أسرانا أحرار

 

سهام محمد

عظيم ذلك الإيمان في القلوب الطاهرة، شجن ترافقه لهفة لمعرفة سر ذلك الثبات الحسيني، ذلك السر الذي يتجسد في أخلاقهم العظيمة بعظمة تلك النظرات المليئة بالعشق الحيدري للشهادة، سر لا تعيه إلا أفئدةٌ تذوبُ حباً في الله ورسوله وآله بيته صلواتُ الله عليهم.

مهما تمادى أُولئك المجرمون في التلذذ بتعذيب الأسرى الأحرار، ومهما تفننوا في ذلك، في حق العشرة الأسرى وكل الأسرى، فما ذلك إلا دليل على ضعف أولياء الضعيف المذموم المدحور الشيطان وأوليائه، أما علموا أن أسرانا على علم بأنهم سيواجهون أرذلَ خلق الله؟! هل كان لذلك تأثير على مبادئهم السامية في نصر دين الله ونصرة المستضعفين، بل تحَرّكوا دون تراجع غير مبالين بأية نتائج؛ لأَنَّها لن تكون إلا سعادة أبدية سواء بالأسر أَو المواجهة في ميدان القتال، كيف لا؟! وعشقهم للحاق بركاب الشهداء من آل بيت المصطفى صلوات الله عليهم، فاق كُـلّ ألم وكل وجع، فأصبحت أوجاعهم طريق تحفه جنة الخلد حياة أبدية برفقة العظماء، في ضيافة خير مضيف عند ربهم يرزقون، فعن أي عذاب يتحدثون؟! فها هم ملائكة الأرض يتسلقون سلالمَ البقاء.

فما زاد أسرانا ذلك الحقد الأموي الصهيوني إلا إيماناً بأن دين الله هو الحق الذي لا شك فيه، واشتياقا لأجدادهم آل ياسر، وما حقد أُولئك البائسين إلا بداية لنهاية قريبه لهم، فأسرانا عاشوا أحرارَ ونالت أرواحهم الرقي والعزة بجوار العزيز، فما عليكم يا بني سعود وأسيادكم أمريكا و”إسرائيل” إلا الترقب لآخر مراسيم الخزي والعار والذل تحت إقدام المؤمنين، لتطبق سنة الله في الكون فالعزة لله ورسوله وللمؤمنين، فكلما سارعتم في إعداد العدة وتجهيز المرتزِقة ظناً منكم هزيمة من باعوا دنياهم ليكسبوا الدين فحساباتكم للأسف لا أَسَاس لها، وَكل ساكت شيطان أخرس، فلتستلهم الدروس من هؤلاء العظماء، ولتراجع نفسك لتلتحق بركب العظماء قبل فوات الأوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com