الرسول إليهم وعظموه وعزروه ووقروه، بينما قريش أخرجوه وآذوه وحاولوا قتله، واليوم يعيد التاريخ نفسه ويكرّر المعادلة.
المرأةُ اليمنية حفيدةُ الأنصار
من جانبها، تقول أُمَّـة الصبور المروني عن الحشود المليونية: حقيقة أن الحشودَ في هذا العام فاقت كُـلَّ التوقعات سواء حشود الرجال أَو النساء، فقد لبى اليمنيون بشكل عام والمرأة بشكل خاص الدعوة للاحتشاد في حب رسول الله إلى جميع ساحات الاحتفال في كُـلّ المحافظات، وهذه نعمة كبيرة، أن تتمتع المرأة اليمنية بكل هذا الوعي وبكل هذه الثقافة القرآنية الصحيحة وَالسليمة فقد أثبتت المرأة اليمنية أنها حفيدة الأنصار الذين ناصروا رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.. وَاليوم رأيناها تخرج لتحييَ ذكرى ميلاد النبي الأكرم، نبي الرحمة والإنسانية الذي طالما حاول اليهود والمنافقون أن يمحوا ذكرَه من أوساط الأُمَّــة الإسلامية والعربية.
وعن الرسالة التي قدمتها تلك الحشود الغفيرة تقول المروني: بخروج اليمنيين هذا الخروج المهيب وَالعظيم في حب رسول الله أرسلوا رسالةً عميقةً ومهمة لكل العالم، مفادها أن تمسكنا وحبنا لرسولنا الكريم قوي ولن يزول حتى وَإن زالت الجبال، إننا اليمنيين لنا تاريخٌ في حب ونصرة الرسول الكريم ونصرة آل بيته الكرام، ولن نخذل رسولَ الله ولا أهل بيته أعلام الهدى.
وتؤكّـد المروني أن أعداء الله وَأعداء الدين والرسول بثوا الكم الهائل من الشائعات وَتثبيط الناس عن الخروج للاحتفال حقدًا وكيدًا وحسدًا في قلوبهم، لكن الله أبى إلا أن يتم نوره ورأينا جميعاً ذلك الخروج الكبير الذي قهر الأعداء كلهم، وما زالت قلوبهم تفيضُ غيظًا وحقدًا بعد انتهاء المناسبة، وما زالت أبواقُ النفاق تبث سمومها ولكن كُـلّ ذلك انصدم بوعي وحكمة المرأة اليمنية التي كانت هي السد المنيع الذي وقف قويًّا أمام كُـلّ تلك الشائعات وكل تلك الأكاذيب المغرضة.
وتختم المروني حديثها بالقول: لو لاحظنا أنه لا توجدُ انتقادات في ما يجري ويحصل في بلاد الحرمين من منكرات مخالفة للدين وللسُّنة وللفطرة الإنسانية.. فقد فتحوا المراقصَ، وأباحوا الخمر والفجور والفسوق والقمار، واستباحوا كُـلّ شيء بما في ذلك موالاة اليهود والنصارى، الذين أمرنا الله بعدم توليهم وعدم الركون إليهم، ومع هذا كله ظل من يسمون أنفسَهم علماء الدين ساكتين حتى عن أعظم جريمة في التاريخ وهي إغلاقُ بيت الله الحرام، ولم ينطقوا إلا عند خروج اليمنيين لإعلان توليهم لرسول الرحمة والإنسانية.. هؤلاء وغيرهم سقطوا في الفتنة.