أسرانا العظماء.. شهداءُ كرماء
أم الحسن أبوطالب
جريمة مروعة في حق أسرانا الأبطال في سجون المحتلّين، نعم فهذه شرعية الغزاة وَشرعهم وهذا هو دأبهم وهذه هي أخلاقهم العفنة بتعفن ما تشربت بها عقولُهم الملوثة من فكر وهَّـابي بغيضٍ وقلوب هي كالحجارة بل أشد قسوة وتحجُراً، وهكذا هم متى ما وقعوا في مستنقع الهزيمة يسعون بخبثٍ شديد للانتقام من الضعفاء والعزل.
في جريمة قديمة السجل حديثة السيناريو جديدة الأحداث شديدة البشاعة، أقدمت ميلشياتُ التحالف في الساحل الغربي على إعدام عشرة أسرى من الجيش واللجان الشعبيّة رمياً بالرصاص وسحلهم وَالتمثيل بجثثهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان وتنكرها الفطرة السليمة للبشرية والإنسانية.
حين تصبح منهجية التعامل مع الأسرى هي القتل والسحل والتعذيب في قاموس المحتلّين والعصابات التابعة لهم “الميليشيات” سنرى كَثيراً من الجرائم بحق الأسرى وهذا ما حدث ويحدث فليست جريمة إعدام الأسرى في الساحل الغربي جريمة أولى، فقد سبقها الكثير والكثير من جرائم التعذيب والقتل والتمثيل بالأسرى، فسجلهم الإجرامي مليءٌ بصفحاتٍ سوداء تؤكّـد قبح سياستهم وبشاعة ما يقومون به وفشلهم وانحطاط مشروعهم وشرعيتهم.
وهناك وفي عالم كاذبٍ مخادع يرتدي أقنعةً مزيَّفةً توجد منظمات لا إنسانية ومجتمع دولي، يكثر عويله فقط حينما يتعلق الأمر بمصالح عملائه الذين يحرص على سلامتهم، أما مثل هذه الجرائم فَـإنَّه يقف أمامها مثل صنمٍ لا ينطق ببنت شفة، ولا يحركُ ساكناً، فكيف له أن يتخذَ موقفاً وهو صاحب المواقف المخزية والعار الكبير تجاه جرائم التحالف بحق الملايين في اليمن الذين يعيشون طوال سبعة أعوام تحت القصف والحصار وحيداً مظلوماً؟!
لقد ارتقى أسرانا العظماء شهداء كرماء ليصنع دمهم الطاهر ما فعله صمودهم الأُسطوري في وجه الأعداء من تجليات للنصر بثباتهم وتضحياتهم، هم اليوم أحياء يرزقون تحرّروا وكسروا قيد الأسر ولكن بطريقة مختلفة، هي قاسية نعم وبشعة جِـدًّا لكنها حتماً ستعجل في إزاحة الظلمة والجبابرة من خارطة اليمن الحر العزيز الكريم الذي ارتوت أرضه ورماله طهراً بطهر تلك الدماء الحامية له، والمدافعة عنه.
عدالة السماء ستجري ما دام من في الأرض يسيرون وفق منهجيةِ الله ويسعون لتحقيق العدالة وفق مسيرة قرآنية ستشرق شمسها في العالمين والردُّ سيكون حاضراً لهذه الجريمة المروَّعة وأمثالها وسيلقى من ارتكبها جزاءَه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون ولا عدوانَ إلا على الظالمين.