الجهاد.. وفق هدى الله
محمد الضوراني
الجهاد في سبيل الله من أعظم النعم للإنسان المؤمن، وفضل المجاهد عند الله عظيم ومنزلته عند الله أعظم وأرفع المنازل، ولا يساويه أي موقع في هذه الدنيا أَو منصبٌ أَو رُتَبٌ أَو… ولا يحظى بهذا الموقع إلَّا المؤمنين الصادقين المتحَرّكين في هذا العمل الجهادي بإيمَان، وفق هدى الله وتعليماته، فالمجاهد يحمل كُـلّ صفات الإيمَان والتقوى والإخلاص؛ لأَنَّ قبول العمل عند الله يحتاج لأن يحمل هذا المجاهد صفات المؤمنين من خلال توجيهات الله في القرآن الكريم، وكذلك أَيْـضاً كُـلّ من يعمل في أي عمل وبالأخص في هذه المرحلة وهو يتحَرّك ضمن إطار دولة الحق، وَقيادة المؤمنين الصادقين وهو السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وبحجم التضحيات الكبيرة من المجاهدين الصادقين في كُـلّ مواقع الجهاد، لا بُـدَّ من الإخلاص لقبول العمل.
ليس من قال أنا مجاهد هو مجاهد عند الله ولو يرفع شعارات أهل الحق، الجهاد يبنى وفق أسس صحيحة وتحَرّك حقيقي لا يشوبه أي فساد أَو انحراف أَو شك، عندما تتحَرّك مع الحق، تتحَرّك بصدق وإخلاص وزكاء نفس وارتباط بالله وثبات وتوكل على الله، بعيد عن أية أهداف أَو مصالح شخصية أَو أهداف أخرى فَـإنَّ الله يقبل العمل بل هو يرعى هذا العمل، عندما يكون العمل بدون قناعة نابعة من القلب فأنت لست مجاهداً وعليك أن تراجع نفسك أمام الله وتعيد بناء نفسيتك من خلال هدى الله وتعليماته وتحرص على ذلك، من يتحَرّك وفي قلبه أي شك أَو يتحَرّك لأهداف شخصية ليرضي فلاناً أَو زعطان، ولا يهتم أن يكون هدفه هو رضا الله وأن ينال الأجر من الله والتوفيق منه هو من يخسر رعاية الله وتوفيق الله العزيز القوي، هو من يخسر رعاية الله له في الدنيا قبل الآخرة.
لا بُـدَّ أن نتحَرّك في أي عمل جهادي ونرجو من هذا العمل رضى الله ونصر دين الله وتحقيق ما يريد الله منا في هذه الدنيا، لننال ما وعد الله به المؤمنين، أما من يتحَرّك وهو يحمل صفات المنافقين ولا يحمل الأمانة الجهادية بصدق وإخلاص ووفاء، لمُجَـرّد أن يرضي إنسان مثله في هذه الدنيا، فهو ظالم لنفسه وللأمة بكلها، لا بُـدَّ أن نتحَرّك ونحن نعي حجم كلمة جهاد ومجاهد في سبيل الله بكل ما نمتلك بالنفس والمال وبكل ما نمتلك من الإمْكَانيات لبناء أمة عزيزة وكريمة ودولة يعز الله بها الإسلام وأهله ويسقط مشروع الشيطان وأهل الكفر والنفاق، ليتحقّق ما وعد الله به المؤمنين في الدنيا قبل الآخرة.